مصدر..

تقرير:كيف غافل "هادي" الرياض وأضمر التمرُّد على التحالف؟

اتفاق ضمني غير معلن بين الرئاسة اليمنية والمبعوث الخاص

وكالات

وضحت مصادر ومعطيات سياسية تحدثت عن اتفاق ضمني غير معلن بين الرئاسة اليمنية والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وبعض أعضاء الرباعية الدولية المعنية باليمن في الشهر الماضي إلى تسريع مفاوضات التسوية المباشرة مع الحوثيين ووضع التحالف بقيادة السعودية أمام الأمر الواقع.

تستذكر المصادر، التي تحدثت من نيويورك والرياض، الجمعة، مع نيوزيمن، تصريحات مارتن غريفيث خلال جولتيه الأخيرتين إلى عدد من العواصم ولقاءات بريطانية- أوروبية في طهران مع وفد الحوثيين وتبلور توجهات لدى الإدارة الأمريكية تصب جميعها في نفس الاتجاه نحو تفعيل الحوار اليمني- اليمني أو بين الشرعية والحوثيين برعاية غربية وأممية.

تشير المعطيات في هذا السياق إلى تبني بريطانيا هذا المسار، والتي تلقت إفادات ومعطيات إيجابية من الرئاسة اليمنية في الرياض تستعجل خطوات عملية بصورة سريعة لإنجاز تقدم تحت عنوان "احتواء الحرب".

المصادر التي تجمعت لدى نيوزيمن، تضع زيارة هادي القصيرة والسريعة والغامضة مؤخراً إلى الولايات المتحدة، لعدة أيام، في أجواء الترتيبات التي تسنى طلبها في هذا الشأن، مذكرة بأن مجمل التحركات البريطانية باتجاه الحديدة وتبني مسار السويد وقرارات مجلس الأمن نهاية العام الماضي جاءت في أجواء زيارة مشابهة أيضاً -علاجية ومطولة- للرئيس هادي إلى الولايات المتحدة ولم يعد إلا وقد انتهت لقاءات السويد.

التقارير الصحفية الغربية التي لم تكن تصل لليمن أو تنقلها الصحافة والإعلام العربيان، كانت أوضحت في تلك الفترة أن التحركات البريطانية استندت بالأساس "على طلب والتماس رسمي يمني من الرئيس الانتقالي شخصياً" والذي أراد إبقاء الأمور في ما يخص موضوع الحديدة بصورة خاصة بعيداً عن أهداف وقرار التحالف.

واستشهد البريطانيون والمبعوث الخاص في أكثر من مناسبة بأن الرئيس هادي شخصياً أبدى التزامه الأكيد بعدم الرغبة في الخيار العسكري على الإطلاق.

وإلى هذا التوقيت مثلت التصريحات الأمريكية المفاجئة قبل أسبوعين بإجراء حوار مباشر مع الحوثيين وحثهم الرياض على لقاءات سرية مع المتمردين الحوثيين في مسقط أو عمان، بهدف التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، بصيغة غامضة رجحت فيما يقال الرغبة الرئاسية اليمنية والتوجهات البريطانية.

كان مارتن غريفيث في نهاية جولته في المنطقة طار إلى واشنطن وقال في تصريحات منشورة إنه يعول كثيراً على دعم وجهود الإدارة الأمريكية لدفع الأطراف إلى الدخول في حوار الحل النهائي. وهو ما يعني تجاوز عقبة واشتراطات اتفاق الحديدة وتنفيذه علاوة على اتفاقي تبادل الأسرى وتعز، وهي مخرجات محادثات استوكهولم.

حدتت أشياء كثيرة على عجل، قبل أن تظهر إلى العلن التصريحات والخطوات الأمريكية المفاجئة إلى تقارب مع الحوثيين ومساعٍ بريطانية تُوجت في طهران لدى الإيرانيين بلقاء مع وفد الحوثيين، لكن الهجمات الأخيرة وغير المسبوقة في 14 الجاري على منشآت أرامكو السعودية كبحت المسار وحدت قليلاً من الاندفاعة نحو اختطاط مسار جانبي كأمر واقع.

وزادت من رغبة وإلحاح الرئاسة اليمنية على هذا المسار تفجُّر الأحداث الأخيرة في عدن ومحافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين، حيث تبلورت قناعة راسخة باتجاه الحسم السياسي على أي وجه مع الحوثيين بإدارة المبعوث الخاص والرعاية البريطانية الأمريكية.

ويقابل ذلك التفرغ من قبل الرئاسة وقيادة الشرعية لمواجهة الأحداث والتطورات في الجنوب بصيغة حازمة تعطي الأولوية للعمل العسكري، الأمر الذي يفسره إفشال وإحباط المبادرة السعودية باسم قيادة التحالف للحوار الثنائي في جدة لمرتين وانتهاك اتفاق التهدئة الأول قبل تحريك القوات صوب عدن من مأرب وشبوة.

يذكر أن خلو إحاطة مارتن غريفيت الأخيرة إلى مجلس الأمن الدولي من تطورات ومستجدات التنفيذ لاتفاق الحديدة قابله التوسع والاسترسال في الشأن الطارئ وموضوع التطورات في عدن وأبين وشبوة، اعتبر بمثابة تتويج طبيعي لتفاهمات مسبقة مع الرئاسة وبعض أعضاء الرباعية في الاتجاه سالف الذكر.

وفي الأثناء من كل ذلك تزايدت مظاهر ورسائل التصعيد من داخل الشرعية باتجاه التحالف والقيادة السعودية لتحالف دعم الشرعية على خلفية مزدحمة بالتصعيد المفتوح ضد الإمارات.

وكشف غريفيث في الإحاطة أن الرئيس هادي أبلغه الشهر الماضي ضرورة إنجاز خطوات سريعة لاحتواء الحرب. وهو ما فسر الارتجالية والاستخفاف الشديد التي اتسمت بها أعمال الاجتماع السادس للجنة التنسيق المشتركة قبل موعد تقديم الإحاطة بأيام قليلة.

وفي نفس السياق قال الكاتب نبيل الصوفي في مقالة له:

قرارات هادي المضادة للتحالف وأخطر لغم سلالي في اليمن

قرارات هادي الحكومية هي رد بالرفض لكل ما قاله له الأمير خالد بن سلمان في زيارته الأخيرة.

هادي يقول للتحالف: مكانكم ما صدقتم الزعيم أن ما في معي عقل؟

ما فيش معي، ولا أهتم، ولا أحسب، ولا أفكر!!

لن يسمع هذا الرجل بالاختيار.. سنشهد تطورات في الميدان تعيد تعريف الشرعية.

هادي شمالي.. كان ولا يزال.. التسميات مشاريع وليست جغرافيا.

فالشمال اليوم مشروع يبدأ من المتسلط على صنعاء وحتى طهران، مروراً بالدوحة وبأنقرة أيضاً..

والعروبة كمشروع، اليوم هي الجنوب.. من الرياض وحتى مقديشو.

الطريق لاستعادة المنطقة العربية (اليمن) يبدأ بحدوث تسوية تعالج الأوضاع مع الشعب في الجنوب.

ستسعيد السعودية والإمارات جارها العربي من اليد الإيرانية- التركية بقيادة الجنوب ومن تحالف معهم شمالاً.

بينما "محمد عبدالسلام" يهدد من "مسقط" بإحراق المنطقة.

وعن المهرة يتحدث نشطاء "تحريرها من الاحتلال السعودي"!

ومقابل كل جزء تحرره الإمارات ثم تسلمه إما للسعودية أو للأطراف اليمنية، ترتفع عقيرة تحالف الفساد بأنها احتلال.

سلمت المهرة وسقطرى لجيش السعودية.. وسلمت الجزر وسواحل حضرموت لخفر السواحل اليمنية..

وسلمت مأرب لعلي محسن والمقدشي.

وقبل أن تعود لتشكل النخب، كانت سلمت كل المناطق للشرعية، ولكن الشرعية غادرتها كلها، وعجزت عن السيطرة الأمنية عليها.

ومع كل ذلك، يختبئ أعداء السعودية تحت لافتة العداء للإمارات، ويعبثون بوعي الناس لخدمة الحوثي وإيران والفوضى الإخوانية.

هدفهم إهلاك الداخل في صراعات لا تنتهي.

وبالتوازي مع ذلك تقول إيران للعالم: حملوا اليمنيين مسؤولية ادعاء الحوثي أنه قصف أرامكو، حتى ونحن مش متأكدين أنهم هم فعلوها، لكن قد أعلنوا!

اللعنة على عبدالملك الحوثي، ها هو قد أعاد فتح مواجع البلاد كلها، وما قد كنا نبحث عن التسامح معه باعتباره ماضياً، عاد قيحاً وصديداً ووجعاً حاضراً ومستقبلاً.

أقول هذا ونحن نتابع حالياً النقاش الدائر في وسائل التواصل الاجتماعي حول "القاوق" الإمامي، وهو العمامة التي يحتكرها الهاشميون كرمز سلالي عنصري يميزهم عن غيرهم، الأمر الذي جعله رمزاً لأخطر وأقدم الألغام التي زرعت في اليمن.