صحيفة العرب الدولية:

مليونية جنوبية ردا على سعي الإخوان إلى إخضاع عدن

جانب من الحشود الجنوبية في ساحة العروض بخور مكسر

العرب (لندن)

احتشد الآلاف من المتظاهرين في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن الخميس، وذلك كردة فعل على التغييرات الأخيرة التي أقدم عليها الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، والتي يقول المتظاهرون إنها جاءت لتخدم مساعي حزب الإصلاح الإخواني في السيطرة على المناطق المحررة وخاصة عدن.

وقالت مصادر مقربة من الحراك الجنوبي إن التظاهرة الكبرى التي وصفت بالمليونية لم يكن هدفها إعلان الانفصال، ولا استغلال الإرباك الذي تعيشه العاصمة المؤقتة لفرض مطالب الحراك، وإنما هي رد فعل على محاولة جماعة الإخوان اليمنية اختطاف الشرعية اليمنية لخدمة مصالحها.

وكشفت المصادر في تصريح لـ”العرب” أن الفريق علي محسن صالح الأحمر يستغل صفته كنائب للرئيس لتعيين عناصر إخوانية في مواقع مختلفة بمحافظة عدن بهدف إحكام السيطرة عليها والتشفي من الجنوبيين في تكرار لمواقف سابقة، لافتة إلى أن إقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي جاءت فقط بسبب شعبيته وحب الناس له، وهو ما جسدته الدعوة إلى أن يتولى تشكيل قيادة سياسية جنوبية برئاسته.

وربط سياسيون ومثقفون جنوبيون الإقالات التي شملت الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك بذكرى 27 أبريل 1994، أي ذكرى الحرب التي يعتبرون أن الشمال شنها على الجنوب، ما يجعل تلك الإقالات استمرارا لسياسة التشفي من الفريق الأحمر ضدهم.

وتهكم يمنيون على سيرة محافظ عدن الجديد عبدالعزيز المفلح، كونها تضمنت فقرات تشير إلى أنه انخرط في العمل السياسي منذ سن السابعة من عمره، بينما حكم عليه بالإعدام في عمر السابعة عشرة، معتبرا نفسه من أهم 500 قيادي في القرن الحادي والعشرين.

وحرص منظمو الفعالية الكبرى على بعث رسائل متعددة تنطلق من التأكيد على العلاقة الاستراتيجية بين المقاومة والحراك الجنوبي من جهة ودول التحالف العربي من جهة أخرى والتنويه إلى الشراكة في تحقيق الأهداف المشتركة للتحالف العربي “لصد خطر المد الإيراني التوسعي ومكافحة الإرهاب وضمان أمن واستقرار المنطقة واستعادة شعب الجنوب لسيادته على أرضه كعامل حاسم لأمن المنطقة”.

تحول في مسار العمل السياسي

وقال متابعون للشأن اليمني إن الحراك الجنوبي سعى إلى فصل خلافه مع حزب الإصلاح الإخواني المتخفي وراء الشرعية اليمنية، وبين المقاومة التي يمثل الجنوبيون أحد أعمدتها الرئيسية من جهة، فضلا عن الاستمرار في دعم الدور الذي يقوم به التحالف العربي لمنع إيران من السيطرة على اليمن وتهديد الأمن القومي لدول الخليج والملاحة الدولية.

واعتبر المتابعون أن هذا التوضيح يسحب البساط من تحت أقدام الإخوان وإعلامهم الذي يسعى إلى الوقيعة بين الجنوبيين والسعودية بوصفها قائدة للتحالف العربي.

وصدر عن التظاهرة بيان سياسي أطلق عليه المنظمون “إعلان عدن التاريخي” وتضمن عددا من التوصيات اعتبرها بعض المحللين نقطة تحول في مسار القضية الجنوبية، وعودة للمطالبة بانفصال الجنوب.

وعرج البيان على التحولات التي مرت بها القضية الجنوبية والتي شهدت تحولا إيجابيا بعد انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015 وما أفضت إليه من طرد لميليشيا الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بمساندة من قوات التحالف العربي.

لكن البيان استدرك بالقول “إلا أن تلك الانتصارات لم تشفع للمقاومة الجنوبية أن تكون شريكا فاعلا في العملية السياسية، بل تم إقصاؤها وتهميشها والتآمر عليها والتنكر لدورها، واستثمار تلك الانتصارات من قبل قوى الإرهاب السياسي المهيمنة على سلطة القرار والمعادية لتطلعات شعب الجنوب” حسب ما جاء في البيان.

ولفت البيان إلى ما وصفه بـ”قرارات العقاب السياسي والتحقيق مع أبرز رموز المقاومة، مما يعني الانقضاض على الشراكة السياسية لشعب الجنوب مع الشرعية المختطفة من قبل جماعة الإخوان المسلمين”.

وخرج الإعلان بعدد من التوصيات على رأسها تفويض محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب.

واعتبر المحلل السياسي اليمني ياسر اليافعي أن تظاهرة عدن نقطة تحول في مسار العمل السياسي في المحافظات الجنوبية.

وأضاف اليافعي في تصريح لـ”العرب” أن الجنوبيين في عدن أصحاب الانتصارات التي تحققت شعروا بأنهم مقصيون من اتخاذ القرار، لصالح أحزاب سياسية وبالتحديد حزب الإصلاح بسبب تمكنه من الشرعية ولذلك جاءت المسيرة ردا على هذه القرارات ورفضا لأي قرارات ستصدر لاحقا تنال من رموز المقاومة الجنوبية وتمكن حزب الإصلاح.