في عيد العمال1مايو

الموظفون الحكوميون يشكون وفي القطاع الخاص يبكون

كانت عدن في الزمن الجميل لا تعرف ماذا تعني كلمة بطالة

دنيا حسين فرحان (عدن)

الوظيفة هي حلم كل خريج من الجامعة بل وأي مواطن حتى وإن لم يكمل تعليمه فهي الكنز الذي يدخل منه العامل لإطعام نفسه واسرته وتوفير كافة متطلباته وما يريد تحقيقه في المستقبل.

كانت عدن في الزمن الجميل لا تعرف ماذا تعني كلمة بطالة فكل القطاعات تعمل بامتياز وكل المصانع تخدم الاقتصاد وتحوي كما هائلا من العمال اللذين ساهموا بشكل كبير في انتعاش مختلف المجالات بل والتصدير للدول المجاورة وجعل عدن تنافس عالميا في بضائعها ومنتجاتها , معظم العمال كانوا يحملون فقط شهادة الثانوية العامة وحصلوا على الوظائف بشكل مباشر دون تعب أو اجراءات صعبة وبذلك جسدت عدن صورة العامل في ابهى صورة في التعامل وتوفير كافة متطلباته وتذليل كافة الصعاب له.

ومع دوران عقارب الساعة وتغير الزمن اصبح حال العامل اليوم في نفس المكان(عدن) يرثى له فمع انهيار كل شيء جميل في مختلف القطاعات الحكومية واغلاق كافة المصانع التي كانت في اوج عطائها حلت سياسة جديدة للعمال احالتهم الى قوى فائضة دون أي وجه حق بل وسلبتهم أقل حقوقهم , وانتشرت البطالة كالمرض الخبيث الذي يفتك بحامله , فنجد الخريجين من الجامعات وحملة الشهادات العليا يجلسون على المقاهي أو تعلق شهائدهم على الحائط وترفع في رفوف المكاتب دون أن تجد من يقدرها أو يعطيها أي اهمية.

ناهيك عن من يحصل على الوظيفة بعد شق الأنفس ووساطات عدة أو ينالها بجدارة ولكن يدخل في صراع مع العمل ومع الفساد الذي حل بالمؤسسات الحكومية والخاصة وجهد العمل والحرب النفسية في ظل الازمات المتكررة للخدمات الاساسية ومقومات العيش السوي , واهمها الراتب الذي أصبع العملة الصعبة يبحث عنه العامل وسط دوامة أزمة السيولة وارتفاع سعر العملات والسرقات التي تحدث لأموال الدولة من قبل اطراف ولا يكون ضحيتها الا المواطن البسيط الذي أصبح يحتفل بعيد العمال في الأول من شهر مايو كل عام بالوقوف على الأطلال وتذكر الماضي وتمني العودة اليه فلم يعد الواقع يخدم العامل لتأدية عمله بشكل صحيح ولم تعد الظروف دافعا له للعطاء.

اخذنا اراء مجموعة من الموظفين في مختلف القطاعات العامة والخاصة بمناسبة عيد العمال الذي شرحوا لنا الصعوبات التي تواجههم وما هي مطالبهم في الاستطلاع التالي...

 

سلمى السيد (موظفة في قطاع حكومي):" بالنسبة للعمل اصبح صعب جد ع عكس الفترة السابقة من حيت الانضباط الوظيفي . ومبدأ الجزاء الغير متعامل معه في وقتنا الحاضر و التسيب الوظيفي موجود وفي هرم السلطة .

فحاليا شاع بين الموظفين الفوضى وعدم تحمل المسؤولية نتج عن غياب السلطة الرقابية وادخل علينا نمط جديد هو البلاطجه نهج جديد واسلوب غير متعارف فيها تمشي بأسلوب القوة ".

 

وليد المتوكل (عامل في قطاع خاص):" بالنسبة لعمال القطاع الخاص يتوجب على الدولة أن تعتمد لهم اجازه في عيد العمال اسوة بأشقائهم من الموظفين في القطاع الحكومي حتى لو نصف نهار لأن انه اصحاب قطاع الخاص غير معترفين بهذا اليوم والان  العامل يواجه صعوبات جدا اولا الراتب علا ما هو وغلاء الأسعار يذبح المواطنين.

في القطاعات الخاصة لا تتوفر خدمة الضمان الصحي , وفي القطاع العام إذا حصل لك مكروه لا قدر الله لا يصرف لك ضمانك الصحي الا بطلوع الروح لذلك نقول للجهات المختصة في الحكومة انظري  بعين الرحمة قبل النظر بعين المحاسبة

اذا حلت مشاكل العمال مثلا في مصنع سوف تجد انتاجا كبير لانهم بحاجة لدافع معنوي واهتمام بما يعانوا منه , ونفتقد بشده وجود اخصائي نفسي أو اجتماعي في مكان العمل مع أن له اهمية كبيرة في التخفيف عن العمال اللذين يمرون بمشاكل في البيت أو على لمستوى الشخصي وبالتالي ينعكس على مستوى العمل ويقل الجهد المبذول , نتمنى أن تصحح العديد من الاشياء وأن يتم اعطاء العامل حقه لأنه أساس الانتاج للوكن ورمز من رموزه.

 

محمد وهيب (موظف في قطاع حكومي):

 

عيد العمال هي مناسبة من أهم المناسبات في العالم العربي والعالمي , في الأول من شهر مايو من كل عام وتبادر في تقدير كل جهد يبذل لبناء قطاع الانتاج ويتم تكريم عدد من العمال الذين تميزوا بعملهم عرفانا من المجتمع الوطني لهذه الجهود.

أما مع الأوضاع الراهنة فكم من أزمة عصفت بالمجتمع الذي حصل من تدهور وعدم تحسن  الأوضاع البيئية وما حولها لدى  العامل في عمله ..

 ولقد حث ديننا على العمل وجعله بمنزلة العبادة إذ يؤجر العامل المخلص بعمله والامين عليه فقال تعالى:

(هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكل من رزقه واليه النشور) فهذه دعوة للمسلم للعمل وتحصيل رزقه بتعبه وجهده.

ويجب على الجهات المعنية توفر مراكز التدريب والتطوير من أجل رفع مستوى المعرفة عند العامل وزيادة مهاراته بمختلف أنواع المهن والأعمال ، فكلما تحققت حياة كريمة للعامل زاد نشاطه وحبه لعمله.

 

مراد أحمد (عامل نظافة):

 

عملنا في مؤسسة البلدية شاق جدا خاصة واننا نعمل اوقات طويلة تحت حرارة الشمس فكيف بدخول الصيف والحر الذي تشهده محافظة عدن , تأتي علينا فترات لا تسلم لنا رواتبنا بسبب مشاكل في السيولة أو الادارة فنضطر للأضراب للطالبة بحقوقنا وحتى رواتبنا ليست كبيرة مقارنة مع غيرنا من القطاعات لكن نتحمل كل شيء من أجل لقمة العيش.

في أكثر الأحيان لا نجد تقدير من المواطنين فهم يقومون برمي القمامة في الشوارع برغم وجود براميل مخصصة فنقوم بلملمتها من كل مكان في الاحياء والشوارع الرئيسية دون توقف نريد أن يتعاون معنا الناس لأننا نقدم لهم خدمة جليلة وبإخلاص برغم كل التقصير الذي ناكد أنه ناجم عن ظروف عامة تخضع لوضع البلاد والفوضى التي تشهدها كل المناطق.

نوجه رسالة ايضا للجهات المختصة بصندوق النظافة والبلدية والحكومة بالاهتمام بالنظافة وعمالها اللذين يتعبون من أجل هذه البلاد وحل مشاكلنا المتكررة حتى نشعر بعيد العمال عند حلول المناسبة وندرك أن لنا قيمة في هذا المجتمع.

 

يظل العمال في معاناة مستمرة نتيجة الأوضاع التي تمر بها البلاد والاهمال المتعمد من قبل السلطات والحكومة وعدم تقدير من قبل البعض اللذين لا يؤمنون بمكانة العامل الذي يقدم خدمة لمختلف القطاعات الحكومية والخاصة دون كلل أو ملل برغم وجود القصور في بعض الأحيان الا أننا لا ننكر حجم العمل والجهد المبذول من قبله , وحتى العاملات يقدمن مجهودا جبارا في المؤسسات وحتى الأشغال الحرة لا تخلو من النساء المجتهدات العاملات بجد وإخلاص وتفاني لخدمة المجتمع.

لذلك نرجو أن ينظر لهم بعين التقدير والعرفان من قبل الحكومة وتوفير أبسط حقوقهم وتحديدا رواتبهم الذي تأتي بالقطارة وبعد وقت طويل ومعاناة كبيرة حتى يشعروا بوجودهم وكيانهم الذي افتقدوه كثيرا هذه الأيام.