تاريخ لا ينسى

الزعيم الزنجى فرانسوا دومنيك توسان لوفرتير

صورة تخيلية لثورة هاييتى

وكالات

كانت فرنسا تحتل "هاييتى" ولما قامت الثورة الفرنسية فى سنة 1789 تدعو للحرية والمساواة، ظن أهل الجزيرة أن الأمر يشملهم لكن ذلك لم يحدث.

 

ثورة العبيد الهايتيين هى ثورة قامت فى المستعمرة الفرنسية فى سان دومينجو فى الفترة بين أغسطس 1791 ويناير 1804، وكما يقول المؤرخون هى الثورة الوحيدة فى التاريخ التى أدت نتيجتها إلى تأسيس دولة.

وكان ضمن نجاحات هذه الثورة أن أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اليوم العالمى لذكرى الاتجار بالرقيق الأسود وإلغائه والاحتفال به منذ عام 1994 بهذه المناسبة.

 

فى عام 1791، وخلال اشتعال الثورة الفرنسية، قام الأفارقة فى سان دومينجو بثورة على الفرنسيين، فدمروا المزارع والمدن واستولى توسان لوفرتور، أحد الأفارقة، على زمام الأمور فى البلاد وأعاد إليها شيئًا من النظام، فى غضون أسابيع بلغ عدد العبيد الذين انضموا للثورة 100 ألف تقريبًا فى غضون شهرين، ومع تصاعد أعمال العنف قتل العبيد 4000 رجل أبيض وأحرقوا ودمروا 180 مزرعة قصب سكر والمئات من مزارع البن والإنديجو.

 

وبحلول عام 1792 سيطر العبيد على ثلث الجزيرة، ما نبَّه الجمعية التشريعية المنتخبة حديثًا فى فرنسا إلى أنها تواجه وضعًا لا تحمد عقباه، ولحماية المصالح الاقتصادية الفرنسية اضطرت الجمعية إلى منح الحقوق المدنية والسياسية لتحرير الملونين فى المستعمرات.

 

وبعد أن تولى نابليون بونابرت زمام الأمور فى فرنسا سنة 1799، أرسل جيشًا إلى هاييتى لاستعادة الحكم الاستعمارى الفرنسى مرّة أخرى، فاعتقل الجيش توسان وزج به فى السجن ثم أُرسل إلى فرنسا، كما وقع كثير من أفراد الجيش الفرنسى صرعى الحمى الصفراء، ما مكَّن الثوار سنة 1803 من هزيمته، وفى الأول من شهر يناير سنة 1804 أعلن الجنرال جان جاك ديسالين، قائد الثوار، استقلال البلاد وإقامة دولة تحمل اسم هايتى، وتشير التقديرات إلى أن ثورة العبيد خلفت 100 ألف قتيل من السود، و24 ألفًا من البيض.