وطن السعادة

الإمارات: كتاب جديد يبحث سر نهضة الدولة

كتاب"وطن السعادة"

شيخ المختار (دبي)

"وطن السعادة" كتاب جديد لمؤلفه، يوسف جمعة الحداد، وهو كاتب وإعلامي إماراتي له عدة مؤلفات وحاصل على بكالوريوس في مجال الاتصال الجماهيري وماجستير في القانون الجنائي، جاء الكتاب في 344 صفحة من الحجم المتوسط، يناقش في 67 مقالاً ما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة من رقي وازدهار وتقدم في زمن قياسي أبهر العالم، مركّزاً على القفزة التنموية التي شهدتها الإمارات وسر السعادة التي يرفل فيها الوطن والمواطن، مرجعاً الفضل في ذلك إلى قادة الإمارات من شيوخ وأمراء، الذين عملوا بجد وإخلاص لوطنهم ومواطنيهم بروح لا تعرف الكلل ولا الملل وإرادة لا تعرف المستحيل فكان لهم ما أرادوا "وطن السعادة".
يستهل يوسف الحداد كتابه باقتباس من كلام للشيخ زايد رحمه الله الأب المؤسس يؤصل فيه لمفهوم السعادة المنشود: "لقد كرستُ جهودي من أجل راحة المواطنين وسهرت لراحة الصغير والكبير وراحة المرأة والرجل.. لأن راحتهم هي سعادتي وكل ما يفرحهم يفرحني وكل ما يؤلمهم يؤلمني"...
وفي مقدمته عن الكتاب يعطي جمعة الحداد فكرة للقارئ عن هذا العمل الذي هو بين يديه ليكون على بصيرة، فيقول: ".. وما هذه الصفحات إلا مرآة لتلك المسيرة الظافرة ومواكبة لسنوات من النجاح والازدهار... إنها بوح وإحساس مواطن حاول أن يرصد بعضا من تلك العوامل التي تضافرت على أرض وطننا الحبيب وجعلت منه وطنا للسعادة والإيجابية".

الكاتب والباحث يوسف جمعة الحداد

عام الخير
في أول مقال يستهل الكاتب حديثه عن 2017 العام الجديد الذي أطلقت عليه دولة الإمارات عام الخير، متخذة من ذلك شعارا لها في هذا العام، قائلا تحت عنوان "سنكون عند حسن الظن في (عام الخير)".. "لقد تلقينا رسالة الخير ووعينا مسؤوليتها وأمانتها وإنا على حملها بإذن الله لقادرون وسيكون عام 2017 كما أردتم لنا وللإنسانية عاما للخير الذي أنتم له أهل... شكرا لقلبكم الذي يحمل الخير وينشر السعادة".. موجها كلامه لصاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وفي نفس الوقت أشاد بشعب الإمارات وما عرف عنه من حب للخير والبذل والعطاء ومن خصال حميدة كفيلة بأن تجسد طموح قادة الإمارات في جعل 2017 عام خير.
شكراً خليفة
ويخصص الكاتب مقاله الثاني لشكر الشيخ خليفة بن زايد، قائلاً "لأنك جعلت من الإمارات رمزاً للاعتدال والحكمة والسعادة والتسامح الثقافي والديني ولأنك أكسبت الدولة احترام العالم أجمع"....
وعدد إنجازات صاحب السمو رئيس الدولة على المستوى الداخلي والخارجي وما بذله ويبذله في خدمة الدين والوطن، معرجا على النموذج الإماراتي ومشددا على أنه مهما كاد الكائدون وخطط المرجفون فلن يضر ذلك الإمارات لأنها محصنة بعدل قادتها ووفاء أبنائها: "نقول للجميع إن الإمارات مهما حدث فلن يضرها كيد كل أفاك أثيم ولا كل هماز مشاء بنميم لأننا باختصار كلنا خليفة"....

الشيخ خليفة بن زايد إلى جانبه الشيخ محمد بن راشد

الإمارات والسعودية.. رؤية استراتيجية
ولم ينسَ الكاتب ما لدول مجلس التعاون الخليجي من دور فيما وصلت إليه الإمارات من تطور وازدهار وما تنشده من استقرار وتقدم للمنطقة، فأفرد الكاتب أكثر من مقال للحديث عن العلاقة الاستراتيجية بين الإمارات والسعودية وكتب تحت عنوان "الإمارات والسعودية رؤية استراتيجية": "إن التنسيق الاستراتيجي بين الإمارات والسعودية غاية في الأهمية لرأب الصدع وتحقيق أمن الخليج واستقراره ودعم الدول العربية الفاعلة."...
وبين أن العلاقات السعودية- الإماراتية ليست وليدة اليوم، بل تعود جذورها إلى السبعينيات بل إلى ما قبل ذلك، في عهد القائدين العظيمين الشيخ زايد والملك فيصل بن عبد العزيز رحمهما الله، وأن البلدين يعتبران صمام أمن الخليج العربي والمنطقة بأكملها.
مجلس التنسيق السعودي- الإماراتي
ويمضي الكاتب في سرده للعلاقات الوثيقة بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى التطرق لـ"مجلس التنسيق السعودي الإماراتي"، حيث يصفه بأنه القاطرة التي تقود التضامن العربي وترسيخ السلام والأمن الإقليمي خاصة أن هذا المجلس يأتي في وقت بالغ الدقة بالنظر لطبيعة التحديات التي تواجه العالم العربي، ومن ثم فإنه يمثل نوعا من التأطير لدور سعودي- إماراتي متنام على أكثر من صعيد إزاء القضايا العربية، فضلا عن سياستهما الناجحة في مواجهة التيارات المتطرفة والتصدي للحركات الإرهابية التي تعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة.
ويقول تعليقا على الدور الحيوي للمجلس الذي تأسس العام الماضي إن "المجلس يمثل تطورا نوعيا في مسار العلاقات الثنائية، وينتقل بها إلى طور استراتيجي جديد يقوم على آلية واضحة للدفع بها إلى مستويات أعلى وآفاق أرحب بما يخدم الرؤية المشتركة.