انقلاب على حلفاء الحرب ضد الانقلاب..

تأسيس مجلس سياسي جنوبي في السعودية.. لماذا؟

الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس عبدربه منصور هادي

خاص (الرياض)

يعتزم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي -المعترف به دوليا- إنشاء مجلسا سياسيا جنوبيا على غرار المجلس الانتقالي الجنوبي المعلن عنه في عدن يوم الـ11 من مايو (آيار) الماضي، في اعلان صريح على مواجهته دعوات استقلال الجنوب التي تتبناها الحركة الجنوبية، منذ نحو عشرة أعوام، ومثلها مؤخرا المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه محافظ عدن المقال وقائد المقاومة اللواء عيدروس الزبيدي.

 

وتتبنى الحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي) دعوات استقلال الجنوب عن الشمال، عقب فشل الوحدة اليمنية اثر الانقلاب عليها من قبل نظام صنعاء في صيف العام 1994م، واجتياح واحتلال الجنوب عسكريا في الـ7 من يوليو (تموز) العام ذاته.

 

وعلمت صحيفة (اليوم الثامن) من مصادر سياسية في عدن إن إدارة الرئيس هادي وجهت دعوات إلى قيادات جنوبية في عدن ومحافظات أخرى لحضور مؤتمر سياسي جنوبي سيتم عقده خلال الايام القادمة في العاصمة السعودية الرياض.

 

وقالت مصادر سياسية جنوبية أخرى في العاصمة السعودية الرياض "ان قيادات جنوبية بارزة في الرياض والعاصمة الاردنية عمان والعاصمة المصرية القاهرة باشرت منذ أكثر من اسبوع اتصالاتها السياسية بهدف عقد المؤتمر السياسي الجنوبي الشبيه بمؤتمر القاهرة الذي عقد في العام 2011 لكنه سيعقد هذه المرة في العاصمة السعودية الرياض وبدعم سعودي كامل.

 

واكدت المصادر لصحيفة (اليوم الثامن) ان قيادات موالية للرئيس عبدربه منصور هادي باشرت اجراء اتصالاتها السياسية مع العشرات من نشطاء الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية في الداخل والخارج وقيادات من احزاب ونشطاء منظمات مجتمع مدني ووجاهات اجتماعية للمشاركة في المؤتمر السياسي المرتقب.

 

ولفتت المصادر إلى ان مهام التجهيز للمؤتمر اوكلت إلى عدد من الشخصيات بينها ياسين مكاوي واحمد العيسي والقيادي في الحراك الجنوبي فؤاد راشد.

 

واشارت المصادر إلى ان قيادات بارزة في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بالداخل ستكون على رأس الشخصيات التي ستغادر خلال الايام القليلة القادمة صوب العاصمة السعودية الرياض للتحضير لهذا المؤتمر .

 

وبحسب المصادر فإن هذا المؤتمر سيكون بمثابة الكيان السياسي المقابل لما تم الاعلان عنه وهو المجلس الانتقالي الجنوبي .

 

وعلمت الصحيفة انه تم البدء فعليا بالتواصل مع عدد من القيادات والنشطاء في الداخل حيث من المتوقع ان تبدأ عمليات المغادرة صوب الرياض خلال الايام القليلة القادمة .

واشارت المصادر إلى ان المؤتمر السياسي المرتقب يتمتع بدعم سعودي كامل .

واوضحت المصادر إلى ان من بين مخرجات المؤتمر السياسي المرتقب تشكيل قيادة سياسية جنوبية مماثلة لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لكنها تدعم الرئيس عبدربه منصور هادي.

وأجرت الصحيفة سلسلة من الاتصالات بقيادات الحراك الجنوبي للتعليق على خطوة هادي، الا ان البعض من قيادات الحراك عبر عن عدم معرفته بما يتم التحضير له.

 

 وقال قيادي في الحراك الجنوبي – طلب عدم الاشارة الى اسمه- ان الرئيس هادي يرتكب خطأ أخر بمحاولة صنع قيادات حراكية كرتونية مثل ما فعل في مؤتمر الحوار اليمني في صنعاء، لكن هذا لن يحقق أي نتائج لمن يسعى لذلك بل يريد اطالة امد المعاناة للجنوبيين.

 

وأضاف لـ(اليوم الثامن) "أن دعم الرياض لمؤتمر تأكيد على مناهضة حق تقرير المصير للجنوب وانقلاب واضح على حلفاء الحرب ضد الانقلابيين، الذين انتصروا دون غيرهم في معركة التصدي للعدوان الإيراني على البلاد".

 

دعم السعودية لهذا المجلس جاء في اعقاب احتجاز الرياض لقيادات ومسؤولين جنوبيين بينهم محافظو ثلاث محافظات جنوبية تم اقالتهم مؤخرا بدعوى انهم اعضاء في المجلس الانتقالي الجنوبي المعلن عنه في عدن في مايو (أيار) الماضي.

ويبدو ان الرياض قد عقدت العزم على مواجهة دعوات استقلال الجنوب، وتنصلت على وعود ساسة الرياض للجنوبيين اثناء الحرب بحق الجنوبيين في تقرير المصير، لكن يرى البعض ان المساعي التي تقوم بها المملكة لا تعدو كونها محاولة تطمين لبعض القوى اليمنية المناهضة للانقلابيين والتي تربطها علاقة وثيقة مع قطر التي دخلت في ازمة سياسية مع الدول الخليجية، لكن يرى أخرون ان الرياض أعلنت مناهضتها للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي حضي بدعم من دولة الإمارات العربية، منذ قبل الازمة مع قطر وتحديدا من اليوم الأول لإعلان المجلس الانتقالي.

 

 واتهم مناوئون لهادي اللواء عيدروس الزبيدي بان اعلانه للمجلس الانتقالي جاء ردة فعل على قرار اقالته، الا ان المؤيدين للزبيدي يرون ان قرار اقالة محافظ عدن السابق جاء تلبية لمطالب جماعة الإخوان التي يقولون انها  حاولت اغتيال اللواء الزبيدي في أكثر من سبع محاولات.

 

وتبنى حزب الإصلاح اليمني دعوات مناهضة لعيدروس الزبيدي منذ تعيينه خلفا لمحافظ عدن الاسبق جعفر محمد سعد الذي اغتيل في تفجير إرهابي في الـ9 من أكتوبر تشرين الأول 2015م.

ويتوقع ان تفجر السعودية عن القيادات الجنوبية التي تحتجزها في الرياض عقب الاعلان عن المجلس السياسي الجنوبي.