قصة قصيرة..

عينان خلف النقاب

عينان خلف النقاب

سعاد علوي (عدن)
آخر إنسان كانت تتوقع اأن تراه في هذا المكان .. كان هو!! ..
فبعد كل هذه السنوات العشر التي مرت منذ آخر مرة التقيا فيها إنقطعت اخباره عنها وانتقلت هي للعيش في مدينة أخرى مع الرجل الذي تزوجت به .. إلى أن عادت قبل شهرين فقط وهي أم لطفلين الكبير أسمته عمر على إسمه والصغيرة إبنة أسمتها قمر ..
دخلت غرفة الطبيب ليكشف عن طفلها "عمر" . الذي كان مريضا بالحمى ..
وما أن التفت الطبيب اليها إلاّ وتسمرت هي في مكانها من المفاجأة و توقفت الكلمات في حلقها لدقائق من الزمن كانت كافية لتعيد إلى ذهنها شريط حياتها السابقة وعلاقة الحب الكبير الذي كان بينهما .. ولم ترد على أسئلته التي كان يطرحها عليها عن حالة طفلها , إلا بعد أن رفع صوته كأنه يوقظها من منام جميل وتنبهت وعادت إلى الواقع لترى أن من تجلس أمامه هو ذاته حبيبها الأول "عمر" ولكنه الآن أصبح الدكتور الطبيب عمر الذي سيعالج طفلها ..
لم يتعرف عليها لأنه لم يرى منها سوى عينيها اللتان كانتا باديتان من خلف النقاب الأسود .. ولم تستطعان إخباره أنها هي تلك التي كانت يوماً ما سيدة قلبك الكبير ..
أكمل معاينة الطفل وناولها وصفة العلاج ..دون أن يعلم أنها هي وان تلك العينان الباديتان من خلف النقاب الأسود كانتا بحره الذي يحب ان يرمي نفسه فيه ليغرق .. حباً وعشقاً .. ويعبر عن حبه لهما غراماً وولهاً وعتاباً ..
سعاد علوي
11/7/2017