تصعيد خطير..

اتهامات ومناوشات متبادلة بين السودان واثيوبيا تفاقم التوترات على الحدود

السودان يتحدث عن "تصعيد خطير" بعد اختراق طائرة عسكرية إثيوبية أجواءه

وكالات

دخل التوتر بين السودان وإثيوبيا مرحلة خطيرة من التصعيد في وضع أشبه ببروفة حرب على الحدود بين البلدين ووسط اتهامات متبادلة بانتهاكات سيادية.

وفي أحدث حلقة من مسلسل التوتر، أعلن السودان الأربعاء أن طائرة عسكرية إثيوبية اخترقت أجواءه في ما وصفه بأنه "تصعيد خطير" علما بأن المنطقة الحدودية المعنية شهدت اشتباكات دامية خلال الأسابيع الماضية.

وزاد التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا حول منطقة الفشقة التي تبلغ مساحتها نحو 250 كيلومترا مربعا ويؤكد السودان أحقيته بها فيما يستغل مزارعون إثيوبيون أراضيها الخصبة .

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان "في تصعيد خطير وغير مبرر، اخترقت طائرة عسكرية إثيوبية الحدود السودانية الإثيوبية، الأمر الذي يمكن أن تكون له عواقب خطيرة ويتسبب في المزيد من التوتر في المنطقة الحدودية".

وطالبت الخارجية السودانية إثيوبيا بالامتناع عن "تكرار مثل هذه الأعمال العدائية"، محذرة من أن لها "انعكاسات خطيرة على مستقبل العلاقات بين البلدين".

وتأتي اتهامات الخرطوم بعد يوم من اتهام أديس أبابا قوات سودانية بمواصلة التقدّم باتجاه منطقة حدودية متنازع عليها بين الدولتين وكانت قد شهدت اشتباكات دامية في الأسابيع الأخيرة، محذّرة من أن نهجها السلمي في التعامل مع النزاع الحالي له حدود".

وفي بداية ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، اتهم السودان القوات والميليشيات الإثيوبية بنصب كمين للقوات السودانية على طول الحدود، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة أكثر من 20 عسكريا.

وقالت إثيوبيا الأسبوع الماضي إنّ الجيش السوداني "نظّم هجمات باستخدام الرشاشات الثقيلة" وإن "العديد من المدنيين قتلوا وجرحوا".

وفي نهاية الشهر ذاته، أعلن السودان أن جيشه استعاد السيطرة على الأراضي التي يحتلها مزارعون إثيوبيون.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي الثلاثاء إن القوات السودانية ما زالت تتقدم في المنطقة الحدودية، ووصف الخطوة بأنها انتهاك "غير مقبول" للقانون الدولي ويؤدي "إلى نتائج عكسية".

وتابع في مؤتمر صحافي أنّ "الوضع الحالي يتمثّل في أن القوة السودانية على الحدود تعزز موقعها وتتقدم ... باتجاه المناطق النائية في إثيوبيا"، دعيا السودان إلى "العودة إلى الوضع السابق" لإفساح المجال أمام عملية ترسيم الحدود".

وقال إنّ "إثيوبيا تعطي الأولوية دوما للسلام وتحترم الأعراف الدولية، لكن أديس ابابا لها حدودها".

وفي تطور آخر قالت مفوضية حقوق الإنسان الإثيوبية المعينة من الدولة اليوم الأربعاء إن ما يزيد على 80 مدنيا قُتلوا في هجوم أمس الثلاثاء بمنطقة بني شنقول-جومز الإثيوبية على الحدود مع السودان.

وقال آرون ماشو المستشار الكبير في المفوضية "تلقينا معلومات بأن أكثر من 80 مدنيا قُتلوا في مذبحة جديدة". وتقع المنطقة التي وقع فيها الهجوم على حدود السودان. وقُتل ما يزيد على 220 شخصا في هجوم بالمنطقة ذاتها الشهر الماضي. ولم يتطرق ماشو إلى الجهة التي ربما تكون وراء الهجوم.

وفي المقابل أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا قالت فيه إن خمس نساء وطفلا قتلوا في هجوم نفذه مسلحون إثيوبيون في منطقة الفشقة بولاية القضارف.

وأوضحت أن الهجوم وقع "ظهر أمس الاثنين" في محلة القريشة بشرق السودان"، ووصفته بأنه "عدوان غادر نفذته عصابات الشفتة الإثيوبية"، مؤكدة أن النساء "كن يعملن في حصاد محصولاتهن الزراعية".

وسبق أن اتهمت إثيوبيا ضباطا عسكريين سودانيين بمحاولة استغلال القتال في منطقة تيغراي الواقعة في أقصى شمال إثيوبيا للضغط في الفشقة.

ودفع صراع تيغراي عشرات الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين إلى العبور إلى السودان. ويشترك البلدان في حدود يبلغ طولها 1600 كيلومتر.

في عام 1902، تم إبرام اتفاق لترسيم الحدود بين بريطانيا العظمى القوة الاستعمارية في السودان في ذلك الوقت، وإثيوبيا، لكن الترسيم بقي يفتقر إلى خطوط واضحة.

وأجرى الجانبان محادثات حدودية نهاية العام الماضي، لكن الخلاف لم يحسم بعد في ظل توترات لا تهدأ.

والثلاثاء اتهمت إثيوبيا قوات سودانية بمواصلة التقدّم باتجاه منطقة حدودية متنازع عليها بين الدولتين وكانت قد شهدت اشتباكات دامية في الأسابيع الأخيرة، محذّرة من أن نهجها "السلمي" للنزاع "له حدود".

ودخلت الدولتان الواقعتان ضمن منطقة القرن الأفريقي في نزاع طويل الأمد حول منطقة الفشقة وهي أراض يزرعها مزارعون اثيوبيون ويؤكد السودان أنها تابعة له.

وفي بداية كانون الأول/ديسمبر اتهم السودان "القوات والميلشيات" الإثيوبية بنصب كمين للقوات السودانية على طول الحدود، ما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة أكثر من 20 عسكريا.

من جانبها، قالت إثيوبيا الأسبوع الماضي إنّ الجيش السوداني "نظّم هجمات باستخدام الرشاشات الثقيلة" وإن "العديد من المدنيين قتلوا وجرحوا".

ويأتي الخلاف الحدودي في وقت حساس بالنسبة إلى العلاقات بين البلدين خصوصا وسط مساع تشمل مصر أيضا للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي الضخم على النيل الأزرق وهو المشروع الذي يثير أيضا توترا لايزال مستمرا بين دولة المنبع: اثيوبيا ودولتي المصب: مصر والسودان.