الأنبياء أم عبد الحكم بن مروان؟

من بنى المسجد الأقصى؟

جيش الاحتلال يغلق المسجد الأقصى

وكالات
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى إغلاق مداخل مدينة القدس المحتلة متحدية كل الأعراف، ورافعة شعار السلطة والاحتلال، ويحمل المسجد الأقصى قداسة خاصة عند المسلمين لكونه أول القبلتين، ورغم اختلاف الآراء فى بناء المسجد إلا أنها جميعا تؤكد عربيته. 
 
ويطلق اسم المسجد الأقصى على كامل المساحة المسورة الحاوية للمسجد القبلى أو مسجد القبة أو مسجد الصخرة والأروقة والساحات وغيرها. 

من بنى المسجد الأقصى؟ 

فى بناء المسجد الأقصى هناك رواياتان الأولى دينية والثانية تاريخية، الأولى تقول :
أنه ثابت فى الحديث الشريف، أن المسجد الأقصى هو ثانى مسجد وضع فى الأرض، عن أبى ذر الغفارى، رضى الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله أى مسجد وضع فى الأرض أولا؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أى؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصله، فإن الفضل فيه"،  (رواه البخارى).
 
وهذا الرأى يختلف أيضا ويملك رأيان الأول أن آدم عليه السلام، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله تعالى، وأن هناك أنبياء رمموا المسجد الأقصى منهم سيدنا إبراهيم عليه السلام.
 
ويقول القرطبى فى (الجامع لأحكام القرآن- ج4- ص138)، واختلف فى أول من أسس بيت المقدس، فروى أن أول من بنى البيت – يعنى البيت الحرام- آدم عليه السلام، فيجوز أن يكون ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عامًا، ويجوز أن تكون الملائكة أيضًا بنته بعد بنائها البيت بإذن الله، وكل محتمل والله أعلم"، وأورد ابن حجر فى الفتح (كتاب أحاديث الأنبياء): "إن أول من أسس المسجد الأقصى آدم عليه السلام، وقيل الملائكة، وقيل سام بن نوح عليه السلام، وقيل يعقوب عليه السلام"، وقال كذلك: "وقد وجدت ما يشهد ويؤيد قول من قال: إن آدم عليه السلام هو الذى أسس كلا المسجدين.
 
وهناك رأى يذهب إلى أن  أول من بنى المسجد الحرام والمسجد الأقصى هو إبراهيم عليه السلام، وذلك اعتمادا على حديث أبى ذر الغفارى السابق.
 
ويقول الشيخ ابن عاشور فى كتابه التحرير والتنوير: فهذا الخبر قد بين أن المسجد الأقصى من بناء إبراهيم لأنه حدد بمدة هى من مدة حياة إبراهيم - عليه السلام- وقد قرن ذكره بذكر الحرام.
 
 الرأى الثانى التاريخى يذهب إلى أن المسجد الأقصى الموجود بالقدس بناه الخليفة الأموى الخامس عبد الملك بن مروان عام 73 هجرية لأسباب سياسية ذكرها وبيّنها وفصلها عُلماء مسلمون كبار عاصروا بنى أمية، من أمثال الكلبى والواقدى واليعقوبى، وأيضا الطبرى والحلبى والكواكبى وابن رشد وغيرهم، وقد ذكر هؤلاء أن بنى أمية بدأوا يستشعرون أن حكمهم وسلطانهم الذى انتظروه طويلا بات مهدداً بالزوال، بعد أن بايع أهل الحجاز عبد الله بن الزبير، فيما بايع أهل الشام بنى أمية، ليشهد العالم الإسلامى وجود خليفتين فى آن واحد: أمير المؤمنين فى الشام وأمير المؤمنين فى الحجاز، فى سابقة هى الأولى منذ عهد الخلفاء الراشدين.