الحكم على خنزير بالإعدام :

محاكمة الحيوانات في العصور الوسطى

صورة تعبيرية لمحاكمة الخنزير

اليوم الثامن (خاص)

في عام (1494) بفرنسا تم القبض على خنزير و تقديمه للمحاكمة بتهمة قتل طفل ، حيث أن أم الطفل تركته في مهده خارج الكنيسة و في هذا الوقت كان يتم إطلاق الحيوانات في المدينة بدون أي حذر فجاء الخنزير الجائع و هجم على الطفل و حاول أن يأكله ، و بعد أن استدعت المحكمة الشهود الذين شاهدوا بما فعله الخنزير حكمت المحكمة عليه بالإعدام شنقاً في ساحة عامة حتى يكون عبرة لغيره !

محاكمة الفئران :
خلال القرن الخامس عشر في بلدة”أوتون” بفرنسا تم اتهام مجموعة من الفئران بالتجمهر في شوارع القرية بطريقة تسببت في القلق و الإزعاج للمواطنين و لكن كان هناك محامي يختلف عنهم في التفكير فأراد أن يسخر من جهلهم فتقدم من أجل الدفاع عن الفئران و في المحكمة كان القضاة في انتظار المتهمين من أجل المثول أمامهم فطلب المحامي تأجيل القضية و ألتماس العذر إلى الفئران لأن الاستدعاء لم يصلهم بعد لذلك لم يتمكنوا من الحضور ووافقت المحكمة ، و عندما جاء موعد الجلسة الثانية أنتظر القضاة و لكن الفئران أيضاً لم تأتي فقدم المحامي عذراً أخر بأن المكان بعيد و الفئران بهم أطفال و كبار بالسن لم يتمكنوا من الحضور ، و في المحاكمة الثالثة حدث نفس الشيء فقال المحامي أن الفئران لم تأتي بسبب خوفها من القطط المنتشرة في المدينة و لذلك طلب من القاضي أن يأمر الناس أن يحبسوا قططهم بمنازلهم حتى يتمكن المتهمين من المثول أمام المحكمة و لكن الأهالي رفضت أن تلتزم بهذا الأمر فتم إلغاء القضية و أنتصر المحامي في السخرية من الجهل و الجنون .

الحكم بالإعدام على ديك : 
في عام (1474) في مدينة بال بسويسرا تم رفع دعوى قضائية ضد ديك لأنه باض و في هذا العصر كان السحره يبحثون عن بيضة ديك من أجل استخدامها في السحر الأسود و في المحاكمة تقدم محامي للدفاع عن الديك قائلاً كيف يكون الديك مسؤولا عن واقعة لا حيلة له فيها؟ و لكن القضاة لم يقتنعوا بحديث المحامي و قاموا بإصدار حكم بالإعدام على الديك .

رفع دعوة قضائية ضد حشرات السوس : 
تعد هذه القضية الأكثر غرابة في عام (1495) أيضاً بفرنسا و تحديدا في مقاطعة “سان جوليان ” رفع أحدى مزارعين العنب دعوى على حشرات السوس بتهمة أنها أتلفت كرومهم وقضت على أشجارهم وصناعتهم وتجارتهم و قام أثنين من أكبر المحامين في هذا الوقت من أجل الدفاع عن حشرات السوس و الأغرب من كل هذا أن هذه القضية استمرت أربعون عاماً و في نهاية المطاف شعر أصحاب الكروم بالملل من التأخير في القضية فاتفقوا على أن يعطوا للسوس قطعة أرض خاصة ليأكل فيها ما يشاء من زروع وأشجار .

تفسير محاكمة الحيوانات في العصور الوسطى : فسر بعض المؤرخين أن السبب الرئيسي خلف هذه المحاكمات كان نفسياً من الدرجة الأولى، لأن الناس عاشوا في هذا الوقت أوقاتاً عصيبة من الشك وعدم اليقين والتخوف من كل شيء، لأن الخوف كان عاملاً مشتركاً وصفة سائدة بين شعوب أوروبا في العصور الوسطى، وكان الخوف الأكبر هو انعدام القانون، وغياب المحاكم التي كانت مهمتها نشر العدالة على الأرض . واعتبرت العدالة واجبة على أي كائن، بشر أو غير ذلك، وكان الهدف تحقيق العدالة بين البشر و بعضهم، والبشر والحيوانات