مؤسس فرقة المسرح العربي..

سيف العرب عبدالحسين.. وداعًا "مستر بوش"

الفنان الفقيد عبد الحسين عبد الرضا

وكالات (الكويت)

توفي الفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا أحد مؤسسي الحركة الفنية في الخليج مع مجموعة من الفنانين منهم خالد النفيسي وعلي المفيدي وسعد الفرج وإبراهيم الصلال وغانم الصالح وغيرهم.

وكانت بداياته في أوائل ستينيات القرن العشرين، وتحديدًا في عام 1961 وذلك من خلال مسرحية صقر قريش بالفصحى، حيث كان بديلًا للممثل «عدنان حسين»، وأثبت نجاحه أمام أنظار المخرج زكي طليمات، وتوالت بعدها الأعمال من مسلسلات تلفزيونية ومسرحيات لتنطلق معها الإنجازات والشهرة والجوائز وغيرها. 
قدم أشهر المسلسلات الخليجية على الإطلاق والذي لا يزال المسلسل الأول بالخليج وهو مسلسل درب الزلق مع سعد الفرج وخالد النفيسي وعبد العزيز النمش وعلي المفيدي كذلك مسلسل الأقدار الذي كتبه بنفسه، وعلى جانب المسرح كانت له مسرحيات كثيرة أشهرها باي باي لندن وبني صامت وعزوبي السالمية وعلى هامان يا فرعون وغيرها الكثير. 
كما إنه قام بكتابة بعض أعماله المسرحية والتلفزيونية بنفسه منها سيف العرب وفرسان المناخ وعزوبي السالمية و30 يوم حب وقاصد خير وغيرها، كما إنه خاض مجال التلحين والغناء والتأليف المسرحي والتلفزيوني وأصبح منتجا. 
اشتهر بالشخصية الساخرة المرحة التي تنتقد وتسخر من الأوضاع العربية بقالب كوميدي. 
وهو أحد مؤسسي «فرقة المسرح العربي» عام 1961 و«فرقة المسرح الوطني» عام 1976، كما قام بعام 1979 بتأسيس «مسرح الفنون» كفرقة خاصة، وفي عام 1989 أسس «شركة مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع». وكان قد قام في عام 1971 بتأسيس «شركة مطابع الأهرام».
ولد في دروازة عبد الرزاق بفريج العوازم في منطقة شرق في الكويت عام 1939، لأب يعمل بحارًا، وهو السابع من بين أخوته الأربعة عشر، تلقى تعليمه في الكويت حتى مرحلة الثانوية العامة وذلك في مدرستي المباركية والأحمدية، عمل في وزارة الإرشاد والأنباء في قسم الطبع، ثم سافر في بعثة إلى مصر على نفقة الوزارة عام 1956 لتعلم فنون الطباعة، وفي عام 1961 سافر في بعثة إلى ألمانيا لاستكمال الدراسة في فنون الطباعة، وتدرج في الوظائف الحكومية حتى وصل إلى منصب مراقب عام قسم الطباعة في وزارة الإعلام عام 1959 إلى أن تقاعد في 30 سبتمبر 1979.
وهو من أسرة فنية، حيث إن أخيه «أمير» فنان تشكيلي وأيضًا قدم مسرحيات وأوبريتات بفن الدمى بشخصية «بو زعلان»، كما أن ابن أخيه هو الممثل علي محسن، وأيضًا ابن عمه المغني غريد الشاطئ.
كما اشتهر عبد الحسين عبد الرضا بجمال صوته وهذا ما أعطاه تميزًا عن بقية الفنانين في جيله، مما جعله يخوض تجربة «الأوبريتات» كأول فنان يقوم بعمل الأوبريتات التمثيلية الغنائية والتي لاقت نجاحًا كبيرًا، بالإضافة إلى أنه قام بالغناء ضمن أعماله التلفزيونية والمسرحية عندما كان العمل يستدعي ذلك، كما إنه قدم أغنية بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش للكويت بعد التحرير بعنوان «مستر بوش» شاركه بها حياة الفهد وداود حسين.
وعلى الجانب السياسي ذكر في لقاء مع برنامج «خليك بالبيت» على تلفزيون المستقبل بأنه تطوع أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 مع المتطوعين للدفاع عن مصر. وعلى الجانب المحلي ذكر في مقابلة مع قناة الحرة بعام 2009 أنه لا ينوي الدخول أو العمل في السياسة. تطرق في عام 2014 إلى قضية البدون من خلال أحد المشاهد في مسلسل العافور وقام تلفزيون الكويت بحذف المشهد ولكنه عرض على تلفزيون دبي. استنكر النائب فيصل الدويسان ما قام به تلفزيون الكويت وقال في مجلس الأمة في 3 نوفمبر 2015 بأن الفنان عبدالحسين عبدالرضا وزارة إعلام قائمة بحد ذاتها ويتوجب على الحكومة الإنصات إلى آراءه وتوجيهاته
وعلى الرغم من ذلك فإن لديه عدد من الأعمال التي تتناول الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية بأسلوب كوميدي نقدي، ومنها مسرحية فرسان المناخ والتي تناولت أحداث أزمة سوق المناخ في الكويت، وأيضًا مسرحية باي باي عرب والتي تناولت قضية الوحدة العربية، ومسرحية سيف العرب والتي تحدثت عن فترة الغزو العراقي للكويت والتي تعرض على إثرها لمحاولة اغتيال وذلك بإطلاق الرصاص على سيارته أثناء توجهه إلى المسرح لعرض المسرحية، كما إن مسرحيته هذا سيفوه قد أوقفت وأحيل فريق عمل المسرحية إلى المحاكمة وحكم عليه بالسجن ثلاثة شهور مع وقف التنفيذ وذلك بسبب ما تناولته المسرحية من دور التجار قبل ظهور النفظ حتى نهاية خمسينيات القرن العشرين، بالإضافة إلى مسرحية فرحة أمة التي أنتقدت من قبل التيارات الدينية وذلك لما تناولته من قضايا التطرف الديني والتفكك الأسري.