أقدم مدينة وعاصمة في الشرق الأوسط..

عدن..  مدينة الحب والسلام حلم العودة إلى المجد الغابر

مدينة عدن قديما

صابرين مثنى

بلاد السعيدة، عدن والجنوب الكتابة عنهما تجعلك تدخل في تحد مع نفسك، فأنت تكتب عن أقدم مدينة وعاصمة في الشرق الأوسط، المدينة الخلاسية، مدينة الحب والسلام والتعايش التي يجاهد ابناؤها لاستعادة المجد الغابر لهذه المدينة العريقة والتاريخية.

في عدن، كانت المدنية عنوانها الأبرز ، احتضنت الجميع وامتزج الجميع فيها بروح الأهل، لم تفرق بين قريب ولا غريب.

فالحروب التي شنت على المدينة لم تستطع ان تنال من جمالها وحب أهلها لمدينتهم الساحرة، فمع كل غزو يشن على المدينة يقف جبل شمسان صادما قائلا للعدوان المتكرر عليها "لن تستطيع ان تنال من الفاتنة عدن".

تحدث عنها الشعراء والفنانون وكتب عنها الكتاب والمؤرخون ومع ذلك تبقى عدن المدينة الساحرة التي لم يستطع احد ان يكتشف سر حب وعشق الناس لها.

تقول أماني لـ(اليوم الثامن) "عدن هي أمنا، فنحن لا نستطيع ان نبعد عن حضن عدن الحنون".

إلى وقت قريب تؤكد أماني "لم تفرق بين الساكن والوافد إليها، لكن الحروب التي شنت على عدن جعلت من ابناء العاصمة الجنوبية العريقة يسألون الوافدين إليها".. وسبب "أن الكثير من كانوا يسكون عدن بعد حرب 1994م، تحولوا أثناء الحرب الأخيرة الى مقاتلين في صفوف القوات الغازية".. لكن رغم ذلك الا ان عدن سوف تعود الى عصرها الجميل وأفضل والقائم على اساس التعايش السلمي بين مختلف الاعراق والمذاهب.

عدن تاريخيا

تقع عدن على ساحل خليج عدن و بحر العرب وعرفت بعاصمة الجنوب، وقد شهدت أحداثاً تاريخية هامة، وعرفت بالثغر الباسم.

 يبلغ عدد سكانها نحو 589,419 نسمة حسب تعداد اليمن في 2004 ومن المتوقع أن عدد سكانها في 2015 بلغ حوالي 865,000 ألف نسمة حسب الإسقاطات السكانية.

تعتبر أهم منفذ طبيعي على بحر العرب والمحيط الهندي فضلاً عن تحكمها بطريق البحر الأحمر، وتشكل عدن أنموذجاً متميزاً لتكامل النشاط الاقتصادي وتنوع البنيان الإنتاجي، إذ جمعت بين الأنشطة الصناعية والسمكية والتجارية والسياحية والخدمية، وتنبع أهميتها من كونها ميناءً تجاريًّا من أهم الموانئ في المنطقة، ومنطقة تجارة حرة إقليمية ودولية.

 تكتسب المدينة أهميتها السياحية من شواطئها الدافئة ومنتجعاتها الجميلة، وتكتسب الصناعة مقوماتها من مجموعة مصانع ووحدات إنتاجية أهمها "مصفاة عدن". تتكون عدن من عدة مناطق هي كريتر، المعلا، التواهي، خور مكسر، الشيخ عثمان، المنصورة، دار سعد، البريقة.

ورد ذكرها في "سفر حزقيال" في العهد القديم كأحد المدن ذات العلاقة التجارية مع صور اللبنانية كون عدن كانت أحد المحطات المهمة لتجارة التوابل التي انتعشت لمدة ألفية كاملة.

 كانت المدينة في بدايتها شبه جزيرة صغيرة بلا موارد طبيعية تذكر ولكن موقعها بين مصر والهند جعلها ذات شأن مهم في طريق التجارة العالمية القديم.

 وكانت المدينة موطن مملكة أوسان القديمة.

وشن كربئيل وتر الأول ملك مملكة سبأ حملة على أوسان في بدايات القرن الثامن للسابع ق.م، وسيطر عليها، واستطاع الحِميَّريون إسقاط مملكة سبأ عام 275م وسيطروا على عدن. وسيطرت الإمبراطورية الساسانية على عدن في 671 للميلاد.

 

بدخول الإسلام إلى اليمن، كانت عدن قد شهدت فترة ركود استمرت حتى القرن التاسع الميلادي.

 وفي عصر صدر الإسلام كانت عدن تتبع مخلاف الجند، وسيطرت عليها دولة بني زياد في 819م وتبعهم الصليحيون،   وبسقوط الصليحيين في 1138م استقل بنو زريع بعدن لحوالي 40 عاماً حتى 1175م،  تمكنت القبائل الزيدية من هزيمة الأيوبيين عام 1226، إلا أن عمر بن رسول مؤسس الدولة الرسولية تمكن من صدهم فأحكم سيطرته على عدن، واستعادت المدينة مكانتها خلال أيام الرسوليين فحفروا الآبار وبنوا المدارس وانتعشت عدن تجارياً،

 وسنوا عددا من القوانين والأنظمة لتقنين التجارة في المدينة.

وتمكن بنو طاهر من السيطرة على عدن بعد بني رسول ويصفها الرحالة الإيطالي لودفيكو دي فارتيما بأنها من أقوى المدن المشاهدة على مستوى الأرض خلال أيام الطاهريين.

 وتمكن الملك الظافر عامر بن عبدالوهاب من صد البرتغاليين عن عدن.[23] ومن ثم سقطت الدولة الطاهرية وبقيت سيطرتهم على عدن.

 وبعد ذلك سيطرت الدولة العثمانية على المدينة عام 1538. كان هدف الأتراك منصبا على منع البرتغاليين من السيطرة على عدن فشهدت المدينة أياما عصيبة بالإضافة لحقيقة أن ميناء المخاء أكتسب أهمية أكبر على حساب عدن خلال القرن السادس عشر. فانخفض تعداد المدينة وتحولت إلى قرية صغيرة بتعداد لا يتجاوز 600 نسمة.[26] بينما كان تعدادها يقارب الثمانين ألف نسمة أيام الدولة الرسولية.

احتلت بريطانيا مدينة عدن في يناير 1839،   وانتعشت عدن من جديد بعد ثلاثمائة سنة من الركود واستوطنها تجار يهود وفرس وهنود واعتمد الانجليز على تقسيم صارم بين المدينة والريف.  وخلال أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، أصبحت عدن أحد أكثر موانئ العالم نشاطاً، بل كانت الثانية في الترتيب بعد نيويورك.

 من تاريخ هذه المدينة التي عُرفت قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة كما قرأنا في مجلة الأزهر في دراسة للمؤرخ سلطان ناجي.

لقد عظمت هذه المدينة بسبب قِدَم تاريخها، فأولتها الكثير من كتب التاريخ أهمية في الكتابة عنها، واستقصاء أخبارها في تاريخ العرب وأشعارهم، ونحن هنا في موقع الغرباء أحببنا أن نأخذ نصيبنا من معرفة هذه المدينة المباركة بعلماءها الذين عرفوا فيها، وبتاريخها الذي وثّق صلتها بالعالم، ولعلّنا سنتجه في الحديث عن معلومات عامة تتعلق باسم المدينة وموقعها وأخرى بالآثار التاريخية في المدينة ثم أهم مناطقها المعروفة اليوم وسنخصص الحديث قريبا إن شاء الله عن رجال هذه المدينة المباركة سواء الذين رحلوا إليها أو من عرفوا أنهم من سكانها، والآن نأخذكم إلى ما أسلفنا الحديث عنه منوهين أن ما نقلناه هنا قد نشر في مجلة الجذوة بشكل موسع من إعداد مركز الإبداع الثقافي والدراسات وخدمة التراث بعدن...

وقد اكتسبت مدينة عدن أهمية إستراتيجية حيث تبعد عن مضيق باب المندب بحوالي 177كم، مما جعلها تتحكم بمدخل البحر الأحمر واعتبرت بذلك البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، ولذا كانت قديماً نقطة التقاء لطرق القوافل بين الشرق والغرب، وازدادت أهميتها كميناء مهم بعد افتتاح قناة السويس عام 1280هـ/1869م بحيث أصبحت قناة السويس البوابة الشمالية للبحر الأحمر وعدن البوابة الجنوبية له.

التسمية

تورد المصادر التاريخية حول تسمية عدن ما يلي:

- هي نسبة لعدن بن عدنان كما جاء عند أقدم المؤرخين كالطبري.

- عدن نسبة لشخص اسمه عدن كان أول من حبس بها عند بعض المؤرخين كابن المجاور.

- وعنده أيضاً نسبة إلى عدنان بن تقشان بن إبراهيم.

- وقيل: هي نسبة لشخص كان اسمه عدناً.

- أما ياقوت الحموي فقال: إنها اسم أطلقته الحبشة في غزوهم اليمن عندما عبرت سفنهم إلى عدن، فقالوا: (عدونة) فسميت لذلك عدناً.

- وكان الفينيقيون يسمونها – كما ورد في التوراة (أيدن).

- وورد في الإصحاح أو الفصل السابع والعشرين من سفر (حزقيال) اسم عدن مقروناً بأهمية موقعها التجاري وذلك في القرن السادس قبل الميلاد.

- وسماها اليونانيون العربية السعيدة ومركز بلاد العرب التجاري وذلك في القرن الثاني الميلادي.

معاني كلمة عدن:

كلمة عدن لها معانٍ كثيرة أهمها:-

- عدن بمعنى الإقامة.

- وعَدَنَ البلد أي سكنها.

- وعَدَنَت الإبل أي لزمت مكانها.

- وعَدَنَ الأرض أي سمدها وهيأها للزرع.

- وعَدَنَ المكان أي استخرج منها المعدن

- والعدان رجال مجتمعون.

ذكرها في كتب التاريخ القديمة والحديثة:

تناول عدد من المؤرخين المتقدمين مدينة عدن بالتقصي اسماً وتاريخاً، ومن أولئك المؤرخين:

الهمداني (280-350هـ) في (الإكليل) و(صفة جزيرة العرب). والمقدسي (ت:380هـ) في (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم). والمرزوقي (ت: 421هـ) في (الأزمنة والأمكنة). وابن المجاور (ت بعد 626هـ) في (تاريخ المستبصر). والجندي (ت: بعد732هـ) في (السلوك في طبقات العلماء والملوك). وبامخرمة (870-947هـ) في (تاريخ ثغر عدن). واليعقوبي في (البلدان).

ومن المتأخرين العلامة عبدالإله بن علي الوزير في (تاريخ اليمن خلال القرن الحادي عشر الميلادي). والعلامة ابن عبيدالله السقاف في (إدام القوت). والعلامة الحجري. وحمزة علي لقمان في (تاريخ عدن وجنوب الجزيرة العربية)..

ومن المعاصرين الدكتور أحمد بن علي الهمداني في كتابه (عدن في عيون الشعراء). والأستاذ علوي عبدالله طاهر في كتابه (عدن في التاريخ). والأستاذ حسن صالح شهاب في كتابه (عدن فرضة اليمن) وغيرهم كثيرون..

- ويوجد في اليمن عدد كبير من (العدنات) ما بين قرى عامرة، وأخرى مندثرة، ويبدو من هذه التسميات أن (عدناً) ليست اسماً علماً، والأغلب أنها مصطلح لوصف مواقع ذات خصائص معينة، وهذا ما يؤكده تقصي (العدنات) الموجودة ببعض مناطق اليمن، منها مساحة محدودة شمال محافظة لحج ما بين لبعوس والضالع وشمال ردفان أمكن حصر مالا يقل عن عشرة من العدنات فيها، كلها منسوبة إلى ما يميزها عن بعضها البعض مثل:

عدن حمادة، عدن أهور، عدن غير، عدن أرود، عدن جعشان، عدن الشهي، عدن الدقيق، عدن الحجال، عدن الحوسبي، عدن الراحة . واختفى بعضها مثل عدن لاعة في حجة، وحصن عدن في وادي حضرموت، وعدن المناصب، وعدن بني شبيب في نواحي إب.

عدن في الأحاديث:

ذكرت عدن في بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم تارة مضافة إلى أبين وتارة غير مضافة، ومن هذه الأحاديث:-

- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، والدخان، والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعر عدن ترحِّل الناس). رواه مسلم عن حذيفة.

- وروى مسلم أيضاً عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن حوضي أبعد من أيلة من عدن).

- وروى أحمد والطبراني ـ بإسناد رجاله رجال الصحيح ـ عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفاً ينصرون الله ورسوله هم خير من بيني وبينهم)

- وذكر القرطبي في تفسيره حديثاً مرفوعاً: (أوحي إلي أنه من قرأ: ﴿فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً﴾ رفع له نور ما بين عدن إلى مكة حشوه الملائكة يصلون عليه ويستغفرون له)

عدن في الآثار:

ذُكِرَتْ عدن أيضاً في كلام السلف الصالح وكذا أهل التفسير ومن ذلك:

- ما ذكر القرطبي في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: ﴿على سرر متقابلين﴾ أنه قال: السرير ما بين صنعاء إلى الجابية وما بين عدن إلى أيلة.

- وذكر أيضاً أن مدينة إرم ذات العماد بناها شداد بن عاد في بعض صحاري عدن في 300 سنة وكان عمره 900 سنة.

- وذكر أيضاً أن قابيل لما قتل هابيل هرب إلى عدن.

- وذكر أيضاً أن بئر أصحاب الرس كانت بعدن.

عدن في التاريخ القديم والحاضر:

- روي أن بلقيس ملكة سبأ التي عاصرت نبي الله سليمان عليه السلام زارتها مع حاشيتها.

- كما دخلها الملك بختنصر البابلي عند غزوه للحجاز عام 574 ق.م.

- كما كانت عدن ميناءاً هاماً زمن الحميريين.

- ثم احتلها الأحباش في أوائل القرن السادس الميلادي عندما غزوا اليمن بقيادة إرياط.

- ثم احتلها الفرس عام 513م عندما استنجد بهم سيف بن ذي يزن، وبقيت تحت حكمهم حتى جاء الإسلام.

- ثم خضعت تحت سلطان المسلمين، وبقيت خاضعة لحكم الخلفاء الراشدين وبني أمية وبني العباس.

- ثم استقلت تحت سلطان الحكام المحليين عندما ضعفت الدولة العباسية ببغداد، فحكمها:

الزياديون (204هـ/819م) حتى (412هـ/ 1021م)

والنجاحيون (412هـ/ 1021م) حتى (554هـ/ 1159م)

والصليحيون ( 439هـ/ 1047م) حتى (532هـ/ 1137م)

والزريعيون (470هـ / 1077م) حتى (569هـ/ 1173م)

والحاتميون (492هـ/ 1098م) حتى (569هـ/ 1173م)

والأيوبيون (569هـ / 1173م) حتى (625هـ / 1228م)

والرسوليين (625هـ /1228م ) حتى (857هـ /1453م)

والطاهريين (857هـ /1453م) حتى ( 945هـ / 1538م).

والعثمانيون (945هـ / 1538م) حتى (1055هـ / 1645م).

والأئمة الزيدية (1055هـ / 1645م) حتى (1144هـ/1732م)

ثم العبادلة سلاطين لحج (من 1144هـ/1732م) حتى (1254هـ/ 1839م)

حتى جاء الإنجليز وانتزعوها عام (1254هـ/ 1839م) حتى الاستقلال (1387هـ/1967م).

المعالم الأثرية والتاريخية لعدن:

صهاريج الطويلة – عدن:

تقع صهاريج الطويلة بوادي الطويلة في امتداد خط مائل من الجهة الشمالية الغربية لمدينة عَدَن (كريتر)، وهي واقعة أسفل مصبات هضبة عَدَن المرتفعة حوالي800 قدم، وتصل الصهاريج بعضها ببعض بشكل سلسلة، وتقوم بحجز المياه المنحدرة من الهضبة من خلال شبكات المصارف والسدود والقنوات. وتختلف المصادر التاريخية حول تاريخ بناء الصهاريج، ولم يجد الدارسون الأثريون أي سند أو نقش يتعلق بتاريخ بنائها، وأغلب الظن أن بناءها مر بمراحل تاريخية متعددة.

الصهاريج في كتابات المؤرخين والرحالة قديماً: :

1- الهمداني (ت: 350هـ): لم يشر إليها صراحة بلفظة صهاريج حيث ورد في (صفة جزيرة العرب) ص94 عند الحديث عن عَدَن (بها ذاتها بؤر) وبؤر تعرف قاموسياً بأنها الحفرة لخزن الشئ.

2- المقدسي (ت: 380هـ) في (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) عند حديثه عن عَدَن يقول في ص85: (ولهم آبار مالحة وحياض عدة) مما يفسر وجود أحواض مستخدمة، وهو بذلك يشترك مع معاصره الهمداني في عدم الإشارة لها صراحة، وربما يعود ذلك إلى أن لفظة صهاريج لم تكن متداولة وشائعة في تلك الفترة.

3- ابن المجاور (توفي بعد 626هـ) في (تاريخ المستبصر)، حيث زارها ودوَّن في كتابه المشار إليه ص 132 بقوله: (آبار ماؤها بحر عَدَن... والصهريج عمارة الفرس عند بئر زعفران، والثاني عمارة بني زريع على طريق الزعفران أيمن الدرب في لحف الجبل الأحمر...).

نستدل مما سبق أن كلمة صهريج - صريحة - وردت أول ما وردت في الكتب والمصادر التاريخية عند ابن المجاور حيث لم ترد صراحة عند من سبقوه بحوالي ثلاثة قرون (الهمداني والمقدسي). وكلمة ( صهريج ) لفظة مستعربة من اللغة الفارسية كما ورد في معجم (المنجد في اللغة والأعلام وتعني : حوض الماء).

4- ابن بطوطة: زارها في حوالي ( 730هـ)، وأكد وجود الصهاريج حيث أشار في كتابه ( تحفة النظار ) ص 168 (وبها صهاريج يجتمع فيها الماء أيام المطر...).

5- المؤرخ ابن الديبع والذي أرخ لعهد الرسوليين والطاهريين، حيث يورد في كتابه (الفضل المزيد على بغية المستفيد في أخبار زبيد) في ص 232: (وامتلأت الصهاريج كلها حتى تفجرت وزاد الماء زيادة عظيمة حتى سال إلى البحر) وذلك في حوادث عام ( 916هـ).

قلعة صيرة:

تعتبر قلعة صيرة من أقدم المعالم الأثرية التاريخية الباقية بمحافظة عَدَن، وتعد مع صهاريج الطويلة أشهر معلمين أثريين بارزين في تاريخ عَدَن، وهي عبارة عن قلعة محصنة قديمة توجد بها تحصينات عسكرية تعتلي جبل صيرة الأسود والذي يطلق عليه جزيرة صيرة الواقعة في البحر قبالة خليج حقات، ولا يعرف على وجه الدقة تاريخ إنشائها الحقيقي، فمنهم من يرى أنها أنشئت مع بدايات ظهور ميناء عَدَن كريتر كميناء تاريخي لعَدَن، ويعود ذلك إلى فترة ما قبل الإسلام، ويرجع آخرون بناءها إلى عهد الأمير عثمان الزنجبيلي التكريتي الذي جاء سنه 569هـ. بينما يرى آخرون أن ظهور التحصينات الدفاعية إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين أثناء دخول المماليك والأتراك اليمن تحت غطاء مواجهة الغزو البرتغالي.

باب عدن (العقبة):

كان في أول مرة كان بمثابة ثلمة في الجبل حيث قام الرسوليون بتوسيعها، ثم جاء العثمانيون إبان وجودهم في اليمن وزادوا في التوسعة بحيث غدت طريقاً لمرور مركبات النقل المختلفة المعروفة وقتذاك.

ويحتل باب عَدَن (العقبة) موقعاً استراتيجياً هاماً، وقد كانت بوابته في السابق تفتح صباحاً وتغلق مساءاً، وقد بنى عليه الإنجليز جسراً في يناير 1867م، وهدم ذلك الجسر مؤخراً في عام 1963م بهدف توسعة الطريق.