جهود استعادة ثقة الخطوط الملاحية..

ميناء عدن للحاويات.. تطور ملموس في ظروف صعبة

ميناء عدن للحاويات

حسين حنشي (عدن)

وقف مدير تحرير صحيفة (اليوم الثامن) على أرضية ميناء عدن للحاويات، المصنف ثاني ميناء (طبيعياً) على مستوى العالم، لينقل لقراء الصحفية  ما يدور في هذا الميناء الذي يعتبر أحد اهم المرافق الاقتصادية الحيوية التي تدر مليارات الريالات سنوياً للعاصمة عدن.

ميناء عدن للحاويات الواقع بالقرب من الخط الملاحي الدولي بمسافة اربعة اميال، يقع على مساحة 35 هكتاراً ورصيفين يبلغ طولهما 700 متراً بعمق بحري 16 متراً وبسبع رافعات تصل مداها الى 48 مترا، ويستوعب قدرة خزن ما يقارب تسعمائة الف حاوية نمطية سنوياً واكثر من 250 نقطة تبريد للحاويات المبردة، ويمتلك الميناء محطة كهربائية بقدرة توليد 14 ميجا وات لتشغيل كهرباء الميناء بالكامل كما يحتوي على عدة مرافق اهمها محطة معالجة مياه الصرف الصحي ومواقع لصيانة القاطرات والحاويات المبردة، وتخطط الشركة المشغلة للميناء (شركة عدن لتطوير الموانئ) لإضافة 1000 متر رصيف إضافي لاستقبال البواخر مع تعميق الرصيف إلى عمق 18 مترا, وذلك لتعزيز قدرة التخزين في المحطة إلى 2.5 مليون حاوية نمطية، ويشمل المشروع تعميق القناة الملاحية إلى 18 مترا لمواكبة التطور الحادث في أحجام سفن الحاويات.

افتتح الميناء رسمياً في عام 1999م وتعاقبت على إدارته العديد من الشركات العالمية المخصصة في مجال إدارة الموانئ، كان اخرها شركة عدن لتطوير الموانئ، والتي تديره منذ 20 سبتمبر 2012.

في جولة صغيرة داخل أرصفة ومرافق الميناء برفقة نائب مدير عام شركة عدن لتطوير الموانئ  (ميناء عدن للحاويات) الأخ فضل الحجيلي، يطلعنا فيها على الوضع العام للميناء، ويكشف لنا كيف تجاوز الميناء عقبات حرب مارس 2015.

 

شركة عدن لتطوير الموانئ

قال الحجيلي ان شركة عدن لتطوير الموانئ هي شركة خاصة لإدارة الميناء، ودائما الخطوط الملاحية تؤمن بعمل الشركات الخاصة بسبب مرونة التعامل بعكس الجانب الحكومي الذي يستغرق وقتا اطول في انجاز المعاملات، وهذا العمل يتطلب مرونة وسرعة في انجاز المعاملات، والشركات الخاصة هي اكثر منفعة واحترافية وتلبي طموح الخطوط الملاحية.

 

الميناء يؤدي وظيفته بشكل كامل

يتحدث الأخ فضل الحجيلي قائلاً: ميناء عدن للحاويات يعمل منذ انتهاء الحرب بشكل ايجابي وجيد رغم الظروف المحيطة بنا والحرب التي مازالت تعيشها البلد بشكل عام وبعض المشاكل التي تجاوزناها لضمان استمرارية العمل وتقديم خدمات طيبة للسفن الملاحية ورفد السوق المحلية بالبضائع واحتياجات المواطنين.

ويضيف الحجيلي ان الكثير من المرافق الحكومية تأثرت جراء حرب 2015م التي شنتها المليشيات الانقلابية الا ان ميناء عدن لم يتأثر بها بفضل حراسة الميناء والمقاومة الجنوبية التي ساهمت في الحفاظ على ممتلكات الميناء وكذا الحفاظ على البضائع الموجودة بداخله.

واكد الحجيلي ان الميناء يؤدي وظيفته بشكل كامل منذ انتهاء الحرب حتى هذه اللحظة وبشكل عام يعمل الميناء بشكل جيد، والادارة تسعى لتطوير العمل بشكل افضل، وفق الظروف الحالية التي تعيشها البلد، ليشعر المستخدمون بالرضا عن اداء الميناء حالياً.

 

استعادة ثقة الخطوط الملاحية

يقول الحجيلي ان حرب مارس 2015م اثرت على اداء الخطوط الملاحية ولكن بشكل عام ملاك الخطوط الملاحية يشعرون بالرضا وذلك بسبب استطاعة ادارة الميناء أن تحافظ وتؤمن بضائع الخطوط الملاحية بشكل جيد ساهم في تعزيز ضمانات الميناء وفق الانظمة المتعارف عليها عالمياً، وهذه تعد من أهم النقاط الايجابية التي اعادت الثقة لكثير من الخطوط الملاحية وعادت مباشرة الى العمل، ونحن اليوم من خلال صحيفتكم نبشر بدخول خطوط ملاحية جديدة للعمل، منها خط هولندي سوف نستقبله خلال الأيام القادمة، بإذن الله تعالى.

 

مناولة الحاويات في الميناء

أكد نائب المدير العام ان لدى الميناء قدرة كافية في مناولة الحاويات وفقا للكمية والحجم، وبرغم ان هنالك بعض المشاكل التي تواجه ادارة الميناء في جلب بعض المعدات الجديدة او قطاع الغيار الخاصة بالمناولة نتيجة الظروف الراهنة والحرب التي تعيشها البلد، ولكن دائما ما يتم البحث عن بدائل، وبالفعل استطاعت ادارة الميناء تجاوز هذه المشكلة وجلب قطاع الغيار وبعض المعدات التي اسهمت في ان يصل معدل مناولة الحاويات خلال الشهر الواحد الى ما يقارب 30 الف حاوية، وهذا عدد مناسب ويلبي الطموح في الوضع الراهن.

 

زيادة عما كان قبل الحرب

قال الحجيلي انه وفق احصائيات دقيقة مقارنة بين الفترة الحالية وفترة ما قبل الحرب، لاحظت ادارة الميناء ان هنالك زيادة متواضعة بنسبة 15% وهذا نسبياً يعد مؤشرا جيدا.

وأكد الحجيلي ان هذه الزيادة هي نتيجة الحفاظ على عمل الميناء ونتيجة العوامل الكثيرة، ومنها الجانب الامني المستتب والمستقر في العاصمة عدن، وكذا اعتبار ميناء عدن للحاويات هو الميناء الرئيسي في الجمهورية اليمنية، كل هذه العوامل ساعدت في زيادة النشاط التجاري، وسيكون في ازدياد مستمر خلال الفترة القادمة.

 

علاقة الميناء بالحكومة والنقابات

وصف الحجيلي علاقة ادارة الميناء بالحكومة بالطيبة، وأنها تسير بشكل ممتاز، مؤكداً انه من خلال السيطرة على وضع الميناء الذي يقع على عاتق الإدارة ومن مهامها وتخصصها، ادى ذلك الى تفادي أي عقبات قد تطرأ على العمل وتستدعي تدخل الجانب الحكومي.

وعن النقابات العمالية، تابع نائب مدير عام الشركة، فضل الحجيلي، ان العلاقة معها جيدة، وان وجدت هنالك بعض المشاكل يتم تجاوزها وحلها، ولا يوجد هنالك اضراب منذ إعادة العمل بعد حرب 2015م، فالتفاهم القائم بين الادارة والنقابات يصب في مصلحة العامل او الموظف وبالمقابل في مصلحة الميناء، وهذا التفاهم خلق علاقة طيبة لضمان الاستمرارية التي نحن عليها الان.