مساعِِ لإضعاف منظومة مجلس التعاون..

خبراء: إيران تبتز قطر بصادراتها الغذائية

قطر وضعت نفسها في موضع ابتزاز إيران اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً

عمار يوسف (الرياض)
استمراراً لسياسة الاصطياد في المياه العكر، استغلت إيران الأزمة الخليجية التي تسببت فيها قطر بإصرارها على دعم الإرهاب وإيواء عناصره، والمقاطعة التي فرضتها الدول العربية عليها بسبب ذلك، في التغلغل في العمق الخليجي، وتنفيذ مخططات توسعية معادية للأمن القومي الخليجي والعربي، في ابتزاز سياسي وعسكري واقتصادي واضح.

فقطر ترتبط بإيران بعلاقات سياسية واقتصادية وعسكرية وثيقة، بعضها مكشوف، وأكثرها تحت الطاولة باستخدام «التقية السياسية» التي يجيدها الإخوان والإيرانيون على حد سواء، وخلافاً لأغلب دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً السعودية والإمارات العربية المتحدة، فإن علاقات قطر قوية مع إيران، بل وتتعاون معها منذ عقود رغم الحصار والمقاطعة الدولية التي كانت مفروضة على طهران حتى توقيع الاتفاق النووي عام 2015.

واتفق خبراء ومحللون سياسيون على أن طهران وأنقرة استغلتا الأزمة الخليجية لابتزاز قطر اقتصادياً، بعد أن امتلأت أرفف المتاجر والأسواق المركزية القطرية بمختلف أنواع المنتجات الغذائية والاستهلاكية من البلدين، فضلاً عن إرسال قوات عسكرية ضاربة لقطر في تحدٍ واستفزاز كبيرين لدول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية.

وقال الخبير الاستراتيجي الدكتور خالد بن محمد الغامدي، إن قطر لا تزال تكابر وتستفز جاراتها الخليجيات بزيادة تعاونها مع طهران والسماح لها بالتدخل بشكل كبير في إدارة أزمة الدوحة مع الدول العربية، خاصة بعدما سربت مواقع إلكترونية إيرانية وثيقة من الخارجية القطرية، تمنح رجال الأعمال الإيرانيين بصفة عاجلة تأشيرات دخول إمارة الإرهاب لمدة ستة أشهر، بعد أن دعا المسؤولون الإيرانيون أمير قطر تميم بن حمد لإصدار التأشيرات الخاصة للتجار من أجل رفع حجم التبادل التجاري، والتغلغل في الدوحة، وزيادة عدد الشركات الإيرانية.

وقال إن إيران تبتز قطر اقتصادياً بعد أن صارت المزود الرئيس للسوق القطرية بالمنتجات الغذائية والاستهلاكية، فقد أصبحت قطر عجينة طيعة في يد الإيرانيين، ومعروف أن لإيران طموحاتها في قطر، ومن خلال قطر في بقية دول مجلس التعاون الخليجي. وأوضح الغامدي أن طهران تستغل الأزمة الخليجية الحالية التي تسببت فيها قطر لاستكمال محاولاتها السابقة لإضعاف منظومة مجلس التعاون الخليجي، ويساعدها على ذلك التقارب القطري معها، على الرغم من أن الدوحة تدرك مخاطر الاستعانة بطهران ضد جيرانها في الخليج والمنطقة.

ومن جانبه، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية وشؤون الخليج العربي بجامعة المجمعة الدكتور عبد العزيز بن سعيد، أن قطر بسبب الأزمة التي خلقتها مع شقيقاتها الخليجية والعربية، أصبحت مطمعاً ليس لإيران فقط بل لكل دول أوروبا، فالجميع يعتبر قطر نافذة فتحت للنفاذ من خلالها إلى تنفيذ أطماع وأجندة خاصة بكل هؤلاء الطامعين في خيرات دول الخليج، مشيراً إلى أن قطر تنسلخ الآن من النسيج العربي، وتتجه إلى إيران وتركيا اللذين يزودانها بالماء والغذاء.

وأوضح أن إيران أصبحت مقصد دولة قطر لتزويدها بالمواد الغذائية «1100» طن يومياً من الخضراوات والفواكه، بحسب تصريح محمد بونشري مدير شركة موانئ بوشهر الإيرانية، مشيراً إلى أن أحداً في الخليج العربي لم يكن يتصور يوماً أن الشعب القطري الشقيق يستهلك مواده الغذائية من دولة تصنف أنها عدو طامع لخيرات بلادنا الخليجية، ولكنه الطيش السياسي للنظام القطري. وتساءل بن سعيد ماذا تم خلال اجتماع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في طهران مع المسؤول الإيراني قائد القدس الجنرال قاسم سليماني، قائد القوات الإيرانية في العراق وسوريا، والذي عقد عقب القمة العربية الأميركية التي استضافتها الرياض خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة؟ وأضاف قائلاً: ألا يثير ذلك قلقاً خليجياً وعربياً مشروعاً؟.