إصرار على دعم الإرهاب ونشر أفكاره..

«البيان»: قطر الخطر الأكبر على دول «التعاون» والمنطقة

قطر حاضنة للفكر المتطرف وممولة للإرهابيين

البيان (أبوظبي)

أكد المشاركون في استطلاعين للرأي أجرتهما «البيان» الأول على موقعها الإلكتروني والثاني على حسابها في «تويتر» بشأن التهديدات القطرية على دول مجلس التعاون أن «تنظيم الحمدين» اتبع سياسة تهديد استقرار دول مجلس التعاون ودول المنطقة عبر تمويل وإيواء الإرهابيين والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار من خلال محاولة زعزعة استقرارها ونشر الفتن أو عبر تصدير الفكر المتطرف، خاصة وأن الدوحة تستقبل أكبر داعية للإرهاب وهو المدعو يوسف القرضاوي.

ومن خلال الاستطلاعين اللذين أجرتهما «البيان» اتضح جلياً أن التهديدات القطرية لدول مجلس التعاون خاصة ودول المنطقة بصفة عامة تتمثل في أكثر من وجه واحد، إذ لا يكتفي «تنظيم الحمدين» بعنصر واحد فقط بل عمل على محاولة ضرب الأمن في هذه الدول من خلال التمويل الإرهابي والتدخل في الشؤون الداخلية وتصدير الفكر المتطرف.

حيث رأى 86 في المئة من المستطلعة آراؤهم أن «تنظيم الحمدين» عمد إلى دعم وإيواء وتمويل الجماعات الإرهابية لضرب استقرار دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى التدخل في الشؤون الداخلية وتصدير الفكر المتطرف، وهي عناصر لا يمكن فصلها عن بعض بحسب آراء المستطلعة آراؤهم سواء في الموقع الإلكتروني لـ«البيان» أو على حساب «البيان» في «تويتر».

تفصيلاً، وفي استطلاع «البيان» على الموقع الإلكتروني اعتبر 9 في المئة من المشاركين أن تهديدات الدوحة لدول مجلس التعاون الخليجي تتمثل عبر دعم وإيواء وتمويل الإرهابيين، في حين رأى 5 في المئة أن التهديد القطري يتمثل في التدخل في الشؤون الداخلية، أما 1 في المئة فرأى أن التهديد القطري يكمن في تصدير الفكر المتطرف.

في حين كانت النتائج متقاربة جداً على حساب «البيان» في «تويتر» لتلك التي أظهرها الاستطلاع في الموقع، إذ رأى 8 في المئة أن التهديدات القطرية تكمن في تمويل وإيواء المتطرفين، بينما رأى 4 في المئة أنه يكمن في التدخل بالشأن الداخلي، في حين قال 2 في المئة إن تهديد «تنظيم الحمدين» لدول مجلس التعاون الخليجي يرجع لتصدير الفكر المتطرف.

الرضوخ للمطالب

وحول نتائج الاستطلاعين، يرى مراقبون سودانيون أن سياسات قطر تمثل خطراً على المنطقة برمتها وليس دول مجلس التعاون الخليجي فحسب، باعتبار أن أياديها في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية امتدت إلى أغلب دول المنطقة، مما يتطلب مواصلة الضغوط عليها حتى تعود إلى حضنها الخليجي من خلال التراجع عن تلك السياسات التي وصفوها بالمخربة والقبول بمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

في السياق، اعتبر النائب أحمد الطيب المكابرابي لـ«البيان» أن قطر حاضنة للفكر المتطرف وممولة للإرهابيين، وما تم في مواجهتها من إجراءات من قبل بعض الدول الخليجية إنما أملته الضرورة التي تستوجب وضع قطر في إطارها العربي المتزن، ولفت المكابرابي إلى أن كل المطالب التي تقدمت بها الدول المقاطعة لقطر كانت موضوعية وتصب في مصلحة الجميع بمن فيهم الدوحة.

بدوره، أكد سياسي سوداني بارز أن تعنت قطر وإصرارها على مواصلة السياسات الداعمة للفكر المتطرف تمثل خطراً على المنطقة برمتها.

ويرى أنه لا خيار أمام الدوحة إلا الرضوخ للمطالب 13 والانصياع للإجماع الخليجي دون شروط، باعتبار أن ما تقوم به يمثل مهدداً لأمن واستقرار المنطقة.

أوجه عدة

أما المحللون التونسيون فيرون أن للتهديد القطري لدول مجلس التعاون أوجهاً عدة، من أبرزها دعم وتمويل وإيواء العناصر الإرهابية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وتصدير الفكر المتطرف والتحريض على الإرهاب.

وقال الخبير القانوني عبد الحميد بن مصباح إن «تنظيم الحمدين» بات يشكل تهديداً حقيقياً لدول الخليج وبقية الدول العربية، من خلال التدخل في شؤونها الداخلية عبر إيواء العناصر التخريبية وتوفير التمويل والتأطير والتدريب والإيواء والغطاء الإعلامي للإرهابيين، وإعدادهم للقيام بأعمال معادية لبلدانهم وشعوبهم ومجتمعاتهم.

وأضاف بن مصباح أن قطر باتت تجمع حركيين متشددين ينتمون لجماعات مصنفة كيانات إرهابية، وتوفر لها مجالات التحرك فوق أراضيها، كما تفتح لهم فضاءات خارجية عبر ربطهم بوسائل إعلام ومنظمات حقوقية مرتبطة وبأجندات «تنظيم الحمدين»، حيث تقدمهم على أنهم ناشطون حقوقيون أو معارضون سياسيون.

وأردف أن قطر تأوي عناصر ملاحقة أمنياً وقضائياً من قبل دولها، وهو ما يعني مروقها عن الاتفاقيات الخليجية والعربية، وإصرارها على لعب دور قبلة الإرهابيين.

وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي جمعي القاسمي أن التهديد القطري لأمن الخليج ليس جديداً، ولكن الظروف الحالية فضحته، وكشفت عن طبيعة الأخطار التي يمثلها ضد دول المنطقة، مبرزاً أن «تنظيم الحمدين» يحرّض على الإرهاب ويصدر الفكر المتطرف والفتاوى الإرهابية ويتدخل في شؤون الدول الخليجية والعربية، ويأوي الإرهابيين.

ويوفر لهم المدد والعون والدعم المباشر، ويموّل الميليشيات الطائفية، ويضع خططاً لبث الفتنة ونشر الفوضى، ويعتمد على منصاته الإعلامية في ترويج الأكاذيب والمغالطات، وبالتالي فإنه يمثّل خطراً يحتاج إلى الاستئصال للحفاظ على ما تبقى من أمن واستقرار في المنطقة العربية.

وأشار المحلل السياسي عمر الحاج علي إلى أن تهديد قطر يتمثّل أساساً في إمعان «تنظيم الحمدين» في التدخل في شؤون الدول الخليجية، وخاصة في البحرين والمملكة العربية السعودية، ومحاولات الإساءة المتعمدة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأضاف أن قطر تتخذ من دعم الإرهاب واحتضان عناصر جماعة الإخوان الإرهابية والتحريض والتشويه الإعلاميين وتصدير الفكر المتطرف مطايا للتدخل في شؤون دول الجوار الخليجي، بما يجعل منها دولة مارقة، وضلعاً أساسياً من أضلاع تحالف الشر في المنطقة العربية والعالم، مردفاً أن قطر أضحت بمثابة السوس الذي ينخر الجسد الخليجي والعربي، ما يتطلب التصدي له بقوة.

وكبح جماح مؤامراته وخططه الشيطانية  ويرى مراقبون تونسيون أن قطر التي تسببت في بث الفوضى في المنطقة العربية تحت شعار ما سمي بـ«الربيع العربي»، تعمدت التآمر على مصر وفلسطين والعراق، هي ذاتها التي تتآمر على دول الخليج منذ 20 عاماً، حيث إن المنطقة الخليجية كانت ولا تزال الهدف الأول لمخططات «تنظيم الحمدين» الإرهابي.

مراوغة قطرية

وفي الأردن، أكد النائب السابق محمد أرسلان أن قطر تدعم وتمول وتأوي عناصر متطرفة، وتصدر الفكر المتطرف وتتدخل في الشأن الداخلي للدول. ولكن دورها الأبرز هو التدخل في الدول، وشهدنا هذا بشكل واضح في كل من البحرين واليمن وغيرها. وما خفي أعظم.

وقال «أعتقد أن قطر لم تكن صاحبة القرار في انتهاجها هذا النهج بل كانت تنفذ وتعكس بعض السياسات في المنطقة، ولكن في نهاية المطاف هذه المراوغة القطرية لن تدوم وسوف تدفع الكثير وفي النهاية تعود للحضن الخليجي عبر قبولها لمطالب الدول الأربع».

من جهته، أوضح مدير مركز هوية للدراسات محمد الحسيني أن ما تسعى وتخطط له قطر هو التدخل في الشأن الداخلي لدول مجلس التعاون الخليجي من خلال استضافتها لشخصيات صنفت على أنها إرهابية بالإضافة إلى التعاون مع منظمات لها أهداف أخرى في المنطقة.

بدوره، يرى الكاتب الصحافي جهاد أبو بيدر أن وجود دولة تختلف في نهجها عن دول مجلس التعاون الخليجي يشكل بالنسبة لهم تهديداً. الدوحة لطالما أثبتت أنها تتحدى وتصعد في علاقتها مع أشقائها العرب. فهي تعمل على دعم وتمويل العناصر المتطرفة التي تعمل على تصدير الفكر المتطرف ومن خلال سياستها وأجنداتها تتدخل في الشأن الداخلي للدول.

ويضيف: «الاستمرار في هذه السياسات المتعنتة ودعم الانقلابيين في شتى الدول والتجسس على أنظمتها الأمنية ومحاولة تنفيذ عمليات إرهابية تزعزع أمن الدول، وتوفير أبواق إعلامية تهلل للتطرف والإرهاب هذا كله من أجل مساندة إيران لتصبح ذراعها في المنطقة».

مشاريع تدميرية

أما في اليمن، فيرى رئيس تحرير صحيفة (اليوم الثامن) صالح أبوعوذل أن الحرب التي تخوضها القوات الحكومية بدعم وإسناد من القوات الإماراتية في تأمين المدن اليمنية وشريط البحر العربي، تأتي ضمن جهود التصدي لمشاريع قطر التدميرية.

ولفت أبوعوذل لـ«البيان» إلى أن «اعتراض جماعة إخوان اليمن على الحملة العسكرية الهادفة إلى تأمين شريط البحر العربي وموانئ شبوة وحضرموت وشقرة، والتصدي لأعمال التهريب الواسعة، دليل إدانة للدوحة بوقوفها وراء أعمال العنف التي اجتاحت المنطقة ولا تزال تلقي بآثارها إلى اليوم».

وأكد «أن الخطاب الإعلامي القطري المعادي للجيران في الخليج يعزز من الموقف الخليجي والعربي، تجاه محاربة الإرهاب والتطرف واجتثاث أدوات التمويل، فإعلام الدوحة بات اليوم يرسم الصورة والموقف الحقيقيين المدافع عن الإرهاب والقوى المرتبطة بإيران».