مواقف متقلبة..

انسلاخ احزاب يمنية من اللقاء المشترك.. ماذا يعني؟

نازحون اثر الحرب التي شنها تحالف صالح والاخوان على الجنوب في منتصف تسعينات القرن الماضي

القسم السياسي بـ "صحيفة اليوم الثامن" (عدن)

اعلنت خمسة احزاب يمنية انهاء ما عرف بتكتل اللقاء المشترك، وتأسيس تكتل حزبي أخر بعيدا عن تيار حزب الاصلاح المتهم بقضايا إرهابية.

والأحزاب الخمسة، هي “الحزب الاشتراكي”، و”التنظيم الناصري”، وحزب “العدالة والبناء”، و”اتحاد القوى الشعبية”، و”التجمع الوحدوي”.

وقال بيان صحفي صادر عن اللجنة التحضيرية، إنها “انتهت من إنجاز الوثيقة السياسية للائتلاف الجديد”.

وأضاف أن “اللجنة تعمل حاليًا على إنجاز اللائحة الداخلية للائتلاف الذي سيتم الإعلان عن تفاصيله قريبًا، من قِبل أمناء عامي الأحزاب الموقعة على الوثيقة السياسية للائتلاف”.

وتابع البيان أن “الوثيقة السياسية للائتلاف تضمنت الأسس والمبادئ الرئيسية، على قاعدة إنهاء الانقلاب الذي نفذه الحوثيون، وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، على حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي الشرعية”.

وقال إنه “من ضمن الأسس التي ينطلق منها الائتلاف الجديد، استعادة الدولة، وتصويب مسار عمل الحكومة الشرعية، واستعادة الديمقراطية التوافقية، والشراكة الوطنية في رسم مستقبل اليمن وفقًا لمخرجات الحوار والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”؛ دون ان يشير الى قضية الجنوب لا من قريب ولا من بعيد.

وتبدو هذه الخطوة جيدة، لكن الذي بات يخوف الناس في الجنوب ان هذه التكتلات السياسية، رغم اختلافها تصل الى اجماع حول ان يبقى الجنوب تحت سيطرتها.

التكتل الجديد الذي يضم العديد من الاحزاب من بينها حزب الناصري القومي الذي يؤمن بالوحدة العربية، اعلن دعمه للقضية الجنوبية، لكنه في ذات الوقت لن يوافق على اعطاء الجنوبيين حق تقرير المصير لأنه قد يرى ذلك من اهم اهداف الحزب هو الحفاظ على الوحدة اليمنية والمطالبة بالوحدة العربية.

ويعزز ذلك الموقف موقف وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي الذي يعد واحد من ابرز قيادات الحزب، عند اعلان المجلس الانتقالي الجنوبي اجرى العديد من الاتصالات بالأطراف العربية والاقليمية لإعلان رفض تلك الدول للمجلس الانتقالي الجنوبي، لكن دول الخليج التي تقود التحالف رفضت اصدار اي موقف تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما يؤكد ان يرفض التكتل الجديد اي صيغة قد تحفظ للجنوبيين حقهم.

فعلى الرغم من ان الكثير من  القوى السياسية الشمالية اعلنت اعترافها بالقضية الجنوبية وابرزها حزب الاصلاح، لكن سرعان ما انقلبت عليها بسرعة وجددت تمسكها بالوحدة.

ويرفض الاصلاح اي حل للقضية الجنوبية،  على الرغم من اعلان تأييده خلال السنوات من العام 2007م الى 2014م دعم لاستقلال الجنوب قبل ان ينقلب على كل ما ادلى بها وهو ما يعزز فرضية انقلاب الاحزاب الاخرى على اي وعود قد تقطعها على نفسها في دعم قضية الجنوب.

ليس هناك موقف ثابت لحزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) من جميع الأطراف اليمنية والإقليمية، منذ انشاؤه في مطلع تسعينات القرن الماضي على يد الرئيس اليمني المعزول علي عبدالله صالح، فمواقف هذا الحزب باتت متغيرة، بين الفينة والأخرى.

في يناير (كانون الثاني) 2014م، كان الحوثيون في اليمن يفرضون حصارا محكما على الرئيس عبدربه هادي وأعضاء حكومة خالد محفوظ بحاح، فيما كانت الأحزاب اليمنية بما فيها التجمع اليمني للإصلاح تخوض نقاشات عبثية في فندق موفنبيك، لم تغن شيئا.

 تلك الحوارات كان الحوثيون والإخوان والمؤتمرون يبحثون عن شرعية جديدة للانقلاب، فجميع تلك الأحزاب تعتقد ان شرعية الرئيس هادي صفحة وقد طويت، ففتح نظام جديد شرعية جديدة يكون فيها الإخوان الطرف الحاكم الثالث، لكن تلك المساعي انتهت بخيبة أمل للجميع.

ويتخوف الجنوبيون من ان تصل هذه الأحزاب (جميعها شمالية) الى اتفاق سياسي يكون مدعوم اقليميا ودوليا دون ان يكون للجنوب اي صوت فيه وهو ما يعني ان الجنوبيين الخاسر الأبرز في الحرب التي انتصرت فيها قواتهم دون غيرها.

الاستقلال الذي يناضل الجنوبيون لانتزاعه، بات محفوفا بالمخاطر، خاصة وان الانقسام الحزبي اليمني ليس في مصلحتهم ما لم يصل المجلس الانتقالي الجنوبي الى اتفاقات تلزم الاحزاب اليمنية التوقيع على ميثاق يعطي الجنوب حق تقرير المصير.