الاستعداد لمواجهة عدو قديم جديد..

اليمن: احتقان في صنعاء ينذر بصدام وشيك

مسلح يعاني اثار دمار اثر الحرب في اليمن

العرب (لندن)

لم تنجح حملة دعائية كثيفة يخوضها الحوثيون الذين يتقاسمون السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء مع أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح للتهوين من شأن الخلافات بين الطرفين والتي تطورت السبت إلى صدام مسلّح محدود، في إخفاء خطورة الوضع في المدينة وقابليته للانفجار في أي لحظة بسبب الخلافات التي تفجرت بين أنصارالله وحزب المؤتمر الشعبي العام، واللذين يملك كلّ منهما عددا كبيرا من المقاتلين المسلّحين المتحفزين للقتال.

وأكّدت مصادر محلية من داخل المدينة أنّ الأجواء لا تزال متوتّرة منذ الاشتباك الذي حدث السبت بين مقاتلين من ميليشيا الحوثي وعناصر من الحرس الجمهوري الموالي لصالح في حي حدة مخلّفا عددا من القتلى والجرحى.

وقالت المصادر ذاتها إنّ حالة الاحتقان تلمس بوضوح من خلال تحركات أمنية لعناصر كلا الطرفين وسحب قوات من بعض المناطق والدفع بها إلى مناطق أخرى.

وقال موظّف في أمانة صنعاء طالبا عدم الكشف عن هويته إن شدّة التحفّز لدى كل من قوات الحوثي وصالح ومخاوف كل طرف من أن يبادر الطرف الآخر بالهجوم عليه، تجعلان الوضع قابلا للانفجار مع أول ضغطة على الزناد ولو بالخطأ.

وانعكست حالة الاحتقان تلك في دعوة قيادي حوثي كبير، الاثنين، إلى إعلان حالة الطوارئ في صنعاء، على خلفية التوتر الأمني مع حزب صالح.

وفي سياق التوقّعات بانفجار الوضع في المدينة، قال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، الاثنين، إن التقارير الواردة من العاصمة اليمنية، تنبئ بانفجار خطير في العلاقة بين حزب المؤتمر والحوثيين.

واندلعت السبت اشتباكات بين الحوثيين وحليفهم صالح في دوار المصباحي جنوبي صنعاء، أسفرت عن مقتل القيادي في حزب صالح خالد الرضي و3 من الحوثيين وإصابة 10 آخرين بجروح.

واعتبر قرقاش، في تغريدات له على موقع تويتر أن من المهم تجيير خلافات الحوثي وصالح لمصلحة اليمن، ونحو الخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد.

وأضاف من “الواضح أن الحوثي، هو العقبة أمام الحل السياسي والمبادرات الإنسانية”.

أنور قرقاش: يجب تجيير الخلافات بين أنصارالله وحزب المؤتمر لمصلحة اليمن

وبحسب قرقاش، فإن المواجهة القادمة في صنعاء، قد تقصّر الأزمة أو تطيلها، لكنّه أشار إلى أن الإمارات تسعى للخيار الأول.

وقال “أولوية السلام في اليمن والإغاثة الإنسانية في الشمال مرتبطة بالتطورات المتسارعة في صنعاء”، محذّرا من أنّ “إخضاع الحوثي حزب المؤتمر بمثابة استمرار للأزمة”.

وخرجت الأزمة بين الطرفين التي كانت عبارة عن مجرّد أخبار غير مؤكّدة وتسريبات، إلى العلن عندما قرّر صالح الاحتفال بالذكرى الـ35 لتأسيس حزبه باستعراض كبير لقاعدته الجماهيرية في صنعاء بمعزل عن حلفائه الحوثيين ما أثار مخاوفهم.

ويقول أنصارالله إنّ تحركات صالح الأخيرة جاءت بضوء أخضر إقليمي للقضاء على الحوثيين ضمن صفقة تتيح له العودة إلى الحكم.

ويبدو الطرفان مقبلين على عملية ليّ ذراع كبرى قد يكون أساسها ومنطلقها السيطرة على صنعاء، ما يفسّر ارتياب كلّ منهما من الطرف المقابل.

وفي سياق تلك الريبة دعا القيادي في أنصارالله حمزة الحوثي، الاثنين، إلى إعلان حالة الطوارئ في صنعاء معتبرا ذلك “ضرورة، ومن يرفضها يخالف دستور الجمهورية اليمنية”.

وأضاف في تصريح نشرته صحيفة “صدى المسيرة”، التابعة للحوثيين، أنه “لا يحق لأحد الاعتراض على الانتشار الأمني في العاصمة”، في إشارة إلى نقاط تفتيش استحدثها الحوثيون قرب منزل صالح ومعسكرات قوات موالية له، ما جعل البعض يتحدّث عن أنّ الرّجل أصبح قيد الإقامة الجبرية.

وعن الاشتباكات الأخيرة في صنعاء، قال الحوثي إن “الاعتداء على أفراد نقطة المصباحي في صنعاء بادرة خطرة”، مطالبا “الأجهزة الأمنية بملاحقة الجناة”، ليكون بذلك قد صنّف عناصر قوات صالح ضمن الخارجين عن القانون.

وطالب الحكومة الموازية المشكّلة في صنعاء وغير المعترف بها دوليا بتوفير الرواتب للموظفين والتحقيق في إيرادات وزارتي النفط والاتصالات اللتين يقودهما وزيران من حزب صالح.