حكومة هادي تفشل في تحرير "مسؤول أممي" مختطف..
تقرير: وساطة عمانية لدى القاعدة.. عن ماذا تبحث مسقط في الجنوب
لا يزال تنظيم القاعدة (المفترض)، يرفض الافراج عن مسؤول أممي وموظفين يمنيين في بلدة مودية بأبين، شمال شرق أبين منذ ستة أيام.
والجمعة الـ11 من فبراير (شباط) الجاري، اعترض مسلحون يعتقد انهم من تنظيم القاعدة قرب بلدة «الوضيع»، مركبة تقل فريق الأمن والسلامة التابع لمكتب الأمم المتحدة في عدن برئاسة آكم سوفيول، بلغاري الجنسية، إضافة إلى مسؤولين اثنين وثلاثة موظفين، والخمسة جميعهم يمنيون يعملون في مكتب الأمم المتحدة، وجرى نقلهم جهة مجهولة"، رغم وجود حماية عسكرية من قبل لواء حرس رئاسي يقوده لؤي الزامكي المحسوب على تيار الاخوان المسلمين.
وقالت مصادر عسكرية وأمنية (غير رسمية) لصحيفة اليوم الثامن إن أذرع عسكرية موالية لهادي أرسلت حملة عسكرية مكونة من عشرين مركبة عسكرية تقل العشرات من المسلحين العسكريين إلى بلدة مودية، لكنها لم تقم باقتحام وادي عومران، حيث يقول مسلحون الموظف الأممي وخمسة يمنيين".
وقال سكان لمراسل صحيفة اليوم الثامن إن مركبات إن عشرين مركبة عسكرية نصبت خمس حواجز أمنية في بلدة مودية لكن لم تقم باقتحام الوادي، فيما نقل مراسلنا عن مصادر تأكيدها ان لؤي الزامكي قاد وساطة للإفراج عن المختطفين، الا انه ابلغ الحكومة بان تنظيم القاعدة المفترض، طالب بالإفراج عن معتقلين لدى المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، ودفع فدية قدرها نصف مالية كبيرة تصل إلى مليون دولار أمريكي".
وعلق زعيم قبلي في مودية على موضوع الفدية، قائلا "نرفض ان تكون أرضنا ساحة لأي صراع دولي، ومن أراد تمويل القاعدة يذهب يمولها بشكل لا يشكل أي خطر على المدنيين الذين عانوا كثير من الإرهاب والقصف الجوي الأمريكي".
وأعلنت الأمم المتحدة السبت أن خمسة من موظفيها اختطفوا في جنوب اليمن أثناء عودتهم إلى عدن بعد مهمة ميدانية
وقال راسيل جيكي المتحدث باسم كبير مسؤولي الأمم المتحدة في اليمن إن عملية الاختطاف حدثت يوم الجمعة في محافظة أبين.
وأضاف أن "الأمم المتحدة على اتصال وثيق مع السلطات من أجل إطلاق سراحهم".
وجاء التأكيد على فشل وساطة وحملة عسكرية قامت بها أذرع عسكرية لتحرير المختطفين، فيما كشفت منصات إعلامية يمنية تمولها مسقط، عن وساطة عمانية لدى تنظيم القاعدة المتطرف لإطلاق سراح المختطفين الأمر الذي اثار حالة من الشكوك لدى قوى سياسية ومدنية في أبين من الدور العماني".
وقالت مصادر سياسية في أبين "ان الكشف عن وساطة عمانية لتحرير مختطفين لدى القاعدة ربما يوحي بان مسقط قد قررت دفع الفدية للتنظيم مقابل الافراج عن الموظف الأممي ومرافقيه".
الدور العماني في الجنوب بات يثير المخاوف، خاصة وان مسقط أبدت موقفا مؤيدا لميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، وقد ظل الدور العماني لسنوات مقتصرا على المهرة التي باتت الموانئ فيها أهم مصادر تهريب الأسلحة والطائرات المسيرة للأذرع الإيراني، لكن الدور العماني توسع خلال السنوات الثلاث الماضية الى شبوة، مؤخرا في أبين.
وقد كشفت مصادر صحيفة اليوم الثامن عن تواجد عناصر حوثية وأخرى مرتبط بالأذرع العمانية في المهرة، ببلدة الوضيع بأبين، مسقط رأس الرئيس هادي.
وخاضت تشكيلات مسلحة موالية لهادي، مواجهات مسلحة ضد عناصر يعتقد انها تابعة للحوثيين، أواخر العام المنصرم، وقد خلفت تلك الاشتباكات قتلى وجرحى.
وسلطنة عمان لم تشارك في التحالف العربي الذي تقوده السعودية وأدعت الوقوف على الحياد، غير انها في الفترة الأخيرة أبدت موقفا مناهضا للرياض، من خلال احتضانها قيادات الحوثيين وأخرى تابعة لهادي، لكنها تناهض مشروع التحالف العربي بشكل علني.
وتمول مسقط تشكيلات مسلحة في المهرة يقودها مهرب سلاح يدعى سالم الحريزي، وهذه التشكيلات تطلق على التواجد السعودي في المهرة بالاحتلال.
وعلى الصعيد الإعلامي تمول مسقط منصات صحافية بعضها تبث من عدن، تظهر خطابا مناهضا للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرى ان ما تقوم به هذه المنصات يندرج في سياق حرية التعبير.
وتسريب مسقط معلومات عن اعتزامها القيام بوساطة لدى تنظيم القاعدة لتحرير الفريق الأممي المختطف، ربما يؤكد على تمدد الدور العماني، الرامي الى البحث عن موطئ قدم في الجنوب المحرر من الوجود الإيراني، خاصة وان مسقط تسير نحو خلق صدام مع الجنوب، بدعوى وجود ارث تأريخي من الخلافات مع نظام الجنوب السابق، لكن هذه المبررات لا تخفي الطموح العماني في السيطرة على الجنوب خاصة وانها خلال السنوات الماضية تمددت بشكل ملحوظ خاصة بعد ان سيطر تنظيم اخوان اليمن على محافظة شبوة النفطية، قبل ان يطرد مؤخرا بعد ثبوت وجود تدخلات إقليمية مناهضة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية.