خاطرة..

بحرٌ وشجون

فيك الحب وفي جَنباتك كل المآسي

مروى أحمد (عدن)

علمت أن في الغوص بك الهلاك ومع ذلك أحببتك، صرَّحتُ لك بهذا ومع ذلك بقيتَ متكبرًا لا تُطلق المعاني التي تفوح من عمقك، إن كنتُ في ضيق وفي شتات ما أردت إلا قربك، فيك الحب وفي جَنباتك كل المآسي، أحببتُ ظلمتك، عشقت غربتك ولا زلت بغيرها لا أبالي، لو كنت أعلم أين عيناك لناظرتها ليلي ونهاري، ولو كنت أعلم أين يداك لاحتضنتها بكلتا يداي، أعشق أنينك الذي لا يكد يسمعه أحد، أشعر بعمقك الذي خبأتَ به نفسك وهربت به من كل نفر، أنت لم تغدر إلا لأن الناس قد نسوا فضلك عليهم بتلك العطيات، ولكن قل لي ما ذنب من وثق بك وتمثل أمامك يلتقط جراحك ويبادلك أفراحه، ما ذنب من استنشق رائحتك بصمت ثم انزاحت كل آلامه، فهل ستصغي لذلك الولهان الذي تركته حزينًا، الذي وبالرغم من تجاهلك له سيبقى على عتباتك، سيعتكف عند بابك لعلك تلوح له بإحدى يداك، أنا عن شواطئك لن أبرح، حتى وإن هاجمني مدك سأبقى وسيبقى ما اكتنزته لك في صدري كما تكتنز أنت المرجان في أحشائك وستبقى أول خفقة لوجداني كما هي، وكما لامستها نبضاتك المحيطة بي من كل جانب، لازلت أقف هنا حتى ولو لم تتفوه بشيء، لازلت كما عهدتني يا.. بحر أشجاني.