بعد اثباتها في بلدان عربية ابرزها مصر والسعودية..

التجسس وخيانة الوطن.. هل باتت سمة قيادات الاخوان؟

قيادات إخوانية سعودية أعتقلتها الرياض بتهمة التجسس لدولة أجنبية

حسين حنشي (عدن)

 الجذور: «يجب أن تفخر بريطانيا بنجاحها فى توفير ملاذ آمن لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين خلال العقود الثلاثة الماضية. كثير من هؤلاء الإخوان جاءونا هاربين من السجن والتعذيب فى بلدان يحكمها مستبدون فاسدون دعمهم الغرب بقوة حتى جاء الربيع العربى، الآن بعض هؤلاء يعودون إلى بلدانهم الأصلية للمساعدة فى بناء الديمقراطيات الجديدة ويحصنون بلدانهم ضد ديكتاتوريات محتملة فى المستقبل فى العالم العربى».

تقرير خاص بـ(اليوم الثامن)

 هذا ما كتبه الرئيس السابق لوحدة الاتصال بالمسلمين فى شرطة لندن، الدكتور روبرت لامبرت، فى مجلة «نيو استيتسمان» فى 5 ديسمبر 2011، كاشفًا عن علاقات لندن «الأزلية» بجماعة الإخوان منذ نشأتها، وإلى عامنا الحالى، الذى يهرع فيه قادة الإخوان بمساعدة من قطر للجوء إليها. ويمكن تتبع علاقة لندن بالجماعة من خلال عدة تواريخ مفصلية، توضح، بجلاء، أن الجماعة صناعة بريطانية 100%؛ ففى عام 1928 نشأت الجماعة فى منطقة الإسماعيلية تحت سمع وبصر سلطات الاحتلال البريطانى، وبدعم من أكبر رموز الاحتلال فى مصر، وهى شركة قناة السويس، التى موّلت الجماعة بـ500 جنيه فى بداياتها.

 فى عام 1955، وبعد إعلان «عبدالناصر» حظر الجماعة وملاحقة قادتها، اتخذ الإخوان من لندن مقراً لنشاطهم الدولى، ومنها إلى كثير من بلدان العالم. وفى مطلع السبعينات أفرج «السادات» عن الإخوان وأعادهم للمسرح السياسى بضغط من لندن وواشنطن، بعد أن تلقى «السادات» رسالة عام 1972، عبر رئيس المخابرات السعودية كمال أدهم، فحواها: «إذا أردتَّ دعم الأمريكان فى صراعك مع إسرائيل فعليك بأمرين، أولهما: طرد الخبراء السوفيت، وثانيهما: الإفراج عن الإخوان». وفى عام 2005 ضغطت واشنطن ولندن على «مبارك» لإشراك الإخوان فى الحكم، وهى الضغوط التى أدت لدخول 88 إخوانياً للبرلمان، وبعد إسقاط نظام «مرسى» فى يوليو 2013 وحظر نشاط الجماعة سارع الإخوان بالعودة إلى بلدهم الأم، ليؤسسوا مقراً جديداً فى منطقة «كريكل وود» بشمال لندن؛ حيث يديرون حملتهم ضد الحكومة المصرية ويعيدون رسم مستقبل الجماعة مرة أخرى.

 ووصفت مجلة فورين بوليسى الأمريكية لندن بأنها «المكان الطبيعى لجماعة الإخوان خارج مصر»؛ فهى بالفعل المقر الرئيسى لموقع «إخوان أون لاين» باللغة الإنجليزية منذ تأسيسه عام 2005، لتقديم الجماعة كتنظيم صديق للغرب. كما أن لندن كانت مقراً لما سمى «مركز المعلومات العالمية» الذى أسسته الجماعة فى التسعينات بهدف توصيل رسالة الجماعة إلى وسائل الإعلام فى العالم، وفيها يقيم المتحدث باسم الإخوان لأوروبا، إبراهيم منير، خلفاً لكمال الهلباوى الذى عاش هناك أيضا لسنوات.

 كما أن جمعة أمين، الذى يعالَج هناك، سعى مؤخرا للحصول على اللجوء السياسى. وفيها أقام خيرت الشاطر عدة سنوات فى منتصف الثمانينات، وهناك زامل عصام الحداد، الذى قضى سنوات طويلة فى لندن، قبل أن يعود مستشارا سياسيا للرئيس محمد مرسى، وتولى ابنه جهاد مهمة مخاطبة وسائل الإعلام العالمية، وينشط ابنه الآخر عبدالله فى جناح الإخوان فى لندن، الذى يضم عائلات كثيرة بعضها يمثل الجيلين الثانى والثالث لإخوان استقروا فى لندن منذ عقود.

 وأشارت المجلة التى أجرت تحقيقا من داخل هذا المقر إلى هذا المقر الخفى فى دهاليز شمال لندن أصبح إحدى أكثر أذرع الجماعة نشاطا وتنسيقا مع مكاتبها فى مختلف دول العالم فى مصر والولايات المتحدة وأوروبا، فى إصدار بياناتهم وتنظيم احتجاجاتهم والاستعانة بمحامين بريطانيين مشاهير مثل مايكل مانسفيلد لملاحقة النظام المصرى الحالى. وكان الشيخ يوسف القرضاوى زائرا منتظما لبريطانيا؛ فقد زارها 5 مرات فقط فى الفترة بين 1995 و1997. وعندما انتقد البعض دعوة عمدة لندن كين ليفنجستون لـ«القرضاوى» عام 2004 رد مقبول على، مستشار الشئون الخارجية للشئون الإسلامية فى الخارجية البريطانية، بأن «زيارة القرضاوى يمكن أن تكون مفيدة فى ضوء نفوذه، فيما يتعلق بأهداف سياساتنا الخارجية»، ويسعى الآن عدد كبير من قادة الإخوان وأصدقائهم ومنهم عضو بمكتب الإرشاد محمود حسين إلى اللجوء للندن بمساعدة من الدوحة التى تواجه ضغوطا عربية لتسليمهم لمصر.

 تاريخ بريطانيا فى استغلال الجماعات الإسلامية قديم ويتجاوز 100 عام؛ ففى ظل الاحتلال البريطانى وتحت رعايته نشأت أكبر حركتين للإحياء الإسلامى السنى، هما: «حركة ديوباندى» فى شمال الهند عام 1866 (التى تأثر بها أبوالأعلى المودودى مؤسس الجماعة الإسلامية فى باكستان الذى ألهم الأفكار التكفيرية لسيد قطب لاحقا)، والإخوان المسلمون فى عام 1928.

 

ولم يفقد الإخوان أهميتهم للندن فى فترة حكم الرئيس مبارك، فقد حرصوا دوماً على الاتصال بقادة الجماعة، خصوصاً بعدما بدأ يتصاعد القلق على مصير نظام «مبارك». ويوضح خطاب أرسله السفير السير ديريك بلامبلى، السفير البريطانى فى القاهرة، إلى السفير السابق فى القاهرة جون سويرز، بتاريخ يونيو 2005 (تسرب إلى مجلة نيوستيتسمان البريطانية، التى نشرته فى 20 فبراير 2006)، أن الهدف من الاتصال بالإخوان فى مصر مفيدة، لأننا «قد نحصل منهم على معلومات»، وهو ما يتسق مع استراتيجية لندن التى تقضى بتجنيد المتطرفين ليعملوا مرشدين لها.

 وأضاف: «إن مصلحة بريطانيا فى مصر تقضى بالضغط على نظام مبارك للنهوض بالإصلاح السياسى.. وإن الطريق لتحقيق هذه الغاية وعر وينطوى بلا شك على ممارسة الإخوان لقدر أكبر من الضغط على الشارع»، وهذا يعنى بوضوح -كما يقول مارك كورتيس- أن لندن تعتبر الإخوان أداة للتأثير لإحداث تغيير داخلى. ولم يقترح السفير دعم الإخوان بصورة مباشرة حتى لا تنسف لندن علاقتها بنظام «مبارك» تماماً، لكنه قال نصاً: «إذا قُمع الإخوان بشكل عدوانى، فإن الأمر يقتضى منا رداً».

 وهناك دلائل قاطعة على أن دعم جماعة الإخوان بعد ثورات الربيع العربى لم يكن سياسة عفوية، بل قراراً استراتيجياً اتخذته لندن منذ عدة سنوات سبقت الربيع العربى، ففى أغسطس 2006 ألقى رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير خطاباً رسم فيه السياسة الخارجية لبريطانيا فى الشرق الأوسط، أمام مجلس الشئون العالمية فى لوس أنجلوس: «هناك قوس للتطرف يمتد حالياً عبر الشرق الأوسط، وتقضى هزيمته بإقامة تحالف للاعتدال يرسم مستقبلاً يمكن فيه للمسلمين واليهود والمسيحيين العرب والغربيين أن يحققوا التقدم»، وقال بشكل أكثر وضوحاً: «إن الشرق الأوسط يشهد صراعاً جوهرياً بين الإسلام الرجعى والإسلام المعتدل والسائد».

 وفى نفس العام، نشرت مجلة «نيوا ستيتسمان» تقريراً كشف عن أن بريطانيا تخطط للانخراط مع جماعة الإخوان (التى تمثل لهم الإسلام المعتدل)، وأشارت المجلة البريطانية الرصينة أن مسئولاً بارزاً فى وزارة الخارجية عن الشئون الإسرائيلية والعربية وشمال أفريقيا، قدم مذكرة اقترح فيها على مسئولين كبار فى مختلف دوائر الحكومة البريطانية أن تنخرط مع الإسلام السياسى وتحديداً جماعة الإخوان فى مصر، وأوصى أن تحذو الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى حذو لندن.

 

 

المستجد السعودي:

كشفت مصادر سعودية صباح اليوم الثلاثاء، أن الداعاة المعتقلين «سلمان العودة، وعوض القرني، وباقي الدعاة» متورطون في خلية التجسس التي أعلنتها رئاسة أمن الدولة السعودية؛ للاشتباه في التخطيط لأنشطة تجسس لصالح قوى أجنبية.

وذكر الأمن السعودي أن القائمة شملت كل من سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري ومحمد الهبدان، وغرم البيشي، ومحمد عبد العزيز الخضيري، وإبراهيم الحارثي، وحسن إبراهيم المالكي، بالإضافة إلى شخصيات أخرى كالإعلامي فهد السنيدي والشاعر زياد بن نحيت، بالإضافة إلى شخص متهم بالانتماء لجماعة الحوثي في اليمن، والتواصل المباشر معها.

وأعلن مغردون سعوديون معروفون نبأ اعتقال السعودية لهذه المجموعة، بسبب التعاطف والولاء الشديد للدوحة وجماعة الإخوان الإرهابية، وقالوا إن اعتقال العودة جاء إثر تغريدة دعا الله فيها إلى أن "يؤلف القلوب"، وأكد نبأ الاتصال الهاتفي بينه وبين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

يُشار إلى أن اسم "العودة" احتل، أمس الاثنين، المرتبة الثانية عالميًا في موقع "تويتر"، والأولى في السعودية، قبل أن يتراجع اليوم في الترتيب ولم يعد حاليا في قائمة أكثر الوسوم تفاعلا في العالم والمملكة.

شواهد من بلدان اخرى:

 

يمكن اخذ نماذج بلدان عربية اخرى عانت من ما قالت انه تجسس الاخوان ضد بلدانهم ولعل نموذج مصر هو الاول .

ففي يونيو 2015 قضى القضاء المصري بالإعدام لمرسي وقيادات إخوانية بقضيتي التخابر واقتحام السجون 

القاضي تلا الحكمين في جلستين منفصلتين بعد بسط ظروف كل قضية ورأي المفتي فيها

القاضي تلا الحكمين في جلستين منفصلتين بعد بسط ظروف كل قضية ورأي المفتي فيها

قضت محكمة الجنايات في القاهرة بالإعدام شنقا للرئيس المصري المعزول محمد مرسي وقيادات من جماعة الإخوان المسلمين في ما يعرف بقضيتي "التخابر" و"اقتحام السجون".

وفي "قضية التخابر" حكمت المحكمة بالإعدام على ثلاثة من قيادات جماعة الإخوان هم خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي وأحمد عبد العاطي بالإعدام، كما قضت بالسجن المؤبد على مرسي وبديع والكتاتني والعريان وحجازي وآخرين.

وفي قضية التخابر واجه المتهمون تهمة "إفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها وتمويل الإرهاب والتدريب العسكري لتحقيق أغراض التنظيم الدولي للإخوان، وارتكاب أفعال تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها".

 

 وفي يناير 2013م ألقت السلطات الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة القبض على خلية تضم أكثر من عشرة أشخاص من قيادة جماعة الإخوان المسلمين المصرية على أرض الدولة.

ونقلت صحيفة "الخليج" الإماراتية عن مصدر مطلع أن التحريات والمتابعة لفترات تجاوزت السنوات لقيادات وعناصر الجماعة، أكدت قيامهم بإدارة تنظيم على أرض الدولة يتمتع بهيكلة تنظيمية ومنهجية عمل منظمة، وكان أعضاؤه يعقدون اجتماعات سرية في مختلف مناطق الدولة، في ما يطلق عليه تنظيمياً "المكاتب الإدارية"، ويقومون بتجنيد أبناء الجالية المصرية في الإمارات للانضمام إلى صفوفهم، كما أنهم أسسوا شركات وواجهات تدعم الجماعة على أرض الدولة، وجمعوا أموالاً طائلة وحولوها إلى الجماعة الأم في مصر بطرق غير مشروعة، كما كشفت المتابعة تورط قيادات وعناصر الجماعة في عمليات جمع معلومات سرية حول أسرار الدفاع عن الدولة.

ومن ناحية أخرى، أكد المصدر وجود علاقات وثيقة بين جماعة الإخوان المسلمين المصرية وقيادات التنظيم السري في الإمارات المنظورة قضيته في نيابة أمن الدولة، حيث كان هناك تنسيق مستمر بين الطرفين، ولقاءات سرية، ونقل للرسائل والمعلومات بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر وقيادة التنظيم السري، وقدمت جماعة الإخوان المسلمين المصرية في الإمارات العديد من الدورات والمحاضرات لأعضاء التنظيم السري حول طرق تغيير أنظمة الحكم في الدول العربية.

وكشفت التحقيقات في القضية معلومات خطيرة عن المؤامرات التي كانت تحاك ضد الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة،.

 

اليمن انكشاف رغم التكتم والسيطرة!

 

في يونيو 2017 كشفت صحيفة العرب اليوم عن اكتشاف خلية تجسس قطرية إيرانية في مكتب الرئيس هادي.

وأكدت مصادر يمنية مطلعة اكتشاف خلية تجسس مشتركة قطرية إيرانية في مكتب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تم زرعها من قبل قيادات موالية لحزب الإصلاح "الإخوان" في اليمن. وكانت الخلية ترصد اتصالات الرئيس هادي من خلال تسجيل مكالماته الهاتفية، علاوة على نسخ وتسريب الوثائق الخاصة بالرئاسة لجهات في الدوحة التي توصل بدورها ما يجري في الرئاسة اليمنية إلى استخبارات إيرانية. وكشفت مصادر يمنية عن عمليات تجنيد واسعة لمئات من العناصر المنتمية لحزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان" بإشراف ودعم من قطر تحت غطاء دعم الشرعية، ومنذ اندلاع "عاصفة الحزم" دربت قطر 1300 عنصر إخواني سراً، عبر قيادات إخوانية بارزة.

 

وعقب ذلك أكدت مصادر خليجية أنه لا وساطة مع قطر حتى تتخلى عن مواقفها المهددة لأمن واستقرار المنطقة،بما في ذلك علاقاتها الوثيقة بإيران والإخوان وحزب الله. واشارت الى أن "قطر ما زالت تلعب سياسية مزدوجة من خلال الزعم بحرصها على إيجاد مخرج من الأزمة في الوقت الذي تواصل فيه العمل على زعزعة استقرار المنطقة، من خلال دعمها المباشر وغير المباشر لمختلف الجماعات المتطرفة، واستخدام منصاتها الاعلامية وعلى رأسها الجزيرة لترويج أفكار تلك الجماعات المشبوهة، ومهاجمة دول مجلس التعاون الخليجي".

 

وأكدت المصادر أن استهداف استقرار المنطقة، إنما يأتي انطلاقاً من تنفيذ أجندة إيرانية، تهدف إلى ضرب الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفةً أن تعرض البحرين إلى عمليات إرهابية ممولة إيرانياً، يكتمل بالتغطية المنحازة من الإعلام القطري لمعركة البحرين ضد الإرهاب. وقالت المصادر: إن متطلبات تجاوز الشرخ الذي أحدثه أمير قطر واضحة، ولا يحتاج الأمر إلى دبلوماسية علاقات عامة، إنما خطوات عملية من الدوحة بالكف عن القيام بتحركات تضر الاستقرار. وأضافت المصادر أن ثوابت العلاقات الخليجية والعربية تقوم على محاور رئيسية، أولها المساهمة في صون استقرار المنطقة.

 

 

النار تاكل نفسها:

 

 

ولا تمارس عناصر الاخوان التجسس ضد بلدانها او الخيانة ضدها فقط بل يصل الامر الى الخيانة ضمن الجماعة او تصفيات حسابات باتهامات بالخيانة.

 

يقول القيادى الإخوانى السابق إبراهيم الزعفرانى فى مذكراته: « فى حال غياب هيئة عدلية، مستقلة، نزيهة، محترفة، داخل الكيان الاسلامى، فلا تسأل عن حق العضو فى مواجهة القيادة، ولا تسأل عن عِرضه وسمعته إذا لم ترض عنه القيادة، ولا تسأل عن تاريخه، وحسن سيرته إذا قررت القيادة اغتياله معنويًا تمهيدًا لتهميشه أو إقصائه»، وأضاف الزعفرانى: «لقد كنت بتحجيم دورى فى الجماعة بعد خروجى من السجن أحسن حظًا من إخوة آخرين ممن شوهت القيادة صورتهم ونالت من سمعتهم أو سمحت أو تسامحت فى ذلك لدى أفراد الجماعة بهدف إعدامهم معنويًا تمهيدًا لاقصائهم وإلقائهم فى سلة تحوى من يطلق عليهم المتساقطون فى الطريق»، ويتعرض الزعفرانى فى مذكراته لمقولات النيل من قيادات حزب «الوسط»، خاصة أبو العلا ماضى وعصام سلطان التى سرت داخل صف «الإخوان» سير النار فى الهشيم إلى حد اتهامهم بالعمالة لأجهزة الأمن، دون أن يتصدى لهذه الاتهامات أحد من أعضاء الجماعة ليسأل عن مصدر هذه الاتهامات والأدلة القاطعة عليها قبل تصديقها ونقلها للآخرين».

 

 

العودة والقرني والمملكة وهيئة العلماء:

 

 

يعد تدخل هيئة العلماء بالمملكة السعودية وتاييدها للاجراءات ضد قيادات الاخوان مؤشرا على عمق التوجه السعودي الرسمي وشمله ضد الجماعة وابرز وجوهها في البلد الذي يعد مركزا للسنة.

كما ان التوجه الرسمي والمؤيد بشرعية دينية لهيئة كبار العلماء لقي ترحاب شعبي كذلك.

حيث رحب عددٌ من الناشطين باعتقال الشيخ العودة وبقية الدعاة المعروفين بانتماءاتهم القطبية التي تطور إلي السرورية نسبة لمحمد سرور بن نايف منظر هذه المجموعة، التي تتمركز في برمنجهام وتتخذها مقرا لنشاطها الفكري، ومن هذه المواقف تغريدة لناشط سعودي قال إن العودة وعوض القرني "حرضا على الثورات وإسقاط الحكام وتسببا في تفقير وتهجير الشعوب وبالتالي يستحقان أشد العقاب".

 

وقال مغرد سعودي، يُدعى عبد العزيز فهد آل سعود، تعقيبا على اعتقال العودة "من يتطاول ويتعدى الحدود كان من كان داعية أو غيره سيتخذ بحقه العقوبة وهذا قمة العدل، ليس لدينا تقديس لأحد".

 

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر سعودي قوله إن المعتقلين محتجزون وسيحصلون على حقوقهم القانونية، ووصف حساب «أخبار السعودية» بموقع تويتر «المجموعة المعتقلة بالاستخباراتية» بأنهم أعضاءها «كانوا يلبسون لباس الدين وينشطون في مواقع التواصل الاجتماعي ولهم اغراض ضد المملكة وسياستها ».

 

وأفادت صحيفة «الرياض» اليوم بأن المجموعة لها تاريخ طويل في التواصل والإسهام في أنشطة مشبوهة تضر بأمن الدولة واللحمة الوطنية، وأنها ساهمت في التحريض بشكل مباشر وغير مباشر ضد الوطن ورموزه، إضافة إلى أنها تشارك بصفة مستمرة في المؤتمرات واللقاءات والندوات المشبوهة. وكشفت أن نشاط المجموعة يتمثل في استقطاب وتجنيد الشباب في نشاطات معادية، مشيرة إلى ارتباطهم بدعم مباشر وغير مباشر بتنظيمات معادية للمملكة.

 

وأشارت مصادر إلى أن بعض أعضاء المجموعة سبق وان حذرتهم المملكة واعتقلت بعضهم وخرجوا بناءً علي برنامج النصيحة أو الناصحة، إلا أنهم لم يرتدعوا علي الإطلاق.

 

من جهتها أكدت صحيفة «عكاظ» السعودية أن بعض عناصر المجموعة على علاقة مع دولتين إقليميتين متورطتين في دعم جماعة الإخوان المسلمين، في إشارة إلي قطر وتركيا.

 

وذكرت الصحيفة أن عددًا من المقبوض عليهم يرتبطون بشكل مباشر مع الإخوان المسلمين، ويصنفون ضمن أعضائنا البرارزين، ویعملون على تنفذ أجندتها الهادفة لزعزعة أمن المملكة واستقرارا.

 

ويأتي هذا التحرك الأمني السعودي تزامنا مع دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر في المملكة يوم الـ15 من سبتمبر الجاري، بدعوة من الإخوان وحسابات موالية لإيران وقطر وفقا لنشطاء سعوديين.

 

يُذكر أن تنظيم القاعدة ومنظر الجهادي أبوبكر ناجي في كتابه «الخونة أخس صفقة في تاريخ الحركة الإسلامية»، وصفه سلمان العودة واتجاه السرور في السعودية بالخيانة استنادًا إلى توثيقه للكثير من مواقفه آنذاك، فأصدر شريطه الشهير (رسالة من وراء القضبان) فضلا عن إصدارات سابقة كشريطه الصوتي (رسالة إلى أخي رجل الأمن) وبعد الثلاثين من يونيو والثورة المصرية التي اطاحت بحكم الإخون كتب يقول الإخوان على خير، الإخوان ليسوا جماعة إرهابية، الإخوان جماعة فيها اعتدال.. الإخوان معروفون.. ثقافتهم كتبهم قادتهم ظلال القرآن.. ونصوصهم الوحي والتشريع.