(اليوم الثامن) في أوسع استطلاع صحفي..

استطلاع رأي: لماذا المجلس الانتقالي الجنوبي؟

قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي

قسم استطلاعات الرأي (عدن)

اطلق مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والاحصاء استبيانا حول قرار اعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اعلن عنه اللواء عيدروس الزبيدي.

ويسعى مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والاحصاء لإجراء استطلاع واسع من خلال المسح الميداني الذي سوف يستهدف عينة من المواطنين الجنوبيين، وكذا اعطاء مساحة للمشاركة في الاستبيان من خلال الاستمارة الالكترونية التي اطلقها المركز على موقعه الالكتروني.

ويتضمن الاستبيان عدة محاور اهمها توقيت اعلان المجلس الانتقالي والدوائر والهيئات التي اقرها المجلس في اجتماعه الاخير.

رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والاحصاء حسين الحنشي قال لـ(اليوم الثامن) ان هذا الاستبيان يأتي ضمن عدة استبيانات كان قد اطلقها المركز خلال الفترة الماضية، في اطار عمل المركز.

واضاف الحنشي ان هذا الاستبيان هو اوسع استبيان للمركز من خلال المسح الميداني وكذا تخصيص استمارة الكترونية للمشاركة في الاستبيان, حيث تم تجهيز طاقم خاص وتدريبه على المسح الميداني لقياس رأي عينة من المواطنين في العاصمة عدن.

واكد الحنشي ان الاستبيان سوف يمتد من تاريخ 18 حتى 31 يوليو الجاري، يتلوه اعلان نتائجه في ندوة سوف يعلن عنها بوقت لاحق، تتضمن نتائج وتوصيات المواطنين للهيئة العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

المجلس الانتقالي الجنوبي

المجلس الانتقالي الجنوبي هو كيان سياسي وإداري في الجنوب، تم الإعلان عن هيئته الرئاسية في ١١ مايو ٢٠١٧.

تضم الهيئة الرئاسية للمجلس المعلن محافظي محافظات ووزراء ووكلاء محافظات في إطار شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادات عسكرية وقبلية وسياسية ومدنية.

 

التأسيس

دعا اللواء عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة عدن آنذاك في مؤتمر صحفي يوم ١٠ سبتمبر ٢٠١٦ كافة القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية إلى العمل على إنشاء كيان سياسي جنوبي يوازي القوى السياسية في شمال اليمن، بحيث يكون هذا الكيان الناشئ الممثل لتطلعات الجنوبيين في أي استحقاقات سياسية من أجل الحل السياسي في اليمن.

تم الترتيب والتحضير لهذا الكيان بعيدا عن الإعلام طيلة أشهر، ثم جرى إقالة عيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن، ما أدّى إلى سرعة الإعلان عن المجلس بهيئته الرئاسية فقط، في حين بقيت هيئات المجلس الأخرى تحت التأسيس.

اجتمع مئات الآلاف من الجنوبيين من كافة محافظات الجنوب في عدن فيما أطلق عليه مليونية ٢١ مايو لتأييد المجلس الانتقالي الجنوبي وتفويضه شعبيا لتمثيل الجنوب.

 

مكونات المجلس

يتكون المجلس بالإضافة للهيئة الرئاسية من عدة هيئات متخصصة مثل الهيئة الاستشارية التي تضم غالبية سياسيي الجنوب وكذلك الهيئة الإعلامية والهيئة العسكرية وغيرها.

 

هيئة رئاسة المجلس

تم إعلان أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بتاريخ ١١ مايو ٢٠١٧ من قبل رئيس الهيئة الرئاسية للمجلس اللواء عيدروس الزبيدي من العاصمة عدن، وتتكون من ٢٦ شخصية جنوبية برئاسة القيادي الجنوبي البارز اللواء عيدروس الزبيدي.  

وقد اثار اعلان المجلس الانتقالي ردود أفعال متوقعة من القوى السياسية في شمال اليمن، التي رغم الخلاف فيما بينها إلا انها اجمعت على معارضة إنشاء المجلس.

إقليميا حظي المجلس بدعم من دول خليجية عدة، في حين ان دول التحالف العربي بقيادة السعودية لم تصدر أي بيان اعتراض على انشاء المجلس، ما يفسر ترحيبها بأن يكون للجنوبيين صوت قوي وفاعل.

دوليا أظهر كل من سفراء ألمانيا والمملكة المتحدة اهتماما شديدا بالمجلس والتحركات على الساحة اليمنية، وأعلنت لندن بشكل صريح دعمها القوي للمجلس الانتقالي الجنوبي وحق الجنوبيين في تقرير مصير بلادهم.

 

قيادي جنوبي: على المجلس الانتقالي السير في هذه الطريق لتجنب الفشل

قال الدكتور حسين لقور، القيادي في الحراك الجنوبي، إن المبدأ الأساسي الذي يجب أن يسير عليه المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد التحضيرات الجارية لاختيار مجالس مؤقتة في المحافظات، أن يقوم بالتحضير لعقد مؤتمر وطني يتم من خلاله اختيار الأطر القيادية بطريقة حرة، لتثبيت الممارسة الديمقراطية الحقيقية.

وأضاف لقور أن الممارسات الديمقراطية تبدأ من الفروع المحلية في المديريات، والتي ستعتبر أصغر وحدات للمجلس حيث يصبح كل عضو ناشطا في منطقته ومطلعاً على أوضاع العمل السياسي فيها وفاعلا في اختيار قيادته، لا أن تفرض عليه من أعلى.

وتابع لقور، يجب انتخاب أعضاء المجالس المحلية ومجالس المحافظات بعد وضع الأنظمة الداخلية للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقوم بتنظيم الانتخابات من قواعد وأنصار المجلس حتى تستمد القيادة على مستوى الجنوب شرعيتها من قواعدها بل وتتحمل المسؤولية أمامها ويتطلب ذلك أن يكون للقواعد المحلية الحق في أن تنتخب قياداتها والمرشحين إلى المؤتمرات في المحافظات، وتقوم مؤتمرات المجلس في المحافظات بانتخاب قوائم المرشحين للانتخابات الوطنية.

وأوضح لقور، أن المشاركين في مؤتمرات المحافظات هم مندوبون عن الفروع المحلية أو أعضاء فيها، وهو ما يجعل من ترشيح أشخاص غير منتخبين من القواعد المحلية أمرا غير ممكن.

وتكون من مهام مؤتمرات المجالس في المحافظات أيضاً اختيار المندوبين إلى المؤتمر الوطني على مستوى الجنوب الذي يقرر في مؤتمره برنامج العمل السياسي للمرحلة الوطنية لاستكمال مرحلة التحرر السياسي والاقتصادي، وبرنامج المرحلة الانتقالية في بناء الدولة الجنوبية وانتخاب قيادة المجلس التي ستكون الواجهة الأساسية للقضية الجنوبية في مواجهة الاستحقاقات السياسية التي ينتظرها الإقليم وإقامة التحالفات مع أي قوى جنوبية تتبنى رؤية بناء دولة جنوبية جديدة.

وأشار إلى أن أهم مكسب وفائدة من فوائد هذا التنظيم أن يسمح باختيار أشخاص لديهم القدرة السياسية في أغلب الأحيان، وليسوا مبتدئين أو طارئين على العمل السياسي، يعرفون ماذا يريد منهم ممثلو أنصارهم في القواعد الشعبية، ويدركون المطلوب منهم لتلبية رؤية شعبهم وآماله في الخروج من وحدة فاشلة والاستعداد لبناء دولة جديدة اتحادية في الجنوب تقوم على مبادئ التعددية السياسية والديمقراطية المنظمة لها واحترام حقوق الإنسان.

واختتم لقور: من مهام مؤتمر المجلس في المحافظة إيفاد المندوبين إلى المؤتمر الوطني للمجلس الذي بدوره يقرر برنامج المجلس الانتقالي الجنوبي على المستوى الوطني وينتخب قيادة المجلس، وهكذا يكون تأثير قواعده وأنصاره على قيادته مضمونا هنا أيضا.

يقول مؤمن السقاف: إن إعلان المجلس الانتقالي كان بمثابة احتواء جميع الأعمال المبعثرة في قالب واحد يعبر عنها وعن إنجازاتها الثورية والوطنية التي كانت تفتقد من يعبر عنها في ظل تناثر نضالها وتضحياتها بدون احتواء وقالب موحد يعبر عن تلك الإرادة، فكان الإعلان بمثابة تكملة ما كان يبحث عنه العالم للتعاطي مع الجنوبيين والذي كان مرارا وتكرارا يردد على جميع الساسة الجنوبيين "توحدوا اولا تحت إطار سياسي واحد ومن ثم تعالوا خاطبونا".

وأضاف السقاف لـ(اليوم الثامن) بحمد الله المجلس والإطار أعلن عنه، ولقي تأييدا شعبيا واسعا. صحيح أن هناك أطرافا معارضة بسبب وجهات نظر مغايرة ويجب أن تحترم.. لكن في نفس الوقت يجب ان نعي أيضا أنه من الصعب إقناع الجميع، فالدعوة المحمدية ورسالة الإسلام التي هي من أعظم الرسالات لم يتم الإجماع عليها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم اشرف الخلق لم يلتف الكل حوله بل حورب وأوذي، فما بالنا بمجلس سياسي يعلن في دولة مزقتها الحروب والصراعات والتجاذبات السياسية!.

وتابع: لذلك ستكون الجهود في الفترة القادمة منصبة على تقريب الرؤى، وستبذل لجنة التواصل التي شكلها المجلس جهدها للوصول إلى صيغة مشتركة مع الأطراف ومحاولة اذابة التباينات النابعة عن الحرص الوطني، بعيدا عمن يعارضون لتنفيذ أجندة بعض الدول والتنظيمات الخارجية.

وأكد السقاف، وهو ناشط جنوبي، أن سفينة المجلس ستسير، وتحمل كل من يحمل هم الوطن ويؤثر المصلحة العليا على المصالح الشخصية الضيقة، وسيبحر الجميع حتى الوصول إلى شاطئ الاستفلال الناجز وتحقيق الهدف الذي ارتضاه الشعب والذي أوشك على أن يتحقق، وما المواقف الموحدة والمعارضة من جماعة الإخوان المسلمين المتمثلة بحزب الإصلاح وتنظيمات داعش والقاعدة الإرهابي وجماعة الحوثي وعفاش المتمردة، والتي اعلنت جميعها  معارضتها للمجلس الانتقالي، إلا تعبير عن قلقها وتوجسها  ويقينها التام بأن ذلك يعني فقدان سيطرتها على الجنوب وشعبه الذي أوشك على تحقيق مبتغاه.

من جهته، يقول السياسي الجنوبي المهندس نزار هيثم: المجلس الانتقالي الجنوبي أحدث نقلة استثنائية لقضية سياسية يلتف حولها شعب حي وصبور منذ 94 بعد احتلال نظام صنعاء للجنوب ونهب ثرواته وتشريد كوادره وتدمير مؤسسات الدولة.

وأضاف: الجنوبيون استوعبوا المرحلة بعد غزو 2015 بان يكون الجنوب شريكا أساسيا، ونجحوا بعد نضال طويل في ان يضغطوا بتشكيل مجلس انتقالي من كوادر جنوبية قادرة على تمثيل الجنوب داخليا وخارجيا.

وأكد هيثم أن من رفض ان يكون حليفا في مكافحة الارهاب وسلم مناطق للقاعدة واصبح شريكا لها، سيظهر كداعم للإرهاب مثل جماعات الاخوان، ولهذا تم حظرها بالتنسيق مع التحالف العربي لإنهاء الفوضى التي خلفتها جمعياتهم وقادتهم.

وقالت الناشطة منى صالح اليافعي: مشكلتنا الأزلية في الجنوب عدم الالتفاف على قيادة متفق عليها تحمل القضية الجنوبية، وهذا ما راهن عليه صالح وقومه جميعا، فرغم اختلافهم فيما بينهم نجدهم متفقين أمام قضيتنا.. نحن من يساعدهم على هذا حين لا نعرف لقيادة قدرا.

وأضافت أن حب الزعامة هذا من ولد لدينا مكونات لا حصر لها، البعض منها لا تأثير له مطلقا في الشارع، لكن حب الظهور والزعامة هو من اوجدها، المجلس الانتقالي بتوقيت اعلانه وحاجة الشارع الجنوبي لوجود حقيقي يمثل قضيته خارجيا ويواكب تطلعات شعب الجنوب  جعل للمجلس الانتقالي بصمة لا ينكرها احد في توحيد كثير من القيادات التي لها تأثير في الجنوب.

وتابعت: استطيع القول انه يخطو في الاتجاه الصحيح في لملمة ما تبقى من شتات البيت الجنوبي تحت مظلته، وسيظهر هذا جليا في حالة اعلان افرعه في المحافظات.

من وجهة نظري وكما يدعمها الواقع، انه لم يظهر حامل للقضية الجنوبية سياسيا بمثل مكانة المجلس، مقارنة بالمكونات التي سبقته، والمجلس هو نتاج كثير من هذه المكونات.

واختتمت اليافعي: اما بالنسبة لإعلانه الاخوان كمنظمة ارهابية وخاصة في وضعنا الان وهو مازال في طور التكوين اظن انه قد تعجل في هذا.. لان هناك قيادات تنطوي تحته، لا لأنه حزب سياسي بل من منظور ديني، ومثل هذه الفئة يسهل اقناعها بخطأ منهج الاخوان، وسيرجعون عنه، ولن يبقى معهم الا من حمل فكر الجماعة كمكون سياسي ايديولوجي.

وقال القيادي علي شائف الحريري: سوف ينجحون إن شاء الله تعالى، فلدينا من التجارب الكثير، طوال فترة الحراك بذلت محاولات كثيرة لإيجاد حامل سياسي  جنوبي.

وأكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي هو تتويج لنضال سنوات، وهو ضرورة ملحة وحتمية، كون عجلة الأحداث تجري بإيقاع متسارع، ولن تنتظر أحدا، والمجلس الانتقالي الجنوبي جاء بتفويض شعبي من خلال مليونية.

وأكد انه بالمجلس الانتقالي الجنوبي ستكتب نهاية تنظيم  الإخوان المسلمين في الجنوب، فقد وجد وانطلق من وسط بيئة طاردة للتنظيمات الإرهابية، وقد أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي موقفه من الإخوان المسلمين بوقت مبكر، حيث حظر تنظيم الإخوان في الجنوب.
من جهته انتقد الكاتب الصحفي وضاح بن عطية المناهضين للمجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكدا ان المجلس يمثل بارقة أمل اقضت مضاجع الأعداء، وعلى هذا الأساس يفترض تقويته وإسناده لا التحريض ضده ونشر الإشاعات المغرضة للنيل منه.

 وقال: الإمارات الآن تمثل النافذة الوحيدة التي نرى منها العالم الخارجي، فلماذا يهاجمها البعض، ما قدمته الإمارات لا ينكره إلا جاحد، ويكفي أنها قاتلت معنا الغزاة ثم أخرجتنا من (سيناريو الموصل وحلب) الذي كان مخططا له لتدمير ما تبقى من حياة في الجنوب.

 وأضاف: ما أراه من بعض النشطاء ليس نصحا ولا انتقادا وإنما هو فجور في الخصومة وكذب في الطرح ونقل للإشاعات، ومن يتابع صفحاتهم سيرى أن عداوتهم انصبت على المجلس والإمارات.. فلماذا يفعلون ذلك؟!.

من حق أي مواطن أن يكون له مستقبل سياسي وان يؤسس تكتلا قويا في الجنوب بقيادته، ولكن ليس من حقه أن يجند أتباعه لمهاجمة المجلس الانتقالي الذي يمثل شريحة كبرى من شعب الجنوب.

وتابع: كيف يريدون من الشعب أن يحترم وجهات نظرهم وهم يسخرون من إرادة شعب تمثلت في ثلاث مليونيات يوم 4 و21 مايو و7 يوليو.

العمل السياسي واسع ولا ينحصر في إطار (معي أو ضدي)، ويعتمد على النتائج الواقعية في خدمة الوطن، ومن فتح له باب ليخدم الجنوب فليعمل، والتاريخ سيشهد على الجميع.

واختتم بن عطية قائلا: إذا فتح باب لطرف جنوبي للعمل من أجل خدمة الجنوب فليس شرطا أن يسخر جهده لإغلاق الأبواب الأخرى، وعلينا أن نتعظ من الماضي وكيف كانت الكارثة عندما اعتمد الجنوبيون على بوابة واحدة.