فضيحة «هيومان» نتيجة مكايدة سياسية..

أموال قطر تقضي على نزاهة المنظمات الدولية

فضيحة «هيومان رايتس ووتش» نتيجة المكايدة السياسية من قطر

صالح أبوعوذل (عدن)

 «لم أزر أي سجون سرية، عدا السجن المركزي، وأشخاص أخبروني بأن هناك سجوناً سرية»، هكذا تحدثت الصحافية الأيرلندية «كرستين» التي أعدت تقريراً لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، وهو التقرير الذي أثار جدلاً واسعاً نظراً لما تحمله من معلومات مغلوطة، وهي الاعترافات التي أوقعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في فضيحة دولية، قضت على نزاهتها.

وزعم التقرير الذي أعدته الصحافية كرستين بكلر، وجود سرية في جنوب اليمن خاصة في عدن، الأمر الذي دفع منظمات حقوقية محلية ودولية إلى النزول السجون وتفنيد تلك المزاعم. وقالت كرستين، إنها لم تزر سوى السجن المركزي «وعلمت» من أشخاص التقت بهم في عدن وحضرموت أن هناك سجوناً سرية أخرى مخفية. وجاء حديثها رداً على التساؤلات الموجهة من الصحفي والحقوقي اليمني البارز جمال بدر العواضي خلال ندوة حول السجون السرية والإخفاء القسري والتي نظمتها منظمات محسوبة على حزب الإصلاح الإخواني ضمن الجلسة الـ 36 لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.

وقالت وسائل إعلام يمنية، إن كرستين قالت خلال لقاء جمعها بالعواضي، إنها التقت أشخاص، وتحدثوا لها عن وجود سجون سرية، الأمر الذي دفعها إلى كتابة تقرير في المنظمة الدولية عن سجون سرية في اليمن، وهو ما يضع نزاهة وحيادية هذه المنظمة على المحك.

ونقلت صحيفة اليوم الثامن اليمنية عن ناشطين كانوا حاضرين في جنيف قولهم، إن «بعض المحسوبين على الإخوان والموالين لهم حرصوا على مقاطعة الحديث المباشر بين العواضي والأيرلندية بعد ما شعروا بالحرج الذي تعرضت له كرستين، وأشاروا إلى التقارير المطبوعة على الطاولات مما حدا بالسياسي العواضي أن يرد عليهم بأن كرستين هي اصل المعلومة، و«بالتالي ما حاجتنا لتقاريركم وتفاصيلكم المزورة».

من ناحية أخرى، أشارت العديد من المنظمات الدولية والمحلية في عدن إلى «أن التقارير التي نشرت ضد دول التحالف العربي والأجهزة الأمنية في الجنوب جاءت كخطوة انتقامية من قطر ضد دول التحالف العربي والمدن المحررة مما يعزز الشكوك حول رضوخ منظمة دولية بسمعة (هيومان رايتس ووتش) وغيرها للمال القطري، فالمنظمة الدولية التي اعتمدت على شخوص يكتبون تقاريرهم نقلاً عن أشخاص غير معروفين تحت مسمى (قالوا) قد تفقد الكثير من مصداقيتها وتثير الشكوك حول نزاهة وحيادية تلك المنظمات الدولية».

وقال مندوبون عن منظمات حقوقية في عدن حينها «التقارير التي نشرتها المنظمات الدولية عارية من الصحة، ولم تعتمد على معلومات دقيقة، بل هي تقارير أعدت للمكايدة السياسية فقط، من قبل قطر وإيران واستهداف واضح للمدن المحررة ودول التحالف العربي.

وأكد معتقلون في سجن المنصورة المركزي في عدن في أحاديث للوفد الحقوقي «عدم تعرضهم لأي أعمال تعذيب»، الأمر الذي دفع وسائل إعلام يمنية إلى اتهام قطر وإيران بالوقوف وراء تلك التقارير المزيفة، التي استهدفت المدن اليمنية المحررة، قبل أن تعترف كاتبة التقرير في لقاء جمعها بناشطين حقوقيين في جنيف بأن تقريرها بني على معلومات تلقتها من أشخاص قالوا لها إن هناك سجوناً سرية.

يقول الناشط الحقوقي عارف ناجي علي رئيس المجلس التنسيقي للمنظمات غير الحكومية في جنوب اليمن: «إن ما يتم اليوم خلف كواليس المنظمات الدولية أجندات سياسية تدفع بها شخصيات حزبية موالية لقطر وإيران لإلهاء ما يحدث من انتهاكات وأفعال القتل التي تقوم مليشيات صنعاء وقوى إرهابية بتعز وكذا فشلها من أي تقدم عسكرياً».

وقال ناجي لـ «الاتحاد»: «إن تحرير قوات الشرعية العديد من المناطق بإسناد الأشقاء في التحالف وخاصة دولة الإمارات ساهم في فضح هؤلاء وكشف أقنعتهم وتحالفاتهم وخياناتهم»، مشيراً إلى أن ما حدث هو قيام قطر بطعن التحالف من ظهرها باستغلال كثير من المنظمات الحزبية التي لا تمثل المجتمع، بل تهدف لتحقيق أجندات سياسية للإخوان وبدفع المنظمات الدولية عبر تقارير مزيفة للتشويش على انتصارات التحالف والمقاومة بالمناطق المحررة». وتابع: «نحن كمنظمات لكي نسلك العمل المؤسسي المجتمعي استشعرنا بمسؤوليتنا وتم النزول إلى السجن المركزي بالمنصورة الذي تم الإشارة إليه بتقارير من منظمات وهمية للبحث عن وقوع أي انتهاكات، لكن ما لمسناه من معاناة كانت بغياب المحاكم والنيابة على مباشرة مهامها لحل القضايا واستشعرنا من قيادة السجن أهمية تأهيل السجن إلى سجن تأهيلي ضمن فتح وإعادة قاعة ورش تدريبية وتأهيلية يستفيد منها السجناء بأوقاتهم».

وطالب عارف ناجي «المنظمات الدولية تقديم الدعم التأهيلي بدلاً من الانصات لتقارير لا تمت للحقيقة بصلة مرحبين بالمنظمات كافة بالنزول إلى عدن ومحافظات جنوب اليمن لمعرفة الحقيقة دون تزييف أو شراء ذمم».