الدوحة تمول لإثارة الفوضى عن طريق باعوم..

تحليل: سلطنة عمان في الجنوب.. مطامع ام تدخل بالوكالة؟

جنوبيون يتظاهرون في عدن دعما لتطلعات استقلال بلادهم - ارشيف

القسم السياسي

كشفت مصادر جنوبية رفيعة عن تحركات تقوم بها إيران وقطر، بالتنسيق مع سلطنة عمان لإثارة الفوضى في الجنوب، وارباك المشهد ومواجهة القوى الجنوبية التي تنادي باستقلال الجنوب،
حيث قدمت الدوحة وطهران وعودا جديدا لفصيل جنوبي يتزعمه فادي باعوم القيادي المقال من الحركة الشبابية والطلابية.
وقالت المصادر لـ(اليوم الثامن) "إن طهران وجهت القنوات الحوثية التي تمولها بالعمل على تبني مطالب الجنوبيين، على غرار الخطاب السابق الذي تبنته تلك القنوات خلال العام الذي
سبق الحرب على الجنوب في مارس اذار من العام 2015م.
فإيران التي دعمت فصيلا جنوبيا خلال العامين اللذين سبقا الحرب على الجنوب، غير انها سرعان ما انقلبت على كل تلك الوعود، وطالبت القيادات التي تتبعها في الجنوب بعدم الوقوف
في وجه الحوثيين، ومن ابرز تلك القيادات القيادي المقال من الحركة الشبابية والطلابية فادي باعوم الذي اتخذ موقفا مؤيدا للحوثيين، ودعا الى عدم التصدي لاجتياحهم للجنوب، قبل
ان يعود ويطالب بالاعتذار، وهو ما لم يتقدم به الحوثيون إلى اليوم.
وقالت المصادر ان فادي باعوم تلقى أموالا من حليفة طهران "الدوحة"، سلمت تلك الأموال لخلية تابعة لفادي باعوم وتقيم في مدينة صلالة العمانية، ومن ابرز اعضاء تلك الخلية
السياسي اليمني الجنوبي أحمد مساعد حسين الذي سبق له وعاد إلى شبوة قبل ايام قادما من سلطنة عمان.
وأكدت المصادر "أن اموالا ضخمة أرسلتها الدوحة عن طريق فادي باعوم إلى عدة محافظات جنوبية وآخرها محافظة الضالع بهدف التحريض على دول التحالف وخاصة الإمارات وكذلك
الوقوف ضد المجلس الانتقالي والقوات الأمنية الجنوبية "؛ لكن مصادر قريبة من فادي باعوم زعمت ان الدوحة قدمت وعودا لباعوم بانها سوف تتبنى مشروع الاقليمين لكن شريطة ان
يصبح الجنوب تحت سيطرتها او سيطرة حلفاء الامارة الصغيرة في اليمن "تنيظم الإخوان".
وقالت المصادر ان فادي باعوم ابدأ التزامه بالعمل على اثارة الفوضى واستغلال التظاهرات التي خرجت في الجنوب للمطالبة بإقالة الحكومة إلى تظاهرات مناوئة للتحالف العربي، وهو
ما تبنته وسائل إعلام حوثية كانت تصف الجنوبيين الى وقت قريبه بأنهم وداعش وارهابيون.
إيران والجنوب


لم تجن القضية الجنوبية اي شيء من العلاقة مع ايران، في اعقاب تبني طهران لقضية الجنوب خلال الاعوام التي سبقت العدوان الحوثي على الجنوب، حيث تبنت إيران فصيل من
الحراك الجنوبي، وهو الفصيل الذي يعتقد جنوبيون انه السبب وراء تفتت قضيتهم، مهتمين قناة عدن لايف التي كانت تبث من العاصمة اللبنانية بيروت بانها السبب وراء تقسم الحراك
الجنوبي الى فصائل متخاصمة.
وتبنت ايران القضية الجنوبية من باب النكاية بجيران الجنوب في الخليج العربي، غير انها سرعان ما تخلت عنهم عقب توجه مليشيات الحوثي الموالية لطهران صوب عدن، لاحتلاله
عسكريا.
وانشق اعلاميون جنوبيون من القناة حينها احتجاجا على سياسة القناة التي باتت تصف الحوثيون بالثوار، خلال عدوانهم العسكري على الجنوب قبل ان تسلم ممتلكات تلك القناة لقناة
المسيرة الحوثية ويتم اغلاق قناة عدن لايف بشكل نهائي.

ويسعى فادي باعوم الذي تم اقالته من الحركة الشبابية والطلابية الجنوبية بسبب علاقته مع ايران وتصريحاته التي أيدت العدوان الحوثي على الجنوب، حيث طالب فادي الجنوبيين بعدم
قتال الحوثيين الذين قال انهم أتوا من الشمال لمحاربة دول الخليج.

وتسببت الحرب العدوانية التي شنها الحوثيون على الجنوب في مقتل وجرح تشريد الملايين من الجنوبيين، وألحقت دمارا كبيرا في البنية التحتية في البلاد ولا تزال اثار تلك الحرب بادية
إلى اليوم.

قطر والجنوب

تسعى قطر إلى القيام بالدور الذي قامت به إيران وفشلت فيه، فالدوحة تسعى من خلال فادي باعوم إلى لعب دور ايران في تبني قضية الجنوب، وهي الدولة التي وقفت الى جانب قوات
صالح والإخوان المسلمين في الحرب الأولى على الجنوب صيف العام 1994م، غير الدوحة اتخذت مسقط حليفا لها بالوكالة في لتنفيذ المهمة التي فشلت فيها ايران من قبل.
وقدمت الدوحة وعودا لباعوم بتبني خيار دولة الاقليمين بين شمال اليمن وجنوبه بحدود العام 1990م، وهو المشروع الذي سبق وطرح فيما عرف بمؤتمر القاهرة، غير ان هناك من يرى ان الحرب الأخيرة التي شنها الحوثيون قد جعلت من خيار الفدرالية الثنائية صعبا، وخاصة وان الكثير من القوى الجنوبية ترى ان البلد اصبح أقرب الاستقلال منه إلى الفدرالية.
ويعتقد مهتمون أن تبني قطر لخيار دولة الاقليمين هدفه احراج السعودية التي تقود تحالفا عربيا لدعم شرعية الرئيس المنقلب عليه عبدربه منصور هادي، وتدعم الرياض خيار الدولة الاتحادية متعددة الاقاليم، وهو المشروع الذي قدمته الدوحة عن طريق مدير مكتب الرئيس سابقا وسفير اليمن في واشنطن أحمد عوض بن مبارك.
دعم قطر لهذا الخيار - كما تفيذ بعض المصادر- الهدف منه قطع الطريق على القوى الجنوبية التي تحارب الإرهاب وتصنف تنظيم الإخوان على قائمة التنظيمات الإرهابية، بل تصفه بان الراعي للإرهاب للجنوب منذ صيف العام 1994م.

وشارك إخوان اليمن إلى جانب قوات صالح في الحرب الأولى على الجنوب، فيما يعترف الرئيس اليمني الراحل بانه استخدم حزب الإخوان لضرب الحزب الاشتراكي الجنوبي ذو الميول اليسارية، حيث اغتال مسلحون من الإخوان نحو 150 قياديا من الجنوب بدعوى انهم ماركسيون، خلال عام واحدة من توقيع اتفاقية الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه.

وتتخذ قطر من سلطنة عمان منطلقا لتنفيذ مشاريعها بالتنسيق مع إيران، حيث يقيم فادي باعوم وقيادات أخرى موالية له في السلطنة منذ بدء الحرب الأخيرة على الجنوب.

وتقول وسائل إعلام موالية لفادي باعوم ان "ان شعب الجنوب سوف ينتفض ضد التحالف العربي"، الأمر الذي يؤكد التوجهات القطرية الأخيرة في الاستعانة بحلفاء إيران في الجنوب نحو تمكين الإخوان من السيطرة على أهم ممر دولي.

وتطمح قطر في السيطرة على الجنوب للانتصار على جيرانها الذين اعلنوا مقاطعتهم لنظام تميم، جراء ما يقولون انه تورطه في دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة.

أذن.. يبدو ان عمان تلعب دورا بالوكالة عن قطر وإيران اللتين تسعيان الى مناهضة التحالف العربي من الجنوب المحرر، فالإخوان الذين يتحكمون في الشرعية باتوا يصرحون بتصريحات مناوئة ضد التحالف العربي الذي يقاتل لإعادة الشرعية الى الرئيس هادي وتحرير محافظات شمال اليمن من قبضة الموالين لإيران.

وألقت الأزمة الأخيرة بين قطر وجيرانها بظلالها على الحكومة الشرعية في اليمن التي انقسمت بين معسكر السعودية ومعسكر قطر، وهو الانقسام الذي دفع جزء من الحكومة الشرعية الى الخروج في تظاهر حاشدة في مدينة تعز لشكر سلطنة عمان التي لم تكن عضوا في التحالف العربي، وهي التظاهرة التي أكدت على التقارب بين حلفاء إيران وحلفاء قطر في المدينة الكبرى في شمال اليمن.

وابرم الإخوان والحوثيون اتفاقا دفعت الجماعة الأولى إلى خوض حربا شرسة ضد السلفيين الذين يقاتلون المليشيات الحوثية، حتى تمكنت من اخراجهم من المدينة الى خارجها في احدث عملية تهجير عقب تهجير السلفيين ذاتهم من قبل الحوثيين الموالين لإيران من بلدة دماج في صعدة.

تقتصر مطامع سلطنة عمان في محافظة المهرة، غير ان مطامع قطر تمكن في السيطرة على حضرموت وعدن من خلال الحلفاء الذين يمتلكون قوات عسكرية ضخمة في تعز ومأرب ووادي حضرموت واجزاء من شبوة، وهي تلك القوات التي لم تشارك في اي اعمال قتال ضد الحوثيين، الأمر الذي جعل البعض يعتقد ان هذه القوات تركت لمهمة ما بعد ايقاف الحرب ضد الحوثيين، والتي بحسب بعض التقارير مهمتها السيطرة على الجنوب واحتلاله.