على أيدي الشرعية والتحالف..

تقرير: التمدد "الإيراني" يلفظ أنفاسه الأخيرة في اليمن

معركة تحرير الحُديدة اقتربت على النهاية

خلدون الشرقاوي

تفيد التقارير الواردة من المواجهات في اليمن أنّ الحوثيين الانقلابيين يلفظون أنفاسهم الأخيرة ويترنحون تمهيداً للسقوط النهائي، كما أنّ المشروع الإيراني في اليمن سقط تماماً على أيدي الشرعية والتحالف العربي.

ويترافق ذلك مع معلومات قادمة من اليمن، اليوم، تؤشر إلى أنّ معركة تحرير الحُديدة اقتربت، حيث بدأت القوات الإماراتية التمهيد لعملية برمائية ضخمة بهدف تحرير مدينة الحديدة .

وأفادت المعلومات التي أوردها موقع "السجل" أنّ القوات الإماراتية قد بدأت فعلاً بالوصول لسواحل الحديدة تهميداً لعلمية واسعة وشاملة .

ووفق المؤشرات فإنّ "الساعات القادمة ستكون مؤلمة وقاسية على مليشيا الحوثي ومن يقف خلفها .ومن المتوقع أن تغير معركة الحديدة موازين القوى في اليمن".

تقدم قوات الشرعية اليمنية

وترى صحيفة "الاتحاد" الإماراتية أنّ التقدم الذي تحققه قوات الشرعية اليمنية والمقاومة الوطنية وألوية العمالقة بإسناد من التحالف العربي، لم يتوقف يوماً أو لحظة في كل جبهات القتال ضد الميليشيات الانقلابية الإيرانية، والحرب ضد الحوثي في اتجاه تحرير ميناء الحديدة متواصلة. ولم يحدث ولو مرة واحدة أن بدأت عملية عسكرية ضد الحوثي وتوقفت أو فشلت من عدن وحتى منطقة الجراحي بمساحة طريق طوله 300 كيلومتر، كما أكدت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الأحد، معتبرة أنّ كل عملية عسكرية ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية الإيرانية، تمت بنجاح تام بصرف النظر عن الوقت الذي تستغرقه ويفرضه مقتضى الحرب وفق القانون الدولي الإنساني؛ فالشرعية بإسناد من التحالف العربي قادرة على حسم المعركة ضد الحوثي في سويعات.

معركة تحرير الحديدة اقتربت، حيث بدأت القوات الإماراتية التمهيد لعملية برمائية ضخمة بهدف تحرير المدينة .

واستدركت "الاتحاد" أنّ "المسؤولية الأخلاقية والإنسانية التي لا يعرف الحوثي ولا إيران عنها شيئاً، تفرض التعامل بمنتهى الحذر، حرصاً على سلامة المدنيين الذين تتخذهم الميليشيات العميلة، دروعاً بشرية".

وشددت على أنّ "الأمور أصبحت واضحة جداً. الحوثي يلفظ أنفاسه الأخيرة ويترنح تمهيداً للسقوط النهائي، والمشروع الإيراني الخبيث في اليمن سقط تماماً على أيدي الشرعية والتحالف العربي.. واليمن عائد إلى شعبه ومنطقته العربية لا محالة".

تزامناً مع الانسحاب من الاتفاق النووي

وتتزامن هذه الانتصارات لقوات التحالف العربي، كما قدّر مراقبون، مع قرار انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، الذي نزل كما وصفته صحيفة "البلاد" السعودية "برداً وسلامة" على الشارع اليمني؛ لكونه أكثر المتضررين من اتفاق ساعد مليشيا الحوثي الانقلابية في امتلاك صواريخ باليستية.

واستبشر اليمنيون بتحولات نوعية في المشهد العسكري، عبر القضاء على المشروع الإيراني فى البلاد. وكشف الابتهاج الشعبي لخروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عن حالة سخط كبيرة تسيطر على اليمنيين إزاء تصرفات المليشيا وفقاً لنشطاء حقوقيين.

وأكد ناشطون حقوقيون يمنيون على "تويتر" أنّ احتفال قاطني صنعاء بالقرار يمثل تحدياً قوياً لمليشيا الحوثي التي تتخذ من عبارة "الموت لأمريكا" شعاراً لها.

لا يستبعد المتابعون والمحللون العسكريون إمكانية توجيه واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة، ضربات عسكرية ضد إيران

وأجبرت المليشيا الإيرانية اليمنيين على الدخول في حرب بالوكالة عن إيران التي تمدهم بالأسلحة والصواريخ الباليستية والخبراء، وهي حرب استنزفت اليمن اقتصادياً وبشرياً، وقذفت باليمنيين إلى حافة أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حسب تقارير منظمات دولية متطابقة.

وفيما توقع البعض بأن تتخذ المليشيات ما حدث من احتفالات ذريعة لتنفيذ حملة اعتقالات وملاحقات بحق مدنيين مناهضين لسياساتها، إلا أنّ ترجيحات المراقبين، كما ذكرت "البلاد" تؤكد أنّ احتفالات صنعاء كانت مؤشراً خطراً لدى الحوثيين "الذين طالما راهنوا على امتلاكهم حاضنة فيها، تخولهم من حشد مقاتلين جدد كوقود لإبقاء جذوة الحرب مشتعلة دون انطفاء".

 

حدث عاصف بكل المقاييس

في المقابل، أكد محللون سياسيون وعسكريون يمنيون أنّ القرار الأمريكي الأخير بشأن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران سيكون لها تداعيات مباشرة على مجريات الحرب الدائرة في اليمن.

وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ماجد المذحجي إن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران يمثل حدثاً عاصفاً بكل المقاييس، وسيجعل اليمن تحديداً في قلب عاصفة إقليمية وشيكة الحدوث.

وأوضح المذحجي، أن الجميع مدرك تماماً أنّ إيران تستغل حلفاءها في اليمن كورقة لتمرير مخططاتها ومشاريعها القذرة، وعلى الأرجح فإنها لن تفوت استخدام اليمن كمنصة متقدمة لإرسال رسائل أكثر عنفاً، كرد فعل تجاه أي تحرك عدائي أمريكي محتمل بحقها.

وفي ظل التداعيات المتسارعة، لا يستبعد المتابعون والمحللون العسكريون إمكانية توجيه واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة، ضربات عسكرية ضد إيران، عبر استهداف حلفائها الحوثيين في اليمن.

وقال ترامب في خطابه إن إيران دعمت ولا تزال مليشيا حزب الله وتنظيم القاعدة ومليشيا الحوثي في اليمن، وإن واشنطن ستعمل مع شركائها على إنهاء خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تهدد به استقرار المنطقة.

استهداف عسكري أمريكي للعمق الإيراني

ويرى المحلل العسكري، العقيد نجيب الجبري، أنّ انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي سيفتح باب الاحتمالات على مصراعيه، ومنها إمكانية حدوث استهداف عسكري أمريكي مباشر لمواقع في العمق الإيراني.

الإمارات كان لها دور كبير إلى جانب السعودية في كل ما تحقق من إنجازات على صعيد تحرير اليمن

وقال الجبري إنّ الاحتمال الأقرب سيكون في معاقبة إيران بواسطة حليفهم الحوثي في اليمن، إما بالاستهداف المباشر أو عبر رفع وتيرة العمليات العسكرية للقوات الموالية للحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، لتسريع حسم الأمور ميدانياً، دون التعويل كثيراً على الحلول السلمية والمفاوضات السياسية.

وكان مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة القائم بأعمال وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد علي المقدشي، أكد في وقت سابق أنّ المشروع الإيراني لا يستهدف اليمن وحسب، بل يستهدف منطقة الجزيرة العربية بكاملها، وأن إيران أرادت أن تجعل من ميليشيا الحوثي خنجراً مسموماً في خاصرة الأشقاء وبؤرة خطر على خطوط الملاحة الدولية.

تضحيات الإمارات

وقال المقدشي لصحيفة "البيان" الإماراتية إنه قبل ثلاثة أعوام كانت العصابات الحوثية تسيطر على أغلب مناطق اليمن، وكانت هي التي تهاجم وتسيطر على المواقع والمحافظات، "لكن وبعد تأسيس الجيش الوطني وانطلاق أولى كتائبه العسكرية إلى المعركة ومعها المقاومة الشعبية بإسناد ودعم من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أصبح العدو يفقد المحافظات والمناطق تلو الأخرى".

وأوضح أنّ دولة الإمارات كان لها دور كبير إلى جانب السعودية في كل ما تحقق من إنجازات على صعيد التحرير وإعادة بناء وتأسيس المؤسسة العسكرية، مضيفاً "ضحت الإمارات بكوكبة من رجالها في سبيل تحرير اليمن، ولها دور كبير في عمليات الإغاثة والإعمار وكذلك في محاربة الإرهاب الذي لا يقل أهمية عن محاربة الحوثي، كما كان لها دور مشهود في تحرير ساحل حضرموت من العناصر الإرهابية مع بقية دول التحالف العربي".