رضوخ وتلويح بـ"انتقالي شمالي"..

تحليل: لماذا يسعى "هادي" لإعادة تحالفاته شمال اليمن؟

رئيس الحكومة الجديد معين عبدالملك يؤدي اليمين الدستورية امام الرئيس هادي في الرياض - سبأ

القسم السياسي

كشفت مصادر يمنية مقربة من حكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي عن توجه لرئيس الحكومة الجديد معين عبدالملك، لتشكيل حكومة تكنوقراط، يحصل اليمنيون الشماليون فيها على ما نسبته 90 % من حقائب الحكومة الجديدة التي أدى رئيسها اليمين الدستورية الخميس في العاصمة السعودية الرياض.

وقالت مصادر يمنية لـ(اليوم الثامن) "إن رئيس الحكومة اليمنية الجديد اشترط عدم التدخل في طرح أي شخصيات عليه في التشكيل الحكومي الجديد"؛ فيما اعترض الملياردير حميد الأحمر على قرار تعيين عبدالملك رئيسا للحكومة اليمنية، على الرغم من ان والده على علاقة وثيقة بالزعيم الإخواني المقيم في تركيا، الأمر الذي فتح امكانية الحوار حول الحكومة المرتقب تشكيلها خلال الايام القليلة القادمة.

وتربط حميد الأحمر وعبدالملك سعيد سفير اليمن السابق لدى الدوحة علاقة وثيقة، بل ان الأخير أحد ابرز الدبلوماسيين اليمنيين الذين أعلنوا تأييدهم للانتفاضة اليمنية ضد نظام رئيس اليمن السابق علي عبدالله صالح في العام 2011م.

 اعتراض حميد الأحمر

 

وأعلن الزعيم الإخواني والملياردير حميد الأحمر اعتراضه على آلية تعيين الرئيس عبدربه منصور هادي لمعين عبدالملك رئيساً للوزراء، خلفاً لرئيس الحكومة السابق أحمد بن دغر الذي احيل للتحقيق بتهمة التورط في قضايا فساد كبيرة.

وقال الأحمر – شريك الحرس الثوري الإيراني في شركة الاتصالات سبأ فون - إنه يستغرب من تجاهل هادي لبنود المبادرة الخليجية التي تعتبر أحد أهم المرجعيات التي يستمد منها شرعيته".

وقال الأحمر"إن هادي يعلم أن المبادرة وآليتها التنفيذية لم تعطه حق تسمية رئيس الحكومة أو تغييره".

وأتهم الأحمر المقيم في تركيا الرئيس اليمني بالانقلاب على المبادرة الخليجية، قائلا "لن نرضى بالانقلاب على المبادئ والمرجعيات من أياً كان، وليست هذه هي الدولة المؤسسية التي بشرت بها مخرجات الحوار وأكدت القرارات الدولية على احترامها".

وتوعد الأحمر بالتصعيد الإعلامي والسياسي ضد حكومة الرئيس الانتقالي المقيم في السعودية، قائلا "لن نصمت على الممارسات الخاطئة للرئيس هادي".

حكومة تكنوقراط وضوخ هادي لابتزاز الإخوان

 

وكشف الأمين العام المساعد لمجلس وزراء حكومة اليمن الدكتور أبا الفضل الصعدى، بعض تفاصيل التشكيل الحكومي المرتقب الذي يعكف رئيس الوزراء الجديد الدكتور معين عبد الملك علی دراسته حاليا، وفقا لما أوردته صحيفة اليوم السابع المصرية.

وقال الصعدي فى تصريح لـ(اليوم السابع) "نحن بحاجة إلى حكومة تكنوقراط تدير المرحلة الحالية إلى أن نعبر الأزمة بعيدا عن المحاصصة الحزبية، وفى هذا الإطار هناك تغييرات كبيرة متوقع حدوثها بشأن الحقائب الوزارية خلال الأيام القليلة القادمة تتزامن مع تعيين الدكتور معين عبدالملك رئيسا جديدا لمجلس الوزراء ، موضحا أن هذه التغييرات تهدف فى مجملها لتقليص العدد الحالى من الوزارات والتى تبلغ 36 وزارة وهو ما لا يتناسب مع الظروف الاقتصادية العصيبة التى تمر بها اليمن إلی أن تصبح عدد الحقائب الوزارية 16 فقط.

وأفاد المسؤول اليمني أن هذا التغيير سيكون من خلال إلغاء بعض الوزارات ودمج الوزارات المتشابهة فى طبيعة عملها مثل السياحة والثقافة والإعلام فى حقيبة واحدة، وأيضا المالية والتخطيط فى حقيبة واحدة، وبالنسبة الخارجية ستدمج مع شئون المغتربين والتعاون الدولى، والكهرباء والمياه، و الثروة السمكية مع الزراعة والتربية والتعليم ستدمج مع التعليم العالى.

وأكد أبا الفضل ، أنه سيتم تشكيل حكومة مصغرة من الوزارات السيادية المهمة فى هذه الفترة أشبه بحكومة تصريف الأعمال قوامها الأساسى وزارات الدفاع والخارجية والداخلية والمالية والكهرباء تكون مهمتها الأساسية إصلاح الأوضاع الاقتصادية المتأزمة وحل المشكلات الملحة للمواطن اليمنى، ومتابعة الأوضاع فى المحافظات التى توشك على التحرر.

 

 التلويح بـ"مجلس انتقالي شمالي"

 

ولوح الزعيم القبلي الشيخ محمد بن ناجي الشايف عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام , عضو مجلس النواب ، بتشكيل مجلس انتقالي شمالي، على غرار المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي طالب الرئيس عبدربه منصور هادي بالحوار معه، وعدم الانجرار وراء من يعملون على تجاهل مطالب الجنوب وزيادة الهوة بين الشرعية والانتقالي الجنوبي.

ووجه الشايف تهديدات مبطنة للرئيس هادي الذي يقول قادة يمنيون في حزب المؤتمر انه علم على إقصاء المؤتمريين قائلا "انه يعتزم انشاء مجلس انتقالي شمالي، على غرار مجلس الجنوبي".. مبررا ذلك "بعجز الشرعية وفساد القوى الحزبية وتعمد بعض القوى على اطالة امد الحرب , واصبح محاربة الحوثيين لديها بمثابة اسقاط واجب، غير اهبة بما يعانيه الشعب اليمني جراء ذلك من مأسي".

محاولة أعادة تحالفاته مع القوى الشمالية

 تشير مصادر سياسية قريبة من حكومة الرئيس الانتقالي الى انه رحب بمقترح قدم له بمنح الشمال 10 حقائب وزارية من اصل 16 حقيبة في التشكيلة الجديدة، تمنع بالتقاسم بين حزبي المؤتمر الشعبي العام الموالي لهادي وحزب الإصلاح الإخواني.

وأكدت المصادر ان حقيبتي "الدفاع والداخلية" ستكون بالتقاسم بين المؤتمر والإصلاح، وان هناك من قدم هاشم الأحمر في حقيبة الدفاع لكسب ود رجل الاعمال اليمني حميد الأحمر"؛ والذي يمتلك استثمارات ضخمة في اليمن وخارجه ابرزها شركة اتصالات سبأ فون التي متلك الحرس الثوري الإيراني جزءا منها، وفقا لوثائق نشرها تحقيق استقصائي.

ولفتت المصادر إلى ان هناك حالة من الشد والجذب، والخلافات التي نشبت قبيل الإعلان عن الحكومة المرتقبة".

ويعتقد هادي ان منح الشمال حقائب وزارية جديدة في حكومة التكنوقراط، سوف يعزز من إمكانية مواجهة القوى الجنوبية التي تعارض مشروع دولة اليمن الاتحادية المكونة من ستة أقاليم.

 

رفض تسوية سياسية مع الانتقالي الجنوبي

وأكدت وسائل إعلام عربية أن التغييرات المرتقبة في بنية الشرعية باليمن و التي وصل النقاش حولها إلى مرحلة متقدمة لا يزال يتهددها وجود العديد من الأطراف المتحفظة على أي تغيير من هذا النوع وفي مقدمة هؤلاء حزب الإصلاح ودوائر مقربة من الرئيس هادي، حيث تبدي هذه الدوائر رفضها لعقد أي تسوية مع المجلس الانتقالي وعودة نائب الرئيس ورئيس الوزراء السابق خالد بحاح وتفضل سيناريو الصدام بين الحكومة والانتقالي في عدن، في الوقت الذي يبدي فيه الرئيس عبدربه منصور هادي رفضا قاطعا حتى اللحظة لعودة بحاح والموافقة بشكل مبدئي على مبدأ التغيير.

 

وزير إخواني يرفض المصالحة مع الجنوبيين والتمترس في سيئون

 

وقال موقع بغداد بوست "إن وزير الأوقاف أحمد عطية، وهو محسوب على الإخوان، عارض المصالحة بين الجنوبيين والحكومة، وعزا ذلك إلى أن (اليمن) في حالة حرب وأنه من الصعب تغيير الحكومة، وأن الأمر يتطلب اجتماع أغلبية أعضاء مجلس النواب".

وكشف الموقع العراقي ان هادي قد ربما يذهب للإقامة في سيئون حضرموت والخاضعة لسيطرة تنظيم الإخوان المسلمين، حيث يسعى الاخوان الى الدفع بهادي الى تغيير اقامته من الرياض الى سيئون التي يوجد بها مطار دولي وتخضع لسيطرة قوات موالية لنائب الرئيس علي محسن الأحمر، وذلك لقيادة حرب جديدة ضد الجنوب".

وقال الموقع "برزت دعوات لعودة الرئيس هادي إلى إحدى مناطق سيطرة الحكومة وخوض مواجهة جديدة ضد الانتقالي والتحالف العربي في نفس الوقت، بحسب ما تكشف عنه حالة الانفعال الإعلامي لناشطي حزب الإصلاح وأطراف محسوبة على هادي".

وكشفت بغداد بوست على لسان مصادر مطلعة  عن تسريب وسائل إعلام مقربة من الحكومة أنباء عن عودة محتملة للرئيس هادي لمزاولة عمله من تعز، أو سيئون في شمال حضرموت، بينما يقترح مقربون من هادي عودته إلى محافظة المهرة، وفتح قنوات اتصال غير اعتيادية مع مسقط".