تركيا تكذب حول قتال داعش..

ترجمة: " فورين بوليسي" تفتح النار على أردوغان

تدريبات مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا في مخيم شمال سوريا - الفرنسية

محرر الشؤون الإقليمية
محرر الشؤون الاقليمية والملف الإيراني

فتحت مجلة فورين بوليسي النار على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأتهمته بالكذب حول قتال تنظيم الدولة  الإسلامية، وانها لن تكون شريكا مع الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة إيران.

وكتبت المجلة "يبدو أن تركيا انتقلت من خصم للولايات المتحدة إلى شريك في غضون بضعة أشهر؛ فالرجل الذي اتهمه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتهمة “شن حرب اقتصادية” على بلاده أي ترامب سيزور تركيا في عام 2019.

وقد أجرى الزعيمان مكالمتين هاتفيتين في غضون 10 أيام. وبالطبع، فإن “ذوبان الجليد المفاجئ” يرتبط مباشرة بقرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا في أقرب وقت ممكن، تاركًا المنطقة لإردوغان، الذي سبق أن هدد الضباط الأمريكيين بـ”صفعة عثمانية”، وساهم في تعقيد الأمور على الأمريكيين أثناء قتالهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية بهدف زعزعة الاستقرار.

لا يبدو أن إردوغان ينوي الالتزام بعهوده، مع ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة وتركيا قد قاما بحل خلافاتهما، رغم أن مصالحهما في سوريا لا تتوافقان.

لا يعرف أحد على مستوى الدقة لماذا أعلن ترامب سحب قواته من سوريا، لكن من المرجح أن للأمر علاقة بقرار سابق لترامب حول انتشار القوات الأمريكية في الخارج. على أي حال، ستؤدي الخطوة إلى إنهاء العلاقة بين قوات حماية الشعب الكردية والولايات المتحدة.

لقد كانت هذه القضية دائمًا المشكلة الأكبر بين أنقرة وواشنطن، لكن قد يكون من المفاجئ أن خطوات ترامب لها علاقة مباشرة بسياسته ضد إيران؛ ففي الإدارة الأمريكية من يعتقد أن من خلال الانسحاب من سوريا وترك وحدات حماية الشعب، فإن واشنطن تسحب تركيا من مدار إيران إلى خط ترامب، وهذا ما يؤدي إلى دفع إردوغان إلى أن يصبح شريكًا في مواجهة إيران. لكن حقيقة الأمر أن الأتراك لم يكونوا يومًا شريكًا في هذا الجهد، بل على العكس ساهموا في تجنيب إيران آثار العقوبات الأمريكية خلال فترة طويلة من ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وحتى اليوم، تطالب أنقرة بالحصول على استثناء دائم يسمح لها باستيراد النفط الخام من إيران.

لا يرى المسؤولون الأتراك في إيران تهديدًا، وبالنسبة لهم يمكن أن توفر طهران فرصة اقتصادية هامة، ونفوذًا اقتصاديًا ضد الولايات المتحدة. خلال ولاية أوباما، كان إردوغان يظهر بشكل متكرر في طهران وهو يثني على القيادة الإيرانية، ويوفر التغطية على أنشطتها النووية. كان الهدف الرئيس لمثل تلك التحركات هو دفع الولايات المتحدة بعيدًا عن الاعتقاد بأن تركيا يمكن أن تكون حليفًا. يستمر هذا الأمر حتى الآن؛ فخلال الأسابيع الماضية، التقى وزير الخارجية التركي بنظيره الإيراني في إسطنبول، بطريقة توحي بغموض مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا، وبغموض مرحلة دفع الأتراك بعيدًا عن إيران.

بعد الإعلان الأمريكي عن “انتهاء المهمة ضد داعش”، عدل ترامب إعلانه قائلًا إن “تركيا ستكمل المهمة”، بما يوحي بعدم دقة المبرر وراء الإعلان الأمريكي. في المحصلة، كانت تركيا متقلبة في سياساتها بشأن قتال تنظيم الدولة؛ فعندما ذهب أوباما لقتال داعش عام 2014، قال الأتراك إن أفضل طريقة هي تغيير النظام السوري. بعد ذلك بقرابة سنة، أعلنت تركيا أن لديها أولوية قتال الأكراد، ولم تشترك على الأرض في قتال داعش، أي العملية التي اقتصرت على وحدات حماية الشعب والأمريكيين.

والآن يفترض بنا تصديق أن إردوغان ملتزم بمحاربة داعش؟ لطالما كان قلق تركيا الدائم هو تدمير منطقة الحكم الذاتي الكردية. سيكون الانسحاب عملية لإزالة العقبة الرئيسة أمام الأتراك لمواجهة الأكراد، وهذه كلها أسباب تدفعنا إلى الاعتقاد بأن الأتراك لن يولوا أي اهتمام لداعش، وسيتابعون حربهم ضد الأكراد.