دور فاعل للمرأة الإيرانية..

تقرير موثق: عام واحد لمواصلة الاحتجاجات في إيران

عام واحد لمواصلة الاحتجاجات في إيران ودور النساء الإيرانيات فيها

محرر الشؤون الإقليمية
محرر الشؤون الاقليمية والملف الإيراني

اعدت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تقريرا بشأن دور النساء الإيرانيات في الاحتجاجات بعد مرور عام على انطلاق انتفاضة الشعب الإيراني.

وذكر التقرير الذي نشره موقع مجاهدي خلق، وحصلت صحيفة اليوم الثامن على نسخة منه :"انه بعد مرور عام على بدء الانتفاضات، يتطلب الأمر إلقاء نظرة على دور المرأة في عام من الاحتجاجات المستمرة في إيران.

يوم 7 ديسمبر 2018 انطلق مايقارب 10،000 شخص إلى شوارع مدينة مشهد واحتجوا على مشكلة الغلاء. كان عدد النساء في هذا الاحتجاج  كثير جدًا وأصواتهن قوية ومشاركتهن نشطة. كما شهد شهود عيان بشأن دور المرأة في المظاهرة، كيف كان قويًا.

كانت المظاهرات في مشهد شرارة لسلسلة من الانتفاضات والاحتجاجات المستمرة ضد الحكومة في جميع أنحاء إيران، مما جعل أفق تغيير النظام والإطاحة بالإستبداد الديني المقارع للنساء أقرب ما يمكن.

تم خلق واحدة من المشاهد الجريئة في اليوم الثاني من الاحتجاجات من قبل امرأة بمدينة همدان. وهي، التي وقفت في حلقة من حراس الأمن، وصاحت «الموت لخامنئي». كانت هذه هي المرة الأولى التي يرفع فيها أحد هذا الشعار، ويكررها أمام عناصر الأمن مرتين أو ثلاث مرات قبل أن تسحبها صديقتها بسرعة.

دور المرأة في الخط الأمامي

طوال العام الماضي ، منذ 28 ديسمبر كانت النساء في الخط الأمامي و في طليعة معظم الاحتجاجات.

في 9 أشهر منذ شهر مارس حتى الان ، شاركت النساء بنشاط في 850 حركة احتجاجية على الأقل. هذا بالمقارنة بما مجموعه 436 حركة احتجاجية خلال العام الماضي، تم فيها تسجيل مشاركة المرأة بنشاط.  كما شاركت الطالبات في ما لا يقل عن 300 من الحركات الاحتجاجية الطلابية منذ ديسمبر الماضي.

 

احتجاجات المعلمين

كانت النساء في الخط الأمامي في احتجاجات المعلمين على الرغم من المخاطر والتهديدات العديدة. يوم 10 مايو 2018 ، شهدت إيران احتجاجات المعلمين في جميع أنحاء البلاد في 32 مدينة بسبب تدني رواتبهم، والظروف المعيشية الصعبة وعدم تلقي مستحقاتهم للتأمين وغيرها من المزايا  وكذلك عدم دفع رواتبهم المتأخرة لعدة أشهر.

شاركت النساء على نطاق واسع في جولتين أخريين من إضراب واعتصام المعلمين والتربويين يومي 14 – 15 أكتوبر وكذلك في 13 -14 نوفمبر.

انتفاضات في شهر أغسطس

في أغسطس، أثرّت النساء الإيرانيات تأثيرًا كبيرًا على موجة الاحتجاجات الجديدة التي اجتاحت جميع أنحاء البلاد.  بحيث أجبرت قوات الحرس على الاعتراف بذلك. واعترفت وكالة أنباء «فارس» التي تعكس مواقف قوات الحرس بدور النساء الإيرانيات كقوة دافعة ومحركة للاحتجاجات.

وأفادت وكالة فارس للأنباء: خلال انتفاضات بمدينة كرج، تم رصد واعتقال 20 من قادة التجمعات حيث كان معظمهم من النساء. (وكالة فارس للأنباء 5 أغسطس 2018).

في تقرير آخر، أبرزت الوكالة دورالمرأة في قيادة الاحتجاجات. وورد في التقرير: من الجدير بالذكر أن المرأة اليوم كما في الأيام الماضية، كانت تقود هؤلاء الأفراد. (وكالة فارس للأنباء 5 أغسطس 2018)

كما اعترفت الوكالة  بمشاركة نشطة للنساء في المشهد وأهمية هذه المشاركة وكتبت تقول:  هذا الوضع أي  مشاركة  نشطة للنساء مهم أيضًا في احتجاج المدن الأخرى.

وفي سياق ذي صلة كان الحرسي «رسول سنايي راد» المسؤول السياسي في المكتب السياسي والعقائدي للولي الفقيه قد اعترف بأن  28٪ من المعتقلين خلال انتفاضة أغسطس مناهضة للحكومة هن من النساء.  كما أكد بشأن الاعتقالات  في انتفاضة ديسمبر قائلًا: سبق أن  كان عدد النساء المعتقلات بين 5 ٪ و 7 ٪ ( وكالة أنباء مهر الحكومية- 15 أغسلطس 2018)

 

مدن منتفضة

كان للنساء دور نشط في جميع الانتفاضات والاحتجاجات للشرائح في مختلف المدن الإيرانية.

 

محافظة خوزستان:

منذ شهرمارس شاركت النساء في احتجاجات أسرالعمال المعتقلين للمجموعة الوطنية لصناعة الصلب بمدينة الأهوازومواطنين منهوبة أموالهم من قبل المؤسسات المالية المحتاله وكذلك في احتجاج لمدة شهر على تصريحات مهينة ضد العرب الإيرانيين حيث تم بثها على التلفزيون الحكومي. وفي الآونة الأخيرة ، في شهري أكتوبر ونوفمبر، دعمت النساء بقوة لعمال  قصب السكر في هفت تبه بمدينة شوش وأيضًا عمال صناعة الصلب بمدينة الأهواز وشاركن أكثر من شهر في الإضرابات والاحتجاجات.

مديينة كازرون:

خرج الآلاف من أهالي مدينة كازرون بمن فيهم عدد كبير من النساء الشجاعات  للمظاهرات، في أواخر مايو لعدة أيام متتالية ضد تقسيم مدينتهم.  وهم انطلقوا أمام القوات الحكومية ومركبات لقوات مكافحة الشغب للمسيرة و المظاهرات وهتفوا شعار: «نحن أهل النضال نساء ورجالًا نتحداك في تقسيم المدينة».

 

مدينة أصفهان:

احتشد مزارعو أصفهان ثلاثة أيام متتالية 9-11 أبريل 2018 في ساحة خوراسغان بأصفهان ثم انطلقوا للمظاهرات. وكانت للنساء مشاركة نشطة في المظاهرات رغم انتشار واسع لعناصر الأمن الداخلي.  وفي يوم الخميس اعترفت صحيفة «شرق» الحكومية بدخول النساء في الاحتجاجات و دورهن فيها. واحتج  وتظاهرالمزارعون في شرق أصفهان لأكثر من شهر للحصول على حصتهم المائية من نهر«زاينده رود» الذي حرف من أجل أهداف قوات الحرس ولا تصل إلى مزارعهم.

 

مدينة برازجان:

في يوليو / تموز، أقيمت احتجاجات ضخمة بشأن مشكلة شحة المياه وفقدان مياه الصالح للشرب في برازجان ، ثاني أكبر مدينة في محافظة بوشهر.  و كان أهالي مدينة برازجان مستائين من الوضع المائي في مدينتهم. وكان دور المرأة في احتجاجات برازجان للاعتراض على شحة المياه نشطًا وصاخبًا في حرارة الصيف.

مدينة خرمشهر:

احتجت نساء  بمدينة خرمشهر برفقة الآلاف من الناس من هذا الميناء الرئيسي في جنوب غرب إيران من 29-30يوليو والأول من أغسطس ، احتجاجا كبيرًا على شحة المياه الصالح للشرب لمدة ثلاثة أيام.

وانتفض شباب خرمشهر الشجعان بأيديهم الفارغة لمواجهتهم ورددوا شعارات: «الموت لخامنئي» و«الموت للجمهورية الإسلامية» و«الموت لروحاني» و« ليرحل الملالي لا تفيدهم الدبابة والمدفعية».

 

 مدينة مشهد:

يوم الخميس 12أبريل 2018 نظمت مجموعة من النساء والرجال المنهوبة أموالهم من قبل مؤسسة «بديده شانديز» بمدينة مشهد  مرتدين الأكفان احتجاجًا ضد المؤسسة  مطالبين بإعادة أموالهم بعد مرور أربع سنوات.

مدينة رشت:

احتجت نساء كل أسبوع ضد مؤسسة كاسبين الناهبة والتابعة لقوات الحرس مطالبات بإعادة أموالهن المنهوبة.

نابض مضغوط

كانت الغاية من هذه المراجعة الموجزة هو التعرف على دورالنساء الإيرانيات في الانتفاضات والاحتجاجات خلال العام الماضي.  وشاركت هؤلاء النساء في جميع الاحتجاجات لمختلف الشرائح  وكانت يعملن بمثابة قوة دافعة.

بدأت النساء الشجاعات في إيران نضالهن ضد ديكتاتورية الملالي في العام 1978، بعد أسبوعين من مجيئهم على السلطة وتحمّلن معاناة عديدة  وقدمن تضحيات كبيرة خلال الاعتقالات والمجازرالواسعة التي بدأت في العام 1981و مع عشرات الآلاف من الشهداء، وسطرن سجلا مشرقا من النضال من أجل حرية الشعب والبلاد. ولم يفقدن إيمانهن بالنصر وحصلن على مكانتهن العادلة  في قيادة المقاومة الإيرانية.

وهكذا، في غضون أربعين عاما تم تخزين إمكانات هائلة في نضال النساء في إيران، اللاتي يتمتعن  بقدرة كنابض مضغوط للقضاء على الديكتاتورية الدينية الحاكمة. النساء الإيرانيات العازمات على قلب صفحة  تاريخ بلادهن في القرن الحادي والعشرين، ويستحقن بدعم جميع الشعوب الداعية للحرية في العالم.