آخر التطورات الداخلية والدولية..

تقرير: ماهي آثار الحروب والصراعات الداخلية في إيران؟

السخط الشعبي دفع الناس للخروج للشوارع والاحتجاج رغم مناخ الرعب والقمع

محرر الشؤون الإقليمية
محرر الشؤون الاقليمية والملف الإيراني

إن البحث في تطورات ايران سوآء على الصعيد الدولي أو الداخلي يظهر لنا بوضوح بأن نظام الملالي على وشك السقوط.
وسائل إعلام النظام نقلا عن المسؤولين الإيرانيين أعلنت بأن أكثر من ٨٠% من الشعب الإيراني يعيش تحت خط الفقر.

الغلاء الضارب في السلع الأساسية أدى لتشكيل صفوف طويلة من الشعب لشراء كيلو من اللحم المجمد أو كيلو سكر أو كيلو لحم دجاج في أغلب المدن الإيرانية. وفي بعض المدن كتبريز مثلا أغلقت المخابز بسبب عدم توفر الطحين لعدة أيام.


وفي ظل هذه الظروف وعلى أثر الحرب والصراعات الداخلية بين عصابات النظام المتصارعة يتم أحيانا الكشف عن بعض حالات الفساد والسرقة التي يقوم بهت رؤوس ومسؤولو النظام وهذا الأمر محيرا جدا بالفعل. حيث في نفس هذه الأيام تم فضح اختلاس ما يقارب ٧ مليار يورو من قبل مسؤولي النظام.


السخط الشعبي دفع الناس للخروج للشوارع والاحتجاج رغم مناخ الرعب والقمع. ووفقا لتقارير معاقل الانتفاضة من مناصري منظمة مجاهدي خلق حدث في شهر فبراير فقط ٢٤٨ حركة احتجاجية على الاقل في ٧١ مدينة إيرانية من قبل الشعب المنتفض.

وهذا الرقم هو الحد الأدنى لعدد الاحتجاجات التي حدثت بالفعل. ووفقا لاعترافات مسؤولي النظام فإن لمعاقل الانتفاضة دور كبير في توجيه وقيادة الاحتجاجات الإيرانية.


وقد استطاعت معاقل الانتفاضة خلال شهر واحد حرق أكثر من ١٢٤ رمزا للنظام بما في ذلك قواعد ومراكز البسيج وصور خامنئي وما يسمى بالحوزات العلمية في جميع أنحاء البلاد.


وهذا الأمر كان له تأثير كبير في كسر مناخ الكبت والقمع المفروض.
كما أن الاحتجاجات وسخط الشعب الإيراني وكذلك ازدياد الضغوط الدولية على النظام أدى لتكثيف الصراع بين عصابات النظام المختلفة في هرم الحكم. ولهذا السبب يقبع النظام في مأزق كبير.

ويمكن رؤية ذلك في أمثلة جلية كاستقالة ظريف أو الصراع بين روحاني ولاريجاني حول موضوع فاتف.
ولهذا السبب يرى النظام أن سبيل الحل في مثل هذه الظروف هو القمع والكبت الشديد من أجل السيطرة على الأوضاع ولهذا السبب أيضا رأينا أن خامنئي أجبر على تنصيب الجلاد ابراهيم رئيسي المتورط في مذبحة عام ١٩٨٨ في منصب رئيس السلطة القضائية.


في المشهد الدولي يظهر المؤتمر الدولي وارسو لمواجهة النظام الإيراني وتكثيف خلاف أوروبا مع النظام على الإرهاب والبرنامج الصاروخي وتكثيف العقوبات الدولية أن النظام يعيش في عزلة دولية متزايدة.


في الجانب المقابل استطاعت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أن تظهر قوتها بلا منازع على الصعيد الداخلي والدولي في معركتها مع النظام، ففي داخل البلاد وسعت معاقل الانتفاضة من نشاطاتها في جميع المدن الإيرانية وفي المشهد الدولي فقد كان حضور المقاومة الإيرانية القوي في جميع المجالات ملفتا للغاية.


هذه هي الحركة التي استطاعت في ٨ مارس ٢٠١٩ أن تنظم مظاهرات كبيرة جدا في واشنطن بحضور مئات الإيرانيين وقد ظهرت الشخصيات الأمريكية وممثلو الكونغرس الأمريكي إلى المشهد للدفاع عن الشعب الإيراني وبعد يوم واحد من ذلك تم تشكيل مظاهرات كبيرة في لندن في القارة الأوروبية أيضا ناهيك عن أننا رأينا مظاهرات الإيرانيين في وارسو أيضا.


منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي المنظمة الوحيدة التي كانت فاعلة جدا في نفس الوقت في نشاطات معاقل الانتفاضة في الداخل وأيضا في الخارج في تشكيل أكبر مظاهرات في أوروبا وامريكا وبتشكيل المؤتمرات المتعددة في فضح إرهاب النظام وانتهاكه لحقوق الإنسان في المحافل الدولية.


إن قدرة هذه المنظمة المعارضة على التواجد في آن معا في جميع الجبهات هو علامة وإشارة ودليل على شعبيتها الاجتماعية الواسعة وقوة المنظمة وتشكيلاتها المنظمة ورفيعة المستوى.


ولا يوجد أي مجموعة إيرانية تدعي المعارضة استطاعت حتى الآن إنجاز واحد بالألف مما أنجزته منظمة مجاهدي خلق على المستوى الداخلي والدولي وحتى أنه لا توجد مجموعة معارضة استطاعت حرق مقر واحد لقوات البسيج في إيران على الرغم من أن منظمة مجاهدي خلق استطاعت حرق ١٢٤ مركزا مذكورا خلال شهر واحد فقط.


وحقيقة لهذا السبب يعتبر النظام منظمة مجاهدي خلق عدوه الرئيسي ولهذا السبب أيضا يعتبر النظام أن الطريق الوحيد لمنع سقوطه هو يكمن في شيطنة هذه المقاومة وتنفيذ أعمال إرهابية ضدها.


والآمر أصبح واضحا للجميع أن التدخل في شؤون الدول العربية وتصدير الإرهاب هو جزء لا يتجزأ من أساسيات حفظ حياة واستمرار هذا النظام ولهذا السبب هناك طريق واحد فقط لمواجهة تدخلات النظام في دول المنطقة وهو أنه يجب على الدول العربية الوقوف في وجه النظام وطرد هذا النظام من الدول التي أشعل حروبه فيها كسورية واليمن والعراق ولبنان ولكن هذا ليس كافيا فقط وما هو أكثر تأثيرا لكبح جماح هذا النظام ودحره على أعقابه هو الدعم والدفاع الحقيقي والفاعل لبديل هذا النظام أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمتها المحورية منظمة مجاهدي خلق.


وإلا سيستمر النظام الإيراني في الاستغلال والخداع وحرف الرأي العام عن الهدف الأساسي من خلال خلق بدائل مصطنعة كابن الشاه مثلا.


إن الدفاع ودعم انتفاضة الشعب الإيراني ومعاقل الانتفاضة في داخل البلاد هو وظيفة وطنية للدول العربية من أجل الدفاع عن الدول العربية أمام إرهاب نظام الملالي.