إخونة الحكومة الشرعية..

تقرير: كيف ابتلعت السعودية الطعم القطري؟

رئيس الحكومة اليمنية المؤقتة معين عبدالملك

عبدالله محمد جاحب

منذ تعيينه في منتصف أكتوبر من العام الماضي خلفاً لأحمد عبيد بن دغر، ومعين عبدالملك الذي ينحدر من أصول تعزيّة، يحمل في طياته مشروع مناهض وخطر محدق للجنوب سياسياً ودبلوماسيا وعسكريا.

يسعى رئيس الوزراء المعين في أكتوبر الماضي إلى تنفيذ منظومة ومشروع يناهض ويكبح كل التحركات الإيجابية صوب عملية إرساء الدولة الجنوبية وأسس قواعدها وحضورها وتواجدها على الأراضي الجنوبية في كل النواحي والجوانب التي تفضي إلى الوصول إلى عودة الدولة الجنوبية.

أصبحت تحركات ومشروع رئيس الوزراء معين سعيد عبدالملك واضحة، وأهدافه مكشوفة وغاياتها مفضوحة إلى العيان، وانكشفت سموم الخطر القادم من تعز الذي يحمله "معين".

إن التعيين والزجّ به نحو كرسي رئاسة حكومة هادي لم يكن إلا صدفة أو تشابه في الأسماء أو خطأ سعودي- أمريكي ودولي وإقليمي أو تجربة لخوض غمار صراع مرحلة معقدة ونزاع على صفيح ساخن.

ذلك الخطر الذي يحمله "معين" أضحت معالمه وملامحه تلوح في رقعة الأفق الجنوبية، حيث كثف رئيس الوزراء جهوده والعمل على استباق الأحداث أو المتغيرات للمرحلة التي بدأت ترتسم خارطتها من خلال إصدار تعليمات بصرف وثائق شخصية (بطائق) لمواطنين شماليين على أنهم من سكان محافظة عدن، تلك الخطوة هي عملية استباقية لأي استفتاء قادم لتقرير المصير على الأراضي الجنوبية، وعملية تغيير ديمغرافي، ومحاولة طمس المعالم السكانية للأراضي الجنوبية.

وصعد رئيس الوزراء من خطره تجاه الجنوب ومشروعه في الأيام الماضية وعمل على تصعيد متنامٍ ضد الجنوب من خلال غزو المرافق والمؤسسات الحكومية في العاصمة عدن بكمّ هائل من الجنسيات الشمالية في الوظائف الإدارية.

ذلك التصعيد المتنامي ينذر بخطر قادم صوب الجنوب ومشروعه قادم من معين يحاول تثبت جذوره واستباق أي متغيرات وأحداث ومعطيات تعصف بها قادم المرحلة.

أصبح رئيس الوزراء معين عبدالملك هو الخطر الذي يجب اجتثاث ومراقبة وكبح تحركاته وخطواته، كونه يشكل المشروع المناهض الذي يسعي إلى إجهاض مشروع عودة الدولة التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي على الأراضي الجنوبية وحامل مشعل التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.

يحمل معين عبدالملك مشروعا انتقاميا شيطانيا تجاه الجنوب ويرمي إلى تطبيقه على أرض الواقع وفقا لمعايير وأسس وقواعد ومنظومة تم الإعداد لها مسبقاً تحت إشراف عدوان ثلاثي الأبعاد (إخواني, حوثي، قطري) بهدف ضرب العمق والمتمثل بالمشروع الجنوبي.

فهل يكبح خطر معين قبل وصوله العمق الجنوبي أم يستمر في غزوه وخطره؟!.

وصول معين عبدالملك إلى كرسي رئاسة الوزراء هو عبارة عن طبخة (قطرية) بمعايير ومستحضرات إخوانية، تم إعدادها وتجهيزها في المطابخ القطرية وتقديمها على المائدة (السعودية) بمذاق ورونق وطعم ورائحة جذبت وأسالت لعاب الأشقاء في العاصمة السعودية الرياض.

جاء وصول معين عبدالملك إلى كرسي حكومة هادي عبر السفير السعودي الذي تربطه بمعين علاقة قوية، فعمل الإخوان على الزجّ بمعين إلى كرسي رئيسة الحكومة الشرعية بعد إعداد وتوجيهات قطرية تحاول اختراق الحكومة الشرعية، والوصول إلى عمق التحالف من داخل الغطاء الدولي والإقليمي (شرعية هادي).

ذلك الطعم القطري الذي تم إعداد في الدوحة وتقديم إلى الرياض عبر الإخوان المسلمين المتمثل بالمرشد العام والأب الروحي علي محسن الأحمر وكان بمثابة وجبة قطرية إخوانية دسمة تم من خلالها الوصول إلى بيت الداء التحالفي لتنفيذ أجندة وأهداف واستراتيجيات وأبعاد قطرية إخوانية بغطاء دولي وإقليمي شرعي وهو معين عبدالملك الطعم الإخواني القطري الذي ابتلعه الرياض دون معرفة آثاره وأضراره السياسية والعسكرية في قادم المرحلة.

أخونة الحكومة الشرعية عبر الفتى (معين)

يسعي الإخوان منذ الوهلة الأولى لسيطرتهم على الحكومة الشرعية ومنابع القرار فيها وجعل منها حكومة إخوانية شرعية وغطاها الدولي والإقليمي لتنفيذ وتمرير مشروعها الإخواني، ولن يكون ذلك إلا بغرس وانتشار وتكرار سيناريو وتجربة الإخوان المسلمين في حكم مرسي في مصر، تلك التجربة التي يعيد فصولها اليوم الفتى الإخواني الذي جاء من فصيل وتيار لصوص ثورة الشباب التي اغتصابها الإخوان بمعية توكل أكذوبة السلام وفتى الإخوان معين.

تلك التجربة انطلقت من ميدان التحرير في مصر واجهضت في مؤسسات ومرافق الحكومية بعد تولي السيسي الحكم والإطاحة بمحمد مرسي.

اليوم يحاول الفتى الإخواني معين إعادة المشهد وتكرار السيناريو من ميدان السبعين بمعية لصوص الإخوان وأكذوبة السلام توكل كرمان على أخونة الشرعية وجعلها جوادًا إخوانيًا يمتطيه معين، وكل ذلك مشهد مكرر وسناريو يعاد فصوله من مشروع إخواني دولي إقليمي ابتدأ في مصر وينتهي في الحكومة الشرعية في فنادق الرياض.