عرض الصحف العربية..

هل يتخذ الحوثيون وضعا هجوميا ضد السعودية والإمارات؟

ارشيفية

BBC العربية

سلطت صحف عربية الضوء على الاتهامات التي وجهها التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية في اليمن، للحوثيين بمحاولة شن هجمات ضد المملكة.

وكانت السعودية قد أعلنت اعتراض صاروخين قالت إنهما كانا يستهدفان منطقة مكة المكرمة واتهمت الحوثيين بإطلاقهما. لكن الحوثيين نفوا استهداف مكة.

"شعارات زائفة"

يقول فهد بن جليد في الجزيرة السعودية: "سيأتي اليوم الذي تلفظ فيه طهران (الحوثي) وتتبرأ منه ومن غيره من الجماعات والأحزاب الإرهابية التي تسبح في فلكها، بعد أن يؤدوا دورهم الخائن لتقدمهم في نهاية المطاف كمطايا وقرابين لمشروعها التوسعي الخبيث في المنطقة والعالم، فطهران في وضع صعب اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وتزيد من الخناق على نفسها اليوم بتورطها كشريكة ومسؤولة عن جريمة استهداف (مكة المكرمة) بصواريخ الحوثي العبثية للمرة الرابعة".

ويضيف الكاتب أن "الأكاذيب والألاعيب التي يرددها الحوثي بشعاراته الزائفة - عربية أو إسلامية أو إنسانية- لم تعد تنطوي إلا على المُغرَّر بهم أو من في قلوبهم مرض وتتوافق أهدافهم وأجنداتهم مع أهداف طهران الإرهابية من المُتآمرين وأعداء الأمتين العربية والإسلامية، فصواريخ الحوثي التي زودته بها إيران تتجه صوب (أقدس البقاع) بيت الله الحرام، وكل شبر من بلادنا المملكة العربية السعودية مقدس وله مكانته عند المسلمين".

تقول القدس العربي في افتتاحيتها: "جماعة الحوثي قد انتقلت بدفاعاتها في وجه التدخل العسكري السعودي والإماراتي في اليمن إلى طراز جديد هجومي، يعتمد وسائل رخيصة الكلفة وتكنولوجيا بسيطة التصنيع، ولكنها في الآن ذاته يمكن أن تتصف بخطورة بالغة، خاصة لأنها يمكن أن تستهدف آلاف الكيلومترات من أنابيب النفط، وعشرات من منشآت الاستخراج والتكرير والضخ، في السعودية والإمارات على حد سواء".

وتضيف الصحيفة: "أعقد الشبكات الدفاعية التي تحيط بالمنشآت النفطية في البلدين، والتي أنفقت عليها الرياض وأبو ظبي مليارات الدولارات، عاجزة جزئياً أو كلياً عن اعتراض هذه الطائرات المسيرة والحدّ من آثارها التدميرية هذا إلى جانب صعوبات كبرى تحول دون نشر أي نوع متقدم من البطاريات الدفاعية يتكفل فعلياً بحماية الشبكات العنكبوتية من أنابيب النفط، وبالتالي هناك شبه استحالة في ضمان عدم وقوع أضرار بيئية فادحة يمكن أن تنجم عن تسرّب الخام".

"تصعيد غير مسبوق"

من جهتها، ترى منى صفوان في رأي اليوم اللندنية أن اليمن "في قلب هذا التصعيد غير المسبوق في المنطقة".

وتقول الكاتبة: "كما تعلم لقد أُجبر اليمن على الدخول إلى حلبة الصراع ، وفُرضت عليه حرب إقليمية، وكون أن الحوثيين كانوا قد تصدوا لها بعد حالة ارتباك عسكري، إلا إن اليمن الآن كله أصبح في قلب العاصفة، وفي صدر المقاومة".

وتضيف صفوان أن "كل يمني بلا شك يرفض الوصاية السعودية، سيرفض قطعا الالتحاق بالمنظومة الإيرانية، إن قرار اليمن المستقل هو المشروع والهدف المنشود، لكن يبدو أن الظرف العسكري الطارئ أجبر اليمن أن يكون رأسا ومنصة إطلاق، وجزءا من محور، وأن يتلقى الدعم أفضل من أن يتلقى الضرب، وأصبح نسخة من تجربة المقاومة الفلسطينية، التي خذلها العرب ودعمتها إيران".

أما هشام الهبيشان فيقول في الثورة اليمنية: "في الآونة الأخيرة بدأ النظام السعودي يخشى من محدّدات عامل الوقت وفاتورة التكاليف من جهة، ومن جهة أخرى حجم الرهانات والمكاسب التي يتوقع أن يحصل عليها كلّ طرف، كمقابل لمشاركته في تحالف العدوان على اليمن... أبدى بعض حلفاء الرياض المشاركين في هذا التحالف تحفظات كثيرة، من خلف الكواليس، حول الهجمات على أهداف مدنية، وبعض البنى التحتية التي ضربتها المقاتلات السعودية في شكل مقصود أو غير مقصود".

ويضيف الكاتب أن "إطالة أمد الحرب العدوانية من دون الوصول إلى نتائج فعلية، مع ارتفاع كلفتها والتي تتحمّل السعودية نسبة كبيرة منها، في ظلّ عدم حصول أيّ اختراق رغم طول المدة، ينبئ بأنّ هناك معادلات جديدة بدأت تدخل إلى طبيعة هذا التحالف، ما سيعطي نتائج أكثر سلبية على المدى القصير المنظور للقوى التي تشارك في هذا التحالف أمام شعوبها...ختاماً، إنّ عوامل الوقت وفاتورة التكاليف وحجم الرهانات لكلّ طرف مشارك في هذا التحالف، بالإضافة إلى حجم الدمار والخسائر الحاصلة في اليمن، ستكون سبباً واقعياً ومنطقياً لانهيار هذا التحالف".