تحول إلى فيلم هندي من طراز قديم..

فشل مسلسل غربة البن في الحلقة الأخيرة

مسلسل غربة البن

عبدالرحمن الآنسي

كان الاسم جذًابًا عندما بدأت أتابع المسلسل. بداياته كانت جميلة من حيث اختيار الشخصيات والأماكن وغيره. 
لكن ما إن وصل المسلسل الحلقة التاسعة والعشرون حتى انفرط العقد وتحول إلى فيلم هندي من طراز قديم. 
يا للأسف الجميع تابع المسلسل وتوقع قبل الحلقة التاسعة والعشرون أن هناك جزء آخر للمسلسل لعدم حل الكثير من القضايا فيه ولكن ما إن أتت الحلقة الأخيرة لنكتشف أنها كانت تستهزئ بعقول المشاهدين إلى درجة كبيرة. 
دعوني أذكر لكم بعضًا منها:

 
1- لم يعرف كاتب السيناريو كيف يلفلف المسلسل في النهاية فقام وجعل مسعود على أنه مشلول؛ حتى لا يصبح شخصية شريرة في عيون المشاهدين وذلك لتركه نورية 25 عام دون أي خبر. ولم يذكر لنا سبب كل هذا، ليس هذا فقط فسن مسعود المكسور رغم تقدمه في السن لم يكن مكسورًا أيضًا كما نوه المسلسل، فكانت تلك هي الهفوة الأولى. 

 -2  حافظ بعد عملته وكل جرائمه وبعد توبته لم يعرضونه وقد عاد إلى حياته العادية وكيف أصبح. 
3-  عبد الوكيل، شخصية صلاح الوافي، برغم أنه شخصية أساسية يتأثر بها المشاهد إلا أنهم أظهروه على أنه شخص فضّل وطن الغير على وطنه، وقال أن الحبشة بلاد خضرة وجميلة، وهنا انقلبت الموازين. بدل أن يظهر اليمن أنها بلده ومنبع الجمال ولابد أن يرجع حتى يعمل فيها، فأظهر للمشاهد أن من لديه مالًا فليسافر إلى الخارج ويعيش هناك وهذه من أكبر الهفوات في المسلسل. 
4-   لم يظهرون لنا عبد الوكيل ومسعود بعد أن أخذ عبد الوكيل كل أموال مسعود. لم يعتذر لمسعود، لم يقابله، لم يزره أو يرى حاله الاخير أو يأسف لذلك، وهذه تظهر اختلافات في المسلسل وأنه كُتِبَ عفويًا وبطريقة عشوائية غير متقنة. 
  5- قصة الثلاثة الذين قتلوا عم هزاع، لم يظهروا مصيرهم ومصير أختهم، فكان سيناريو ناقص. 
6-  شخصية العاقل لم تكن موفقة، حيث أظهروا أن عاقل الحارة شخص أهبل، وهذا ما لا يتطابق مع الواقع الذي يقول أن العاقل يكون شخصية قوية وحكيمة. 
7-  تكرار أحداث سرقة الهاتف من عبد الوكيل أكثر من مرة كان استهزاء بعقل المشاهد، وأيضًا سرقة حقيبة السفر التي كان الشاحن بداخلها، ثم سرقة الأموال، وكأن الحبشة مليئة بالسرق، أما طريقة مسك حامد "بن عبد الوكيل" للسارق فقد كانت أغرب، وكأن السارق لا يعرف أن يكسر الشريحة ويرميها، وكأنه أهبل وغبي حتى يمسكونه بكل تلك السهولة، . 
في الحقيقة لن أعدد سلبيات الحلقة الأخيرة، لكنها جعلتني أحزن على اللحظات التي قضيتها أمام الشاشة لمشاهدة المسلسل. كان المسلسل في البداية جميل لكن ما إن أتت الحلقة الأخيرة حتى ذهب كل عملهم هباء. 
الشيء الأخير الذي أريد التنويه إليه في شخصية نشوان، أن أبو ثريا قام بإهانة أم نشوان بطريقة قاسية بعد تقدمهم للزواج، ولم نلحظ أي ردة فعل من نشوان الذي يحب أمه وأنه الشاب الحازم، بل عندما رجعت إليه تزوجها دون ذكر أي موقف من نشوان بتصرف الأب، بل لم يُذكر للأب أي موقف في الزواج، وهذه هفوة أخرى. 
لا أنقد المسلسل لأنني أتتبع الأخطاء كما سيقول البعض، فقد شكرته في البداية لكنه للأسف استخف بالعقول في النهاية ليصبح مسلسل ساذج.أعلى النموذج