تحوّيل منتدى الشباب الإسلامي إلى مخيمات دعوية..

تقرير: قطر تعدّ الجيل التالي من قيادات الإخوان المسلمين

الأمة بشبابها.. أدبيات إخوانية

الدوحة

تربط السلطات القطرية مصيرها بمصير التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وتجد في استمرار الجماعة، التي توصف بالأخطبوط، ورقة في يدها على المدى البعيد، وهذا ما يفسر الأهمية التي أولتها الدوحة لمنتدى الشباب الإسلامي الذي عقد في قطر.

وقالت أوساط متابعة لهذه الفعالية إن المنتدى رغم كونه تظاهرة إسلامية دورية، إلا أن قطر، وبالتنسيق مع فروع الجماعة في المنطقة، اختارت بدقة المجموعات المشاركة لتتماشى مع توجهها، وأن التدريبات والورش، التي تمت في المنتدى الذي اختتم أعماله الثلاثاء، كانت أشبه بمخيمات دعوية وتكوينية للإخوان المسلمين.

وكشفت أن المنتدى الذي حمل شعار “الأمة بشبابها” المستمد من أدبيات جماعة الإخوان، وضع على رأس أولوياته تقوية الشعور بالزعامة والسيطرة على المواقع باعتباره واجبا دينيا وضرورة سياسية ملحة، بدلا من المراوحة بين التثقيف السياسي والإعلامي الذي ترفعه لافتات المؤتمر.

وحرص المؤتمر على تدريب الشباب المشاركين لمعرفة أساليب صياغة القرارات والموافقات، وكيفية التوصل إلى فرض الرأي وكسب دعم الآخرين للأفكار المطروحة، وهو أسلوب قديم لدى الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين التي تدرب عناصرها على خطاب يقوم على جذب الانتباه ومحاولة تمرير المواقف والقرارات بإيهام المشاركين بالطيبة والتدين والجدية.

وانطلقت أعمال “منتدى الدوحة للشباب الإسلامي”، الأحد، بقطر، ضمن فعاليات “الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019″، والتي تتواصل على مدار العام الجاري تحت شعار “الأمة بشبابها”، وتتواصل إلى غاية يوم الأربعاء.

ويشارك في المؤتمر من هم بين الأعمار 18-30 عاما من الجنسين، على أن يكون المشاركون من شباب الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أو ممثلي أحد المجتمعات الإسلامية غير الأعضاء في المنظمة.

ولم تقف التدريبات السياسية عند أساليب التسلل إلى المؤسسات والتحكم فيها، بل تمت محاكاة أوسع في المؤتمر، تقوم على محاكاة القمة الإسلامية، أي لعب أدوار القادة والزعماء في تجهيز مشاريع القرارات، وفي مرحلة ثانية التدرب على اعتماد وإعلان تلك القرارات، وهو ما يعني التدرب على اختراق بعيد المدى.

واحتل عنصر التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي أهمية كبيرة في المؤتمر، لكون هذه الوسائل باتت ساحة المعركة بالنسبة إلى قطر، حيث تحاول التخلص من صورة الإمارة الداعمة للإرهاب، وهي صورة تترسخ على نطاق واسع في العالم الإسلامي.

كما أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الساحة المفضلة لجماعة الإخوان المسلمين للاستقطاب، وخاصة لقيادة حملات التشويه ضد الخصوم سواء أكانوا أنظمة أو قيادات عملت مع الجماعة ثم انشقت عنها.

ونظم المشرفون على المؤتمر عددا من الزيارات الميدانية للمشاركين للتعرف على قطر، ومؤسساتها، وعلى الأوضاع والمزايا التي توفرها الدوحة للشباب، وهو إغراء مقنع، خاصة بالنسبة للشبان القادمين من دول محدودة الإمكانيات حتى يتركوا بلدانهم ويهاجروا إلى قطر.

وتعمل قطر، وكذلك جماعة الإخوان المسلمين التي باتت أغلب قياداتها موزعة بين الدوحة وأنقرة، على استثمار المؤتمرات والأنشطة الإسلامية للتسلل عبرها، ومحاولة التأثير فيها، خاصة في المؤتمرات البعيدة عن الأضواء مثل التي تتعلق بالمرأة أو بالشباب أو تلك التي تناقش القضايا الدينية في المجتمعات الإسلامية.