الخلايا المأخوذة من بقرة..

شركة ناشئة تطرح شرائح لحم طُورتها في المختبرات

شكل وطعم ونسيج مستنسخ من قطعة اللحم الأصلية

تل أبيب

إذا كانت تُطهى كشريحة لحم، وشكلها ورائحتها وطعمها مثلها تماما، فهي يقينا يجب أن تكون شريحة لحم.. لكنها ليست من جسد بقرة. فهي مصنعة تماما في مختبر شركة ناشئة في إسرائيل تسعى للاستفادة من مخاوف المستهلكين بشأن الصحة والبيئة ورفاهية الحيوان.

وبينما يجري تطوير هامبورغر ودجاج في مختبرات بأنحاء العالم، تزعم شركة أليف فارمز الإسرائيلية أنها أول شركة تطور شريحة لحم في مختبر وتجري محادثات مع بعض المطاعم الراقية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا لطرحها لزبائنها في السوق عام 2021.

وتخطط الشركة مبدئيا لطرح شريحة لحم صغيرة طُورت من عدد صغير من الخلايا المأخوذة من بقرة، دون حاجة لذبح البقرة في هذه العملية.

وتوضح نيتا لافون نائبة رئيس قسم الأبحاث والتطوير في شركة أليف فارمز من مختبرات الشركة بمدينة رحوفوت الإسرائيلية ذلك قائلة "هذه الكمية القليلة من الخلايا تعمل كركيزة للحصول على مزيد ومزيد من الخلايا. ومن هذه الخلايا ننشئ أنواعا مختلفة من الخلايا التي تشمل قطع العضلات، التي هي في الواقع شريحة اللحم التي نتناولها".

وتقول لافون إن هذه الخلايا تتيح للعاملين بالمختبر إنشاء خلايا عضلات وخلايا النسيج الضام والخلايا الدهنية وخلايا الأوعية الدموية، ثم يتم جمع كل هذه الخلايا الأربعة بنسب محددة وزراعتها في ناقلة ثلاثية الأبعاد لتحضير قطعة لحم تشبه قطعة اللحم الأصلية للبقرة إلى حد كبير في الشكل والطعم والنسيج.

وأشارت الباحثة إلى أن كون اللحم يُزرع في مختبر ويتلقى مغذيات دقيقة ويوضع في حاضنة تخضع لمراقبة، يجعله أكثر فائدة للصحة من اللحم العادي المتاح في السوق.

وأضافت "عملية صنع قطع اللحم تتم في أوعية مغلقة لا تسمح بحدوث تلوث وبالتالي لا نحتاج لإضافة أي مضادات حيوية. وأكثر من ذلك يمكننا إضافة مزيد من العناصر الغذائية المحددة لقطعة اللحم التي تعد مهمة لتغذيتنا، بل يمكن أن نقول تفصيلها (بمواصفات معينة) لسكان محددين نريد أن نجعل لقطع اللحم مواصفات معينة طبقا لمتطلباتهم".

وقال مدير العلاقات الخارجية في شركة أليف فارمز، يواف ريسلر، بعد أن ن تذوق شريحة لحم صغيرة "إنها تشبه إلى حد بعيد شرائح اللحم... لها نسيج مشابه للغاية".

وتأمل شركة أليف فارمز أن يوضع منتجها على قوائم المطاعم في مرحلة تجريبية بدءا من 2021، بهدف طرحه رسميا في 2023، في المطاعم أولا ثم في المتاجر.

وقال المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للشركة، ديدييه طوبيا "تخيل نفس شرائح اللحم، ذات التجربة، ذات الطعم وذات الملمس، لكن (هذه) تم إنتاجها بطريقة أخلاقية أكثر ومستدامة أكثر، بدون كل مشكلات الصحة العامة المرتبطة بتربية الحيوانات".

وأسس طوبيا الشركة في 2017 بالشراكة مع التخنيون، معهد إسرائيل للتكنولوجيا، وحاضنة شتراوس غروب لتصنيع المواد الغذائية (ذا كيتشن). وجمعت 12 مليون دولار في مايو/أيار من مستثمرين بينهم شركة كارجيل، وبلغ إجمالي ما جمعته 14 مليون دولار حتى الآن.

وقال طوبيا "يقدر السوق العالمي للبروتين الحيواني اليوم بأكثر من تريليون دولار سنويا ويواصل النمو". وأضاف أن شركته تطمح في أن تصبح واحدة من أكبر ثلاثة منتجين للحوم في العالم خلال 20 عاما.