تظهر معلومات شخصية وحساسة..

تطبيق "فيس آب" لتغيير الملامح خطر على خصوصيات الأشخاص

فيس آب: انتهاك الخصوصية

وكالات

هل تستحق فكرة إلقاء نظرة خاطفة على ملامحك عندما تشيخ، التضحية بخصوصيتك ووضعها تحت تصرف جهات لا تعرف من هي وفيم ستوظفها؟

عادت هذه المخاوف مع انتشار استخدام تطبيق “فيس آب” المتوفر على الهواتف الذكية، والذي يعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحويل ملامح الوجوه الظاهرة في الصور ليظهر أصحابها أصغر سنا أو كمسنين.

وعبّر البعض عن مخاوفهم على صفحاتهم في تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، حيث زعموا أن التطبيق يتمكن من الدخول إلى جميع الصور ورفعها على خوادم الشركة، بما في ذلك الصور التي تظهر معلومات شخصية وحساسة مثل البيانات المالية أو الصحية، أو صور أطفال تحمل أسماء مدارسهم وتشير إلى أمكنة تواجدهم في العادة.

ونفت شركة “وايرليس لاب” الروسية المطورة لتطبيق فيس آب، بيع أو مشاركة أي بيانات تتلقاها مع أي أطراف ثالثة، وأكدت أنها تحذف معظم الصور من خوادمها خلال 48 ساعة من تحميلها. ومع تكذيب هذه الإشاعات بخصوص انتهاك الخصوصية، تبقى موجة الذعر التي نتجت عنها بمثابة تذكير حتى يفكر المرء مرتين قبل تنزيل تطبيقات جديدة.

لكن هذه الممارسة لا تقتصر على فيس آب، إذ تجمع التطبيقات الكبيرة المنتشرة بيانات مستخدميها روتينيا. وتبقى جل التطبيقات متورطة في تحديد استخراج بيانات المستخدم كهدف رئيسي لها.

وتجمع بعض “اختبارات تحليل الشخصية” على موقع فيسبوك وغيرها من الخدمات المماثلة معلومات المستخدمين كنشاطها التجاري، مما يفتح الباب أمام الجهات الخبيثة لانتهاك خصوصية الأفراد. وتعدّ فضيحة شركة كامبريدج أناليتيكا للاستشارات السياسية أحدث مثال على هذه الممارسات بعد استثمار بيانات الملايين من المستخدمين على فيسبوك.

وعبّر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، في رسالة وجهها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، ولجنة التجارة الفيدرالية، عن قلقه من أن يشكل تطبيق فيس آب مخاطر على أمن وخصوصية المواطنين الأميركيين. وطلب شومر من الوكالتين تقييم الوضع.

وقال شومر إن وجود مقر التطبيق في روسيا يثير تساؤلات بشأن كيف يسمح فيس آب لأطراف ثالثة بما في ذلك الحكومات الأجنبية بالوصول إلى بيانات المواطنين الأميركيين.

لكن الخبير ويل ستارفاتش من شركة أمن البيانات “غارديان فايروول” يقول “إن تطبيق فيس آب لا يرفع سوى الصورة التي يحددها المستخدم”.

وأضاف ستارفاتش، الذي وظّف أداة لتتبع ما كان يحدث “دائما ما أدقق في كل ما يتعلق بالخصوصية، وأؤكد سلامة التطبيق من أي ممارسات تهدد بيانات المستخدمين”، لافتا إلى أن التطبيق يتطلب “الوصول الكامل الذي لا يمكن إلغاؤه إلى صورهم وبياناتهم الشخصية” مما قد يشكل “مخاطر على الأمن القومي والخصوصية للملايين من المواطنين الأميركيين”.

وأصدرت شركة وايرليس لاب، تطبيقا مناسبا لنظام أندرويد. لكن، لا تظهر هذه الهواتف مكتبات الصور بنفس الطريقة.

وأشار ستارفاتش إلى أن هذا لا يعني أن التطبيق لا يخلو من المشكلات.

كما أن الصور ترسل إلى السحابة للمعالجة في كل من إصدارات هواتف الآيفون والأندرويد مما يعرضها للقرصنة.

ولا يخبر تطبيق فيس آب المستخدمين بهذه النقطة. وتحاول بعض التطبيقات تقييد هذا التهديد عبر معالجة البيانات على الأجهزة نفسها دون تحميلها إلى السحابة.

وتقول سياسة خصوصية فيس آب، إنها تستخدم بيانات من التطبيق لعرض الإعلانات المستهدفة وتطوير منتجات وميزات جديدة. لكنها تؤكد أنها لا تبيع البيانات إلى تطبيقات أخرى. وتشير إلى استثناء يسمح لها بمشاركة البيانات بعد إزالة المعلومات التي تحدد هوية المستخدمين.

ويتمتع تطبيق فيس آب، الذي تطوّر في روسيا، بشعبية واسعة منذ مدة طويلة. ويسمح التطبيق لمستخدميه بتغيير جنسهم أو إضافة المكياج أو تغيير لون الشعر.

وأكدت شركة وايرلس لاب، المسؤولة عن تطوير التطبيق، لموقع تيك كرنش لأخبار التكنولوجيا، أنها لا تنقل بيانات المستخدمين إلى روسيا على الرغم من تواجد فريقها الأساسي هناك.

ورغم هذه التأكيدات المطمئنة، حث ستارفاتش على مقاومة جاذبية التطبيق، وقال إنه فشل في إعلام المستخدمين بمعالجة الصور في السحابة بدلا من الهواتف. وخلص إلى أن الشركة تعاملت مع البيانات الحساسة بـ”إهمال وهذا ليس بالأمر الجيد”.