ارتفعت بنسبة 50%..

الركود يخيم.. إيران غير مؤهلة للعيش

إيران تنتج أكثر من 3.8 مليون برميل من النفط يوميًا

رؤية الإخبارية

بات التبضع في أسواق إيران أمر يؤرق المواطنين، والسبب الارتفاع الكبير للأسعار والغلاء الفاحش الذي ضرب أغلب مناحي الحياة.

الأرقام الرسمية تشير إلى أن أسعار المواد الأولية ارتفعت بنسبة 50%، خلال الفترة من مارس 2018 إلى مارس 2019 (السنة المالية الإيرانية)، وهو أسوأ رقم تضخم خلال السنوات الخمس الماضية.

أمر دفع كثير من الإيرانيين إلى اتخاذ الهجرة كطوق نجاة من آلام تتسارع وتيرتها سوءًا يوم تلوالآخر.

تسارع وتيرة الانكماش

صندوق النقد الدولي كشف أن الاقتصاد الإيراني انكمش بنسبة 6% خلال العام الجاري؛ إذ فقد الريال ما يناهز 60% من قيمته مع انخفاض القوة الشرائية.

ومع سياسة التصفير النفطي التي أقرتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن عقوباتها الأقسى في التاريخ ضد نظام الملالي، لتقويض أذرعه من تمويل ودعم الإرهاب والتوترات بالمنطقة، تم حرمان النظام من مصادر كبيرة للأموال ما أدى إلى موجة غلاء.

وقبل فرض العقوبات الأمريكية، كانت إيران تنتج أكثر من 3.8 مليون برميل من النفط يوميًا، وتصدر 2.5 مليون برميل من النفط الخام، لكن وفقاً لأحدث البيانات، انخفض إنتاج النفط الإيراني إلى 2.2 مليون برميل يوميًا، في حين انخفض تصدير النفط الخام والغاز إلى ما يقرب من 200 ألف برميل يوميًا، وهذا يعني أن إيران تخسر شهرياً ما يقرب من 90% من عائدات تصدير النفط.

التضخم فوق 40%

مؤشرات سلبية حاولت معها طهران معالجة المشكلة من خلال الدعم وتنظيم الأسعار، غير أن جهودها باءت بالفشل.

وضع يرجعه الإيرانيون إلى الفساد وسوء تدبير الظروف الصعبة التي تمر منها البلاد، خاصة مع تشديد واشنطن عقوباتها على إيران وغلق كل المنافذ المتاحة، بما أدى إلى خنق الأداء الاقتصادي بالبلاد، وارتفاع غير مسبوق لمعدل التضخم ليتجاوز سقف الـ 40%، بعدما سجل 37.6% في يونيو.

ولا يتناسب ارتفاع معدل التضخم الهائل مع الدخل المحدود لملايين العمال وهو حوالي 100 دولار شهريًا، أي أقل بكثير من تقديرات خط الفقر في البلاد وكنتيجة مباشرة لخسارة العملة الوطنية "الريال" قيمتها بفعل العقوبات.

فيما أشار مسح حكومي إيراني إلى أن أكثر من 58% من السكان لا يستطيعون شراء جميع السلع الأساسية والمواد الغذائية التي يحتاجونها.

وقد أكدت إحصائيات البنك المركزي الإيراني التي تصنف الأسر وفق مداخيلهم، أن من بين 15 فئة لا تستطيع 8 فئات من شراء جميع المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز واللحوم ومنتجات الألبان والفواكه.

وكان مسؤول كبير بصندوق النقد الدولي قال في أبريل الماضي إنه من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الإيراني للعام الثاني على التوالي وأن يصل التضخم إلى 40%.

تفشي البؤس والبطالة

فوفق مركز الإحصاء الإيراني، ارتفع معدل البؤس بين الإيرانيين إلى نحو 39%، بينما كان لا يتجاوز نسبة 19.4% قبل عام، وذلك بسبب توقف صادرات النفط الإيراني وهي المصدر الرئيسي لدخل البلاد.

كما أعلن محافظ البنك المركزي في طهران عن فشل برنامج دعم السلع الأساسية الذي خصصته الحكومة، مؤكدًا استمرار ارتفاع الأسعار.

وطبقًا للأرقام الرسمية، فإن معدل البطالة في إيران يصل إلى أكثر من 12%.

هجرة الإيرانيين

ضغوط العقوبات الأمريكية أجبرت الإيرانيين على عبور الحدود بحثًا عن فرص عمل بأجر يومي في العراق المجاور.

المشكلة في إيران أصبحت ليست الحصول على العمل، بل تكمن في التدهور المتصاعد في قيمة العملة المحلية "الريال".

هناك بعض العاملين الإيرانيين في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، يتقاضون ما بين 25 و30 ألف دينار عراقي يوميًا (نحو 25 دولارًا)، ويرونه مبلغًا جيدًا، فهو يعادل ثلاثة أضعاف ما يحصلون عليه في إيران.