عبدالكريم السعدي ينسف بياناً وزعه انصاف مايو..

تقرير: "الائتلاف".. كيف أصبح منصة إخوانية لضرب قوات الجنوب

لم يدن الائتلاف بشكل واضح الهجمات الارهابية التي ضربت قوات الجنوب - ارشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

جدد بيان صادر عن ما يسمى بالائتلاف الوطني الذي يدعي تبعيته، دعوته السابقه لحل قوات الحزام الأمني، لكنه هذه المرة طالب بالتصدي لها وردعها على خليفة مزاعم إخونية تحدثت عن ترحيل القوات لمواطنيين شمالية من عدن.

وعلى الرغم من نفي تلك المزاعم، الا ان قياديا بارزا في الائتلاف لوح بالانشقاق والتمرد عن الائتلاف الذي يتحكم فيها قادة من الإصلاح والنهضة.

وقالت مصادر سياسية وثيقة "إن قياديا في تنظيم الإخوان يدعى انصاف مايو، قام بتوزيع بيان يحمل اسم وصفة الائتلاف الوطني، وهو الأمر الذي قوبل برفض من رئيس الدائرة السياسية عبدالكريم سالم السعدي، الذي أعلن رفضه للبيان جملة وتفصيلا، وطالب بانه كان من المفترض ان يتم عرضه عليه أولا".

وقلل البيان الذي وزعه القيادي الإخواني إنصاف مايو على وسائل الاعلام، من الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة عدن، قائلا "يتابع الائتلاف الوطني الجنوبي باهتمام بالغ ما تشهده الساحة الجنوبية من تصعيد مستمر في العاصمة (المؤقتة) والذي أدى إلى سقوط ضحايا وتسبب في إقلاق السكينة العامة وتعطيل بعض المصالح الحيوية وإلحاق الضرر بها".

وعلى الرغم من عدم توجيه الائتلاف اتهامه للحوثيين بقصف عدن، الا انه اعتبر أي ردة فعل على هجمات الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، بأنه تمردا على الحكومة الشرعية وحرف لمسار المعركة الرئيسية؛ وهي الفقرة التي ربما لم يتفق بشأنها قادة الائتلاف من الحراك الجنوبي.

وقال البيان الذي حصلت اليوم الثامن على نسخة منه "إن أي محاولة لحرف مسار المعركة الرئيسية لاستكمال تحرير باقي المحافظات اليمنية واسقاط الانقلاب الحوثي تعتبر تمرداً مسلحاً على سلطات الدولة ومؤامرة جديدة تخدم العدو بالدرجة الأولى وتهدف إلى تقويض الشرعية ونسف جهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية".

ورفع البيان من مطالب رؤية الائتلاف الوطني الذي يدعي تبعيته للحكومة الشرعية، والتي تضمنت عند الاشهار حل قوات الحزام الأمني، إلى ردعها، قائلا "يعبر الائتلاف عن موقفه الداعم للسلطات المحلية باتخاذ كل ما من شأنه ردع  كل العناصر (....) التي تعمل على إرباك المشهد في العاصمة (.....) عدن وتصدر دعوات وتحريض ضد ابنا المحافظات الشمالية من الباعة والمدنيين".

وقال "ان الائتلاف يرفض هذا الدعوات ويحمل (....) النتائج المرتبة على هذه الأفعال".

وحذر الائتلاف من أي تظاهرات تندد بالهجمات على عدن، زاعما ان ذلك قد يؤدي الى صراع جنوبي داخلي، قائلا "يدعو الائتلاف إلى عدم الاستجابة للدعوات التي تهدف إلى الصراع الجنوبي تحت مبررات واهيه وخدمة لأجندة المشروع (الصفوي)".

وذهب بيان الائتلاف إلى ما هو ابعد من ذلك، حيث اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تعرضت قواته لهجمات إرهابية، بانه في تحالف مع الحوثيين، زاعما أن الاحداث الأخيرة في عدن، دليل على ذلك.

وجدد الائتلاف وقوفه الى جانب القوات العسكرية التي تدين بالولاء لتنظيم الإخوان، معتبرا ان أي دعوات جنوبية منددة بالهجمات الإرهابية، أمر يدعو للفرقة وقد يقود الى مواجهات مسلحة (جنوبية جنوبية).

وزعم الائتلاف ان الضمانة لحقوق الشعب في الجنوب، تتمثل في هزيمة المشروع الحوثي أولا ثم استكمال ما اسماه بالعملية السياسية، التي أقرت تقسيم الجنوب.

 وقالت مصادر في الائتلاف ان البيان الذي أعد ووزع من العاصمة السعودية الرياض، قوبل برفض من قيادات حراكية في الائتلاف، من بينهم رئيس الدائرة السياسية عبدالكريم سالم السعدي الذي اصدر بيانا ينسف فيه بيان انصاف مايو، الأمر الذي يؤكد وجود صوت داخل الائتلاف يناهض جعل الائتلاف منصة إخوانية لضرب القوات الجنوبية.

وأجرت "اليوم الثامن" اتصالات بقيادات حراكية في الائتلاف للتعليق على البيان، لكن أحد تلك المصادر ألمح الى ان بيانا سوف يصدر من الائتلاف للتعليق على الاحداث في الجنوب، ولكن بعد ان يتم الاتفاق على صيغته، وهو ما يوحي رفض البيان الذي وزعه انصاف مايو.

وقال المصدر ان "هناك بعض التصرفات دفعت بقيادات حراكية لخلق تحالفات سياسية مع قوى بعضها معادية للجنوب، لكن هذا لا يبري تلك القيادات ولا القوى الجنوبية، من مسألة عدم القبول بالأخر والدخول في حوار جنوبي يحمي الجنوب من مطامع ومشاريع تلك القوى السياسية اليمنية المتطرفة.