المدير التنفيذي للمجموعة يغادر منصبه..

مشكلات نيسان تتواصل مع استقالات وتساؤلات حول النتائج

هيروتو سايكاوا الرئيس التنفيذي لـ«نيسان» اليابانية

طوكيو

أعلن مجلس إدارة شركة «نيسان» اليابانية لصناعة السيارات أمس الاثنين أن الرئيس التنفيذي للشركة هيروتو سايكاوا سوف يقدم استقالته في 16 سبتمبر (أيلول) الجاري. وقال رئيس مجلس الإدارة، ياسوشي كيمورا، إن ياسوهيرو ياماوشي رئيس قسم التنافسية بالشركة سوف يشغل منصب الرئيس التنفيذي مؤقتا.

وتأتي استقالة سايكاوا عقب أن خلص تحقيق داخلي في نيسان إلى أنه تلقى عشرات الملايين من اليوان (مئات الآلاف من الدولار) بصورة غير قانونية. وذكرت مصادر عدة لوكالة الصحافة الفرنسية أمس أن اجتماع مجلس الإدارة، الذي يحضره رئيس «رينو» ومدير «نيسان» جان دومينيك سينار وتييري بولوريه، بدأ صباح الاثنين في يوكوهاما بالقرب من طوكيو «وينتهي في وقت متأخر من المساء». وعلى جدول أعمال الاجتماع النتائج التي توصل إليها تحقيق داخلي لنيسان تناول خصوصا نظام مكافآت يسمى «حقوق تقييم الأسهم» ويشكل محور الجدل حول سايكاوا.

وكان سايكاوا استبق الأمور واعترف علنا الأسبوع الماضي بأنه استفاد في السابق من مكافأة تتجاوز المبالغ التي يحق له الحصول عليها، عبر هذه الإجراءات التحفيزية. وقد اعتذر باقتضاب «على الاضطراب الذي سببه»، وأكد أنه ينوي إعادة المبالغ التي تلقاها من دون حق.

وذكرت وسائل الإعلام أن سايكاوا حصل على 47 مليون ين ياباني (نحو 400 ألف يورو) بشكل يثير الجدل في 2013. في إطار نظام المكافآت نفسه الذي يسمح بتقديم مبلغ نقدي يعادل الزيادة في سعر سهم المجموعة في فترة محددة. وحاول سايكاوا تبرير حصوله على هذه المكافأة، بإلقاء اللوم على «النظام الذي أقيم في إدارة غصن» واستفاد منه رغما عنه، على حد تعبيره.

وكان كارلوس غصن رئيس مجلس إدارة رينو ورئيس نيسان وكذلك رئيس تحالف نيسان ميتسوبيشي رينو أوقف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في اليابان ثم اتهم بقضايا مالية. وقد أفرج عنه بكفالة ويستعد حاليا لمحاكمته التي يمكن أن تبدأ الربيع المقبل، كما قال محاموه.

لكن غريغ كيلي المساعد السابق لغصن والذي اتهم أيضا في اليابان، تعمد سايكاوا تأجيل موعد تنفيذ نظام «حقوق تقييم الأسهم» في مايو (أيار) 2013، مما سمح له بتضخيم مكافأته مع زيادة أسعار أسهم نيسان بنسبة عشرة في المائة.

ويواجه سايكاوا (65 عاما) وضعا صعبا منذ أشهر. فالمساهمون في «نيسان» يطالبون برحيله بسبب ارتباطه الوثيق بغصن الذي تمتع بحمايته لفترة طويلة ويدين له بتعيينه مديرا عاما للمجموعة في 2017، وكان قد وعد في يونيو (حزيران) بالاستعداد لمغادرة منصبه في أسرع وقت ممكن.

ويبدو أن «نيسان» ستشهد استقالة مسؤولة أخرى، هي حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ الجمعة، كريستيان موراي المسؤولة في المجموعة عن «احترام القواعد الأخلاقية» والتحقيقات الداخلية لأسباب لم تعرف بعد. وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية رفضت «نيسان» الإدلاء بأي تعليق.

لكن على نيسان معالجة ملفات أخرى عاجلة. فقد عكست نتائجها المالية تراجعا كبيرا في الفصل الأول من العام وبدأت عملية إعادة هيكلة عميقة لأداتها الصناعية تشمل إلغاء 12 ألفا و500 وظيفة في العالم. وتسعى «رينو» و«نيسان» أيضا إلى إعادة تعزيز التحالف بينهما الذي اهتز منذ إقالة كارلوس غصن الذي كان عماده. وقال مصدر قريب من الملف لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هناك فرضيات للعمل» على تطوير المساهمات المشتركة في المجموعتين، لكن «لم يتم تفعيل» شيء بعد. وأضاف أن «الأولوية هي للقطاع الصناعي وللتحالف».

وتملك رينو التي يعود 15 في المائة من رأسمالها إلى الدولة الفرنسية، 43 في المائة من «نيسان»، بينما تملك المجموعة اليابانية 15 في المائة من حليفتها الفرنسية. ويمكن أن تسمح إعادة ترتيب هذا التحالف بإحياء مشروع اندماج بين «رينو» و«فيات كريسلر» الذي أحبط في بداية يونيو بسبب تحفظات «نيسان» والدولة الفرنسية الحريصتين على إعادة بناء العلاقات مع اليابانيين أولا.