السيطرة على عقول ما يقارب من (5) ملايين طالب في المرحلتين الأساسية والثانوية..

تقرير: الولاية في المدراس.. التعليم سلاح الميليشيا لـ«حوثنة» اليمن

وارتفعت نسبة المحرومين من مواصلة التعليم والأطفال الذين هم خارج المدرسة إلى (3.5) ملايين، وهو ما ينذ

علي رجب

واصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية، مخططاتها لـ«حوثنة» المؤسسات اليمنية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، بإصدار توجهات بفرض قسم الولاية في طابور الصباح بالمدارس الخاضعة لسيطرتها، والبالغ عددها 8 آلاف.

وقال المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي: إن جماعة الحوثيين تجري منذ أيام اجتماعات مكثفة في مناطق سيطرتها استعدادًا للعام الدراسي الجديد، وإنها تضغط على مدراء المدارس والمعلمين لإلزام الطلبة بترديد ما يسمى بـ«قسم الولاية» في طابور الصباح.

وأوضح «اليناعي» أن ميليشيا الحوثي علقت عمل لجنة المناهج ومنعتها من عقد اجتماعاتها والقيام بمهامها، واستبدلتها بلجنة أخرى شكلها يحيى الحوثي من الأكاديميين الموالين لجماعته؛ لافتًا إلى أن الجماعة قامت بإجراء 234 تعديلًا على كتب المناهج الدراسية للمرحلتين الأساسية والثانوية «طبعة 2014» دون الرجوع للجنة المناهج، والتي قامت بتعليق عملها ومنعها من عقد اجتماعاتها والقيام بمهامها، واستبدلتها بلجنة أخرى شكلها «يحيى الحوثي» من الأكاديميين الموالين لجماعته.

وفي وقت سابق اعتبر المركز الإعلامي للثورة اليمنية، أن تغيير المناهج يعني السيطرة على عقول ما يقارب من خمسة ملايين طالب في المرحلتين الأساسية والثانوية فقط، وفقًا لإحصاءات عام 2010.

كما اعتمدت ميليشيا الحوثي -في مخططها لتغيير ثقافة الطلاب اليمنيين- على بث أفكارها من خلال المناهج التعليمية التي تُدرّس في المدارس، التي من خلالها تُمَرَّر مبادئ الثورة الخمينية؛ حيث بدأت الميليشيا بتغيير مناهج مقررات اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ؛ لتخريج جيل موالٍ للعقيدة الحوثية.

ولم تقتصر تعديلات المناهج التي بدأها الحوثيون على أمور عقائدية فحسب، لكنها امتدت أيضًا إلى أمور سياسية؛ إذ حاولت تشويه الثورة اليمنية ضد النظام الإمامي في عام 1962، والتي ينظر إليها الحوثيون على أنها انقلاب، وهو ما يحاولون تكريسه في المناهج الجديدة، وإلى جانب هذه التعديلات في الكتب المدرسية، لجأت الميليشيات أيضًا إلى توزيع منشورات تتضمن الأفكار التي يريدون ترويجها.

وفي سبيل تحقيق مشروعها استبدلت الميليشيات المعلمين في المدارس اليمنية الخاضعة تحت سيطرتها، بمعلمين موالين لها؛ إذ أصدر مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة، الذي يديره الحوثيون قرارًا إداريًّا رقم (417) لسنة 2018 بشأن تدوير 24 شخصًا من مدراء مدارس منطقة السبعين بآخرين أغلبهم من الموالين لميليشيات الحوثي.

كما أوضح المسؤول الإعلامي ب، أن عدد المعلمين الموزعين على هذه المدارس قرابة 108 آلاف معلم من إجمالي 290 ألف عامل في القطاع التربوي باليمن، محذرًا من خطورة هذه الإجراءات التي تهدف لـ«أدلجة الصغار والطلبة بفكر طائفي وعنصري يلغي الآخر ويهدر دم المخالف ويجعله عرضة للاعتداء والاعتقال والإيذاء، ويروج للعنف الأهلي ولاحتكار السلطة والثروة بيد سلالة تدعي التفوق العرقي على من سواها».

وخلفت كل الإجراءات الحوثية أزمة تعليمية هي الأسوأ في تاريخ اليمن، وتصاعدت أرقام الحرمان والتدمير في قطاع التعليم، فقد وصل عدد التلاميذ المحرومين من مواصلة تعليمهم إلى (3.5) ملايين مقارنة بـ(1.7) مليون قبل الحرب، وتعرضت ثلث المدارس التعليمية لأضرار مختلفة نتيجة استخدامها لأعمال عسكرية، كما أدى توقف صرف رواتب 70% من المعلمين إلى إغلاق آلاف المدارس وإلى تعثر عمل الجامعات والمعاهد الفنية والمهنية.

وارتفعت نسبة المحرومين من مواصلة التعليم والأطفال الذين هم خارج المدرسة إلى (3.5) ملايين، وهو ما ينذر بكارثة تهدد مستقبل اليمن.

من جانبها، حذرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» في نوفمبر 2018، من تبعات تغيير المناهج التعليمية في اليمن، منكرة على جماعة الحوثي التوجهات المذهبية، وسحبها نسخًا من الكتاب المدرسي، ومحاولة تشييع المناهج المدرسية.

وقالت المنظمة: «إن هذا الإجراء تخريبي وصادر عن حكومة انقلابية غير معترف بها دوليًّا، تسعى للسطو على اختصاصات الحكومة الشرعية».

ومن جانبه أكد الإعلامي والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني، أن ميليشيا الحوثي تنفذ مخطط لتغيير هوية الشعب اليمني، وحوثنة عبر شعارات وخرافات مؤسس الجماعة الكهنوتية حسين الحوثي.


وأضاف الخوداني في لـ«المرجع» أن ما يعيشه اليمن اليوم من عبث الحوثي في قطاع التعليم، يهدف إلى هدم المجتمع، وتأسيس النهج الإمامي وفقًا لرؤية الخمينية، متابعا أن ميليشيا الحوثي تطبق نموذج الخميني بعد إسقاط نظام الشاه، في اليمن عبر حوثية القضاة والتعليم والاقتصاد والإعلام والدين، والجيش والأمن بما يؤهل بصناعة جيل يدين لها بالولاء.