مهمة ميدانية..

حضور القاعدة في مسرح جيش الشرعية والضحية قوات التحالف

انتهازية قذرة ومحاولة بائسة للتغطية على دور الإصلاح

محمد فؤاد

بدأت أبواق الإصلاح وجيوشه الإلكترونية توجيه الاتهام للإمارات بالوقوف وراء مقتل المقدم بندر العتيبي، قائد القوات السعودية في وادي حضرموت، قبل أن يجف دم الشهيد ورفاقه، في انتهازية قذرة ومحاولة بائسة للتغطية على دور الإصلاح وأذرع علي محسن الأحمر وارتباطاتها بالقاعدة في مسرح تواجد المنطقة العسكرية الأولى.

استشهد العتيبي في مهمة ميدانية لمداهمة أوكار القاعدة في الوادي، بينما كان يفترص أن تنفذ المهمة وحدات الشرعية الموالية للإصلاح في سيئون والمنطقة الأولى وليس قائد قوات التحالف الذي وجد نفسه أمام استحقاق عسكري يفرضه عليه الواجب وهو يشاهد تهاون وتخاذل بل وتآمر قادة جيش الشرعية في المنطقة الأولى عن ملاحقة خلايا الإرهاب.

وكان أحد استدلالات الإخوان وهم يتهمون الإمارات الحديث عن قتل القائد السعودي السهيان في باب الساحل قبل باب المندب، غير أن مطبخ الإخوان استعجل هذه المرة في محاولته التغطية على مؤامراته ضد السعودية وقواتها وأغفل أمراً مهماً وهو أن القائد الإماراتي الكعبي استشهد مع السهيان في ذات الخيمة وبذات الصاروخ الذي استهدف مقر القيادة والعمليات حينها.

أمنت الإمارات حضرموت الساحل من القاعدة، وطردت خلايا داعش من خلال تشكيل قوات النخبة ودعم وحدات الأمن التابعة للشرعية وإسناد المنطقة العسكرية الثانية وقيادتها، في حين تركت الشرعية ونائب الرئيس صاحب النفوذ الأهم في المنطقة الأولى، سيئون ووادي حضرموت مسرحاً وملاذاً لخلايا الإرهاب المرتبطة بالإخوان.

من قتل الضابط في النخبة الحضرمية قبل أيام في سيئون هم من قتل القائد السعودي ورفاقه من العسكريين السعوديين واليمنيين، ومن ترك خلايا القاعدة وداعش تتحرك دون قيود أو ملاحقة في الوادي هم من يقف وراء استهداف قيادات التحالف والضباط العاملين معهم سواءً كانوا يميين أو سعوديين أو إماراتيين.

فتح جيش الإصلاح الطريق لتحرك القاعدة وعناصره من البيضاء ومأرب نحو شبوة وإلى حضرموت الوادي بعد أن هاجمت هذه القوات المحسوبة على الشرعية وحدات النخبة الشبوانية التي كانت أغلقت خط امتداد وتحرك خلايا الإرهاب من وإلى حضرموت، وضيقت على القاعدة الخناق في شبوة، وطهرت غالبية مساحة شبوة المترامية من وجود القاعدة وداعش.

هذا التوظيف السريع والخبيث لاستشهاد القائد السعودي ورفاقه في حضرموت محاولة مكشوفة لتوجيه الأنظار عن مرتكب الجريمة والمخطط لها وإهانة متعمدة للمملكة العربية السعودية وقياداتها العسكرية في اليمن وتجاوز لدورها في قيادة التحالف العربي لمواجهة الإرهاب بشقيه الحوثي والقاعدة وداعش.

وكان محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية قد دعا الشهر الماضي المنطقة العسكرية الأولى إلى لعب دور حقيقي في مواجهة خلايا الإرهاب في وادي حضرموت، وانتقد تقاعسها في هذا الجانب، وعاد خلال الأيام الماضية في اجتماع أمني وعسكري إلى التشديد على خطورة الوضع الأمني في وادي حضرموت، وهذا يحمل إدانة واضحة للقوات المتواجدة في المنطقة وتخاذلها عن أداء دورها.

نجحت وحدات النخبة الشبوانية، وهي أمنية حديثة العهد، في تأمين كل مناطق شبوة باستثناء بيحان التي فيها محور عسكري تابع لمأرب، فيما منطقة عسكرية كاملة بوحدات عتيقة تفشل في تأمين حضرموت الوادي من القاعدة.. ذلك يطرح تساؤلاً عن الغرف التي تحرك خلايا الإرهاب وتتيح لها المجال لتنفيذ عمليات عسكرية كبيرة لا يمكن أن تنجح دون دعم من الأذرع العسكرية المتواجدة في المنطقة.

نعيق الإصلاح وجيوشه الإلكترونية محاولة لصرف الأنظار عن جريمة جيش الإصلاح العسكري ومؤامراته ضد الرياض وقواتها والقيادات السعودية.. وليس اتهام الإمارات بجديد، غير أن سرعة التوظيف للحادثة يكشف نوايا هذه الجماعة واستعدادها الذهاب بعيداً واللعب بكل الأوراق لنشر الفوضى والاستفادة منها.