عرض الصحف العربية..

مظاهرات مصر: هل هي خداع إخواني أم ثورة قادمة؟

مظاهرات مصر

BBC العربية

تناولت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، المظاهرات "المحدودة" التي اندلعت في عدة محافظات مصرية مؤخرا ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وألقى بعض الكُتّاب باللوم على جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في إشعال الأزمة و ترويج "الكذب والخداع وتزييف الحقائق".

بينما رأى آخرون أن "إسقاط السيسي صار مطلبا ملحا لكل القوى السياسية والشعبية"، متهمين إياه بممارسة "القمع وتكميم الأفواه" خلال سنوات حكمه.

وجاءت المظاهرات التي اندلعت يوم الجمعة 20 من سبتمبر/أيلول استجابة لدعوة المقاول والممثل المصري، محمد علي، الذي يتهم الرئيس المصري ومقربين منه في المؤسسة العسكرية بـ "الفساد وإهدار المال العام".

"جماعة الإفك"

يقول محمد إبراهيم الدسوقي في الأهرام المصرية إن جماعة الإخوان "بضاعتها المفضلة والرائجة هي الكذب والخداع وتزييف الحقائق، فقد حشدوا أسلحتهم من قنوات الجزيرة مباشر ومكملين والشرق، ومعها منصاتهم الشيطانية على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الشخصيات المشبوهة من عينة المقاول الهارب محمد علي ووائل غنيم، وزيّنوا للناس أن المصريين سينزلون كالموج الهادر لشوارع المحافظات للمطالبة بتغيير النظام، ولم يحصدوا سوى الخيبة والخزي؛ لأنه لم تكن هناك جموع غفيرة - حسبما أشاعوا زورًا وبهتانًا عبر قنواتهم - وإنما أشخاص يُعدُون على أصابع اليد الواحدة، ولا يُعتد بهم".

في السياق نفسه، يقول محمد بركات في الأخبار المصرية: "الكراهية لمصر وشعبها واضحة والحقد والغل لجيشها وقائدها مؤكد وبيّن في كل تحرك ووراء كل فعل صدر ويصدر عن قوى الشر وجماعة الإفك والضلال".

ويضيف الكاتب: "مع كل نجاح يتم إحرازه في المسيرة الوطنية للدولة المصرية، على طريق تثبيت قواعد وأعمدة الدولة، والتقدم نحو الإصلاح الاقتصادي والتنمية الشاملة، تزداد الكراهية لمصر وشعبها من جانب هذه القوى وتلك الجماعة".

ويدعو الكاتب إلى "مواجهة ذلك من خلال العمل بكل الجهد على سلامة الجبهة الداخلية، وصلابة الروح المعنوية للمواطنين من عامة الشعب".

ويقول كرم جبر في صحيفة الجمهورية المصرية: "لو علم المصريون حجم المؤامرات التي تستهدف بلدهم، لوقفوا صفاً واحداً، ليس من أجل الرئيس، ولكن درءاً لمخاطر كبيرة، تدبرها دول وأجهزة مخابرات، وتتحرك على المسرح عرائس ممسوخة، ترتكب أفدح صور الخيانة ضد وطنهم".

"ثورة قادمة"

على الجانب الآخر، ترى إحسان الفقيه في "القدس العربي" اللندنية أن "إسقاط السيسي صار مطلبا ملحا لكل القوى السياسية والشعبية، لا يحتمل التأجيل من أجل المزيد من المكاسب الثورية".

وتقول إحسان: "ست سنوات من القمع وتكميم الأفواه ونهب البلاد".

في السياق ذاته، يقول ربيعة بن صباح الكواري في "الشرق" القطرية: "ثورة عارمة قادمة على أرض الكنانة يقودها شعب مصر العظيم الذي عاش أسوأ مراحل الاستبداد والغطرسة السياسية في عهد الرئيس المخلوع بإذن الله تعالى عبدالفتاح السيسي، هذا الرمز الذي مارس أقسى وسائل التعذيب والقتل ضد الشباب المصري تحت أسباب وهمية ومختلقة والإساءة لشعبه دون أي رحمة".

ويضيف: "وما من شك في أن كافة الشعوب العربية تقف اليوم مع مصر وشعبها الثائر بكل قوة لنيل كرامته التي انتهكت".

الحوار المجتمعي هو "الطريق الوحيد"

ترى "رأي اليوم" اللندنية في افتتاحيتها أنه ما زال من غير المعروف ما إذا كانت هذه الاحتجاجات ستستمر وتتوسع، "ولكنّها تظل جرس إنذار للمؤسّسة العسكرية الحاكمة فعليًّا في مصر يجِب أخذها بكُل جديّة، لأن الأوضاع الداخلية في مصر تشهد حالة من الاحتقان، خاصّةً في أوساط الطّبقات الشعبيّة المَسحوقة نتيجة الغلاء الفاحش، وارتفاع مُستوى المعيشة، وانخفاض سقف الحريّات".

ويرى محمد أبو الفضل في "العرب" اللندنية أن المصريين "يحتاجون إلى وثبة حقيقية في ملف الإصلاح السياسي، بعيدا عن أجندة الإخوان المشبوهة، تخرجهم من التضييق الحاصل في مجال الحريات الذي فرضته دواع أمنية، وتمنحهم ثقة في الإصلاحات الاقتصادية".

كما يرى الكاتب أن المصريين "يرفضون رحيل الرئيس السيسي في أجواء ملبدة بغيوم الإخوان، حيث إن السيسي لعب دورا مهما في إنقاذ الدولة، ويعود له فضل تقويض المتطرفين".

من جانبه، يرى حسين منصور في "الوفد" المصرية أن الحوار المجتمعي هو "الطريق الوحيد" للخروج من الأزمة من خلال "الوصول إلى توافقات عملية جادة ومطابقة لأحوالنا وواقعنا وتاريخنا".

وحول أداء الإعلام المصري تجاه المظاهرات الأخيرة، تقول "القدس العربي" اللندنية في افتتاحيتها: "دخلت وسائل إعلام النظام المصري في مفارقة عجيبة، فهي من ناحية تنكر وجود مظاهرات، وفي الوقت نفسه تظهر مجموعة من الفعاليات التي تدل على حدث جلل يحصل، فيظهر بعض الفنانين المصريين يرددون، كالمنومين مغناطيسيا، جملة واحدة تلعن 'الخونة والعملاء' وتعبر عن 'الولاء للريس'".