لإعادة تدوير الإسلاميين..

مراقبون: يوجد مخاوف ليبية من استغلال مؤتمر برلين

قطر وتركيا تدعمان الميليشيات والجماعات الإرهابية

الحبيب الأسود

يراقب الليبيون بكثير من التوجس الاستعدادات لعقد المؤتمر الدولي حول أزمة بلادهم في برلين، خصوصا في حالة تشريك النظامين القطري والتركي في أشغاله.

ورفض مسؤولون ليبيون المشاركة في المؤتمر الذي دعت إليه ألمانيا، مشيرين إلى أن تركيا وقطر باتتا تمثلان غطاء سياسيا ودبلوماسيا للمرتزقة وتدعمان الميليشيات الخارجة عن القانون بالمال والسلاح والإعلام.

كما استبعد الجيش الليبي مشاركة قيادته العامة في المؤتمر. وقال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، إن وقت الحوار انتهى لأن الميليشيات المسلحة أفسدت العديد من الاتفاقات والتفاهمات التي جرت في القاهرة وأبوظبي وباريس وباليرمو بين القائد العام المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.


وأشار المسماري إلى أن الجيش الليبي يؤمن بأن معركة ليبيا أمنية وليست سياسية أو اقتصادية، مؤكدا أن دول العالم، وخاصة ألمانيا، تعي جيدا أن الحل في ليبيا عسكري وأمني بسبب انتشار مقاتلين وإرهابيين في طرابلس.

ولا تخفي أطراف ليبية داعمة للجيش الوطني توجّسها من الموقف الألماني القريب من الإسلام السياسي، وخصوصا في ظل التغلغل الكبير لجماعات الإخوان في البلاد من خلال الاستثمارات والجمعيات وداخل الجاليات المسلمة المقيمة في البلاد وعلى رأسها الجالية التركية.

لكن رغم حذرها الشديد من تمدد الإسلاميين على أراضيها، تبدي برلين تعاطفا واضحا مع إسلاميي المنطقة العربية، وقد تأكد ذلك منذ بداية ما سمي بثورات الربيع العربي التي فتحت المجال أمام الإخوان وحلفائهم للمنافسة على السلطة في دول مثل تونس وليبيا.

وما يزيد من قلق القوى السياسية الليبية المشاركةُ المنتظرةُ لقطر وتركيا في مؤتمر برلين باعتبارهما بلدين فاعلين في الملف الليبي. وفي هذا السياق، أوضح عضو المجلس الرئاسي، فتحي المجبري، أن قطر وتركيا متهمتان بدعم الفوضى بشكل مباشر في ليبيا ما يجعلهما طرفين غير محايدين في أي حوار حول الملف الليبي.

وأضاف أن الدعوة الألمانية تختلف عن الدعوات السابقة لكونها ستجمع الأطراف المعنية بالأزمة الليبية وأعضاء المجتمع الدولي.

وأوضح، في تصريحات له، أن معالجة الأثر السلبي للتدخلات في ليبيا ستكون بمثابة الخطوة الأولى على الطريق الصحيحة خاصة أن اتفاق الصخيرات السابق بحث توافق الأطراف الليبية وترك قضية الاختلافات الدولية تجاه الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن الآمال تعقد على أن يتوصل مؤتمر برلين إلى منع التدخلات السلبية في الأزمة الليبية.


وتحدثت مصادر ليبية مطلعة عن محاولات لتجيير مؤتمر برلين لفائدة جماعة الإخوان وحلفائها تحت غطاء المجلس الرئاسي الذي أثبت فشله في إدارة شؤون البلاد.

ويقول عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي إن “الغرض من المؤتمر الدولي المزمع، هو استجلاب الإسلاميين إلى طاولة الحوار مرة أخرى وإدخالهم في العملية السياسية، لكن نحن قد جرّبناهم وعرفناهم وخبرناهم، ونعلم أنهم لا يأتون لكي يجلسوا ويقولوا نحن مع الحوار إلا حينما يفشلون، ونحن نعلم عقيدتهم ونعلم أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا يستسيغونها، ونعلم أنهم يقتلون الجيش والشرطة كما يقول دعاتهم والمكلفون بالإفتاء لهم”.

ويكشف التكبالي أن قطر وتركيا تريدان السيطرة على القرار الليبي من خلال الميليشيات والجماعات الإرهابية، وستعملان على تأكيد دورها في مؤتمر برلين، مشددا على أن “الذي يذهب إلى هذا الحوار يخالف قرارات مجلس النواب”، مضيفا أن “المتابع للموقف من البداية يرى أنهم بدأوا المؤامرة بتفتيت مجلس النواب، إما عن طريق الرشوة، وإما عن طريق التخويف والترهيب، وإما عن طريق تعيين هذا أو ذاك، وقد فضحنا من أخذوا الأموال، ومن ثم تفتيت مجلس النواب بافتتاح تكية لهم في طرابلس”.

وأبرز التكبالي أن الدور التخريبي مرفوض من الليبيين ومن كل من يحب الخير لليبيا، لذلك فإن نتائج مؤتمر برلين لن تأتي بجديد وسيكون مثله مثل المؤتمرات السابقة التي كان الهدف من ورائها إيجاد موقع قدم للإخوان وحلفائهم من الإرهابيين في مستقبل البلاد.

وأبدى طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، اعتراضه على مؤتمر برلين، معتبرا إياه «شغل إنكليز» لإعطاء نفس جديد لجماعة الإخوان، مشيرا إلى إنه بعد تحرير طرابلس، ستؤمن البلاد ويتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهد الأرضية لإجراء انتخابات عامة.


وشدّد على أن حسم معركة طرابلس بات وشيكا وإعلان تحريرها سيكون قريبا، وأن اجتماعات برلين وروما ونيويورك بشأن ليبيا لن تكون لها أي نتائج إيجابية قبل تجريد الميليشيات من سلاحها والقضاء على الإرهاب، وأمّا غير ذلك فهو مضيعة للوقت.

ويقول محللون سياسيون ليبيون إن الحماس الإيطالي لمؤتمر برلين يدخل ضمن مخطط التشريع للميليشيات المرتبطة بالإسلام السياسي وداعميه وإعادة تدوير جماعة الإخوان وحليفتها الجماعة المقاتلة ضمن العملية السياسية على غرار ما تم خلال مؤتمر الصخيرات الذي انتهى في ديسمبر 2015 بإقرار تشكيل المجلس الرئاسي وتحويله لاحقا إلى غطاء للإسلاميين وميليشياتهم ما أدّى إلى فشل الحل السياسي والعجز على تنفيذ الترتيبات الأمنية المتفق عليها والاعتماد على حكومة الوفاق غير الشرعية واتساع دائرة الإرهاب والعنف والفساد المالي والإداري ، ليرد الجيش الوطني على ذلك بعملية «طوفان الكرامة» التي أطلقها في الرابع من أبريل الماضي لتحرير طرابلس.