خلال استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين..

بن زايد: ماضون نحو تعزيز العلاقات مع روسيا على المستويات كافة

بوتين في الإمارات تجسيدا لعلاقات ثنائية واسعة

أبوظبي

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار جولة انطلقت من المملكة العربية السعودية التي أسس من خلالها لعلاقات ثنائية وطيدة مع هاتين الدولتين الكبيرتين في العالم العربي.

وترتبط الدولتان الخليجيتان بعلاقات متميزة مع روسيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين وترسّخت بعلاقات سياسية واقتصادية واستثمارية في كافة المجالات.

وكان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في مقدمة مستقبلي الرئيس بوتين في مطار أبوظبي الذي وصله على رأس وفد رفيع المستوى. وهذه الزيارة الثانية لرئيس روسيا منذ 2007 وتهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.

وأكد الشيخ محمد بن زايد في تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر أن الرئيس الروسي يقوم بـ"زيارة تاريخية تجسد قوة العلاقات الإماراتية الروسية. ماضون معا نحو تعزيزها على المستويات كافة لمصلحة بلدينا الصديقين".

ويبحث بوتين مع قادة دولة الإمارات علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وآليات تنميتها وتعزيزها في المجالات المختلفة، إضافة إلى مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.

ويعكس توقيت زيارة الرئيس الروسي حجم التنسيق وتقارب الرؤى بين الإمارات وروسيا في كافة المجالات. وكان بوتين قد صرح عشية الزيارة أنه "على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعة نشاطنا على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، ونقوم بذلك، لما له فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها".


وكان الرئيس الروسي قد اختتم زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية تجسدت في اتفاقات ثنائية بمجالات عديدة، حيث منحت زيارته الرياض جهود تطوير العلاقات بين موسكو والرياض، زخما إضافيا، مترجمة إرادة مشتركة لدى الطرفين في توسيع مجال التعاون بينهما وتخليصه من أسر التنسيق التقليدي بين البلدين في مجال الطاقة والحفاظ على توازن أسواق النفط.

ويرصد مراقبون وجود تبدّلات في المشهد الإقليمي والدولي، وفي موازين القوى العالمية، من شأنها أن تهيّئ الأرضية لنشوء تحالف جديد بين كل من روسيا والسعودية والإمارات.

وعلى رأس تلك التطورات التذبذب الحادّ في السياسات والمواقف الأميركية والتراجع النسبي في مكانة الولايات المتحدة ورغبة الانكفاء التي يعبّر عنها رئيسها الحالي دونالد ترامب، في مقابل صعود روسيا والصين دوليا، وتطوّر مكانة الرياض وأبوظبي في محيطهما الإقليمي، وتزعمّهما معالجة أعقد القضايا السياسية والأمنية.


وتنظر روسيا إلى الإمارات كما يقول بوتين "كأحد شركائنا الواعدين والقريبين جدا وليس من قبيل الصدفة أن الوصل إلى توقيع وثيقة (الشراكة الاستراتيجية بين البلدين)، فهذا يدل على نوعية، وطابع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية".

وستكون الملفات المشتركة وفي مقدمتها الاقتصادية واحدة من بين أهم الملفات التي ستتطرق إليها زيارة بوتين، بالنظر إلى حجم وثقل اقتصاد البلدين، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنهاية العام 2018، بنسبة 21 بالمائة، مقارنة بعام 2017، بقيمة 3 مليارات دولار.

وكان البلدان قررا الإلغاء المتبادل للتأشيرات بينهما وذلك اعتباراً من فبراير 2018 وهو القرار الذي أسهم في زيادة عدد السياح الروس إلى الإمارات.

ويمثل إعلان الشراكة الاستراتيجية إطارا مؤسسيا لتطوير العلاقات الثنائية المشتركة بين الإمارات وروسيا في مجالات التجارة والاقتصاد والمالية والاستثمار والثقافة والعلوم ولتقنية والفضاء.