تصويب البوصلة لانتزاع العاصمة اليمنية صنعاء..

تقرير: المعركة المصيرية.. تحرير (تعز والحديدة) أم (المخا وذو باب)؟!

إعلانات صريحة وطافحة

أمين الوائلي

دعا طارق صالح، الخميس، في خطاب حمل رسائل تصالح صريحة وضمنية، إلى التوحد والتشارك في تحرير تعز والحديدة، وإلى تصويب البوصلة لانتزاع العاصمة اليمنية صنعاء من سيطرة المليشيات الحوثية وتخليصها من قبضة الكهنوت، ليرد فاعلون ومنظّرون في إخوان اليمن (حزب الإصلاح): بل تحرير المخا وذو باب (المحررتان).

ردود وتعليقات رحّبت بمضامين خطاب قائد قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية العميد طارق صالح، أمام دفع جديدة من منتسبي الحراس في الساحل الغربي، يوم الخميس 17 أكتوبر، وأكدت على المضامين السياسية العالية خصوصاً الدعوة المتكررة إلى نبذ الصراع والحروب الجانبية والعبثية واتحاد وطني لا يستثني أي طرف أو أحد بصدد معركة الوجود والمصير مع ذراع إيران وانتزاع اليمن وعاصمته من أيدي أدوات الحرس الثوري الإيراني.

الآراء والتعليقات انصرفت أكثر من نصيب الدعوة إلى التوقف عن استجداء المليشيات فتح المعابر في تعز، بل التوجه جميعاً لتحرير تعز وكذلك إلى تحرير الحديدة.

وبينما كان المؤيدون، وهم كُثر، يرون هذا الخيار العملي المتاح أمام القوى الوطنية، كان هناك من لسعته الجملة الموقفية القوية في الخطاب، فأخذ موقفاً مضاداً من موقع الضد تماماً، وشحذ معابر خطابية "المعركة المصيرية"، كما فعل القيادي الإصلاحي والإخواني العتيد سعيد ثابت سعيد، الذي اندفع إلى إطلاق عيارات طائشة ومنفعلة بالحديث عن "تحرير المخا وذو باب" باعتبارها أولوية قصوى، كما قال، بدلا عن تحرير تعز والحديدة.

علّق القيادي الإصلاحي من الدوحة "المعركة المصيرية لأبناء تعز وإب الحقيقية تحرير مديريتي المخا وذو باب واستعادتهما".

سعيد ثابت، وهو مدير مكتب الجزيرة ومُنظّر الجناح القطري داخل الإصلاح وصاحب إشارة البدء الشهيرة، لانتفاضة (ضد التحالف العربي بقيادة السعودية) في تعز وخروج مظاهرات، قبل أشهر، بتغريدة ذائعة أقّتت "ساعة الصفر"، تعمد في موقفه ورده الأخير حصر التحدث نيابة أو وصاية عن "أبناء إب وتعز"، وأن هذه أولوية قصوى لهم (..)، الأمر الذي يذكّر بالدعوة الشهيرة قبل أسابيع أطلقها حمود المخلافي إلى إخلاء الحدود وعودة جنود إب وتعز إلى مأرب أولاً فتعز. وبتنا الآن نعرف من أين يأتي هذا التنظير ومصدره. ولم تخب التوقعات دائماً: خلية الدوحة أو الجناح القطري.

كان هناك من رأى أن الإخوان، يهينهم بطريقة ما التعريض بالاستجداء من الحوثيين لفتح المعابر. وردودهم المنفعلة والتي تصفها تعليقات ب"الحماقة" تسلط الضوء على توجه حقيقي وتكتل وجودي للإخوان يضمر السلام والحوار والتفاهم (الاستجداء) مع الحوثيين، مقابل العداء والحرب لأعداء ومحاربي الحوثيين على الأرض وخصوصاً في تعز والساحل الغربي.

في الطرف الآخر، هناك من لا يود رؤية هذه الحقائق والتعامل معها كما هي، فيتهرب من التعليق على هكذا إعلانات صريحة وطافحة؛ إما عجزاً وتردُّداً عن المقارعة بالحُجة. أو خوفاً على علاقات ومصالح مع الإخوان في عقر دار الشرعية الخرب.