أردوغان يتلاعب..

تقرير: لماذا «أوباما» يبنى أيديولوجية الإخوان؟

الخدعة التي وقع فيها من قبل الرئيس التركي رجب

معاذ محمد

كشف أندرو مكارثي، المدعي الفيدرالي السابق، وكبير باحثين في «معهد ناشيونال ريفيو» بواشنطن، عن دور الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في الأزمات الأخيرة التي وقعت في الشرق الأوسط، خصوصًا بعد تبنيه لأيديولوجية جماعة الإخوان، والخدعة التي وقع فيها من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال «مكارثي» إنه يجب أن نتذكر أن «دونالد ترامب» ليس أول رئيس أمريكي تتلاعب به أنقرة، خصوصًا بعد تصويت مجلس النواب على إدانته بشأن إقدام تركيا على ذبح الأكراد في شمال سوريا.

وكانت تركيا أعلنت في 9 أكتوبر 2019، بدء العملية العسكرية «نبع السلام» في الشمال السوري، لإنشاء ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة»، وانسحبت القوات الأمريكية وتركت حلفاءها الأكراد بمفردهم في مواجهة توغل أنقرة.


أوباما تودد لـ«أردوغان»

وأوضح المدعي الفيدرالي، أن الرئيس التركي كان غارقًا في أيديولوجية الإخوان، والذين يتسللون وقت الأزمات والاضطرابات، متخفين تحت عباءة «العدالة الاجتماعية» وهو مبدأ حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه «أردوغان»، مشيرًا إلى أنه عندما انهارت المعارضة الإسلامية في عام 2002، سيطر حزب الرئيس على البرلمان، وترقى «رجب طيب» على الفور إلى منصب رئيس الوزراء.

وأضاف «مكارثي» في مقاله الذي نشره موقع «ذا هيل» الأمريكي، أنه في إطار سعي واشنطن لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، فإن التودد لـ«أردوغان» الذي يتخفى وراء وهم خادع بأن «النموذج التركي»، دليل على أن الفكر الإخواني والليبرالية الغربية يمكن أن يمتزجا بسلاسة، يمثل مشكلة عانى منها الحزبان الجمهوري والديمقراطي على حد سواء.

ويقول أندرو مكارثي، إنه من واقع الحرص على تنمية حلفاء مسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، داعبت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، زعيم تركيا الجديد، خصوصًا أن التقارير كانت تشير إلى أنه كان «معتدلًا» حقيقيًّا يضيء طريق «الديمقراطية الإسلامية»، وكانت أنقرة بالفعل ديمقراطية عندما جاء أردوغان والإسلاميون.


خطأ أوباما

وأشار الباحث في معهد «ناشونال ريفيو» إلى أن أردوغان كان يقوم بمساعدة وتحريض حماس وحزب الله، وكلما كان يقوم بأعمال عدائية ضعيفة الوقع ضد إسرائيل، كان الرئيس السابق باراك أوباما يقربه منه، مشددًا على أنه كان يرقي الخليفة المرتقب علانية إلى وضعية الحليف والمستشار له.

وأكد «مكارثي» أن الرئيس الأمريكي السابق أيد حلفاء «أردوغان» وجماعة الإخوان في مصر، ما أدى لتبعات كارثية، كان يمكن التنبؤ بها بالكامل من جانب من يعقل.

وأضاف المدعي الفيدرالي، أنه بعد الأزمات في القاهرة، والتي تمت الإطاحة فيها بجماعة الإخوان، دعم «أوباما» الإسلامويين في ليبيا ضد معمر القذافي، وكان الأخير يعتبر في ذلك الوقت حليفًا أمريكيًّا غير مرغوب فيه، متابعًا: «بعد سقوطه اتخذ أوباما قرارًا حكيمًا بالابتعاد عن التدخل في سوريا، ولكنه ظل غارقًا في ارتباك واشنطن السياسي».

وأوضح أندرو مكارثي، أنه بعد ذلك جعل «أوباما» محور تحركاته يقتصر على محاربة تنظيم داعش «نسخة مكررة لتنظيمات الجهاد السني»، وسحب بموجبه القوات الأمريكية من العراق، مشيرًا إلى أنه تلقى اللوم بسبب ذلك.


صراع بين الطرفين

وأشار كبير الباحثين بالمعهد الأمريكي، إلى أن «أوباما» وعد بعدم وجود جنود أمريكيين في سوريا، موضحًا أنه بدأ بعد ذلك في الاعتماد على وكلاء، وهذا ما جعله يقع في صراع مع صديقه «أردوغان».

وأضاف أنه على عكس الأمريكيين تلاعب رئيس وزراء تركيا بخصومه بدهاء، وتآمر لإحداث الوقيعة بين بعضهم البعض، فساعد إيران على التحايل على عقوبات واشنطن، وفي نفس الوقت عمل على مساعدة الجهاديين على شن حرب ضد سوريا، بالإضافة إلى أنه أخذ يتقرب من الكرملين.

وأشار المدعي الفيدرالي السابق، إلى أن العلاقة الوطيدة بين «أوباما وأردوغان» توترت بسبب الأكراد في تركيا، بعد أن قاد حزب العمال الكردستاني انتفاضة تسعى للحصول على الحكم الذاتي، في الوقت الذي أصبحوا فيه الوكيل الأكثر قدرة بالنسبة للأمريكيين على حدود سوريا.

وأوضح «مكارثي» أن أوباما آنذاك أكد لـ«أردوغان» بأنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق فيما يتعلق بدعم بلاده للأكراد وأنه سيكون محدودًا، ولن تكون هناك منطقة كردية دائمة على الحدود التركية.

وأشار كبير الباحثين، إلى أنه على عكس ما وعد به «أوباما»، سرعان ما كانت هناك منطقة كردية فعلية على الحدود التركية، وجنود أمريكيين على الأرض، مشددًا على أنه عندما غادر الرئيس السابق منصبه، كان لا مفر من الحساب، والذي كان من نصيب «دونالد ترامب»، مؤكدًا أن الانغماس مع «أردوغان» يؤدي إلى مشكلة في الشرق الأوسط.