لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات خطيرة..

مع تكرار حرائق النفط بإيران.. هل تقف «واشنطن» خلف الهجمات؟

مصفاة نفط

إسلام محمد

شب حريق هائل في مصفاة عبادان، جنوب إقليم الأحواز العربي المحتل جنوب غرب البلاد، الأحد 20 أكتوبر 2019، ما تسبب في تصاعد سحب الدخان، بحسب المقاطع التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، نقلًا عن دائرة العلاقات العامة لمصفاة عبادان، فإن الحريق نشب، صباح الأحد، دون معرفة الأسباب وتمت السيطرة على الحريق في خمس دقائق، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات خطيرة.

 

وأضافت أن وحدة سلامة مصفاة عبادان تحقق في سبب الحادث، الذي لم يؤد إلى توقف العمل والإنتاج".

 

يذكر أن مصفاة عبادان أكبر مصافي نفط إيران، ومن أكبر مصافي العالم بطاقة تكرير تصل إلى 7000 برميل من النفط يوميًا.

 

وكانت المصفاة حتى عام 1980 أكبر مصفاة نفط بالعالم، حيث كانت تكرر 630,000 برميل نفط يوميًّا أي مايعادل 65% من طاقة إيران التكريرية آنذاك، قبل أن تتوقف بسبب الحرب.

يذكر أن اندلاع النيران في المنشآت والمصافي ومجمعات بتروكيماوية إيرانية ازدادت خلال الآونة الأخيرة ويربطها بعض الخبراء بما كشفت عنه وسائل إعلام أمريكية عن نية إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، شن هجمات سيبرانية على منشآت طهران.

 

من جانبه قال الكاتب الصحفي الخبير في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي، إن الحقيقة أن أخبار اندلاع حرائق في مصافي النفط في إيران لم تعد مثيرة بالنسبة للكثيرين في الشارع الإيراني وللمتابعين أيضًا لما يدور هناك فهي حادثة متكررة تحدث بين الحين والآخر لأسباب متعددة وبمستويات مختلفة غير أن ما يلفت النظر لما شهدته مصفاة النفط في «عبادان» أنها من ناحية تعد المصفاة الأكبر في إيران إذ تقوم بتكرير 400 ألف برميل من النفط الخام الثقيل وتحويله إلى منتجات ومشتقات بترولية.

 

وأضاف لـ«المرجع»، أنه من ناحية أخرى فإن أسباب الحريق ما زالت مجهولة حتى اللحظة وهو ما فتح باب التكهنات حول طبيعة تلك الأسباب، خاصة أن الحريق يأتي بالتزامن مع تصاعد احتمالات لنشوب حرب سيبرانية بين كل من الولايات المتحدة الامريكية وإيران على خلفية التطورات التي شهدتها منطقة الخليج على مدار الشهور الماضية والتي بدأت باستهداف إيران لناقلات نفط في كل من الخليج العربي وبحر عمان ثم إسقاط طائرة أمريكية مسيرة ثم الهجوم على شركة أرامكو النفطية السعودية وتعطيل أكثر من نصف إنتاج المملكة العربية السعودية وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى أن تلجأ لشن مثل هذه الحرب السيبرانية لاستهداف منشآت عسكرية وأخرى نفطية كأحد أشكال الرد على السلوكيات الإيرانية.

 

وتابع أنه على الرغم من أنه ليس ثمة أدلة قطعية حتى اللحظة على أن الحريق نتيجة هجوم سيبراني فإنه ليس أمرًا مستبعدًا وإن كنت أظن أن إيران لن تعلن في حال كان الحريق فعلًا نتيجة لتلك الحرب عن أن هجومًا سيبرانيًا هو السبب.

 

 وأوضح أن ذلك الإعلان له دلالتان مهمتان أولهما: أن إيران غير قادرة على حماية منشآتها ضد مثل هذه الهجمات، وثانيهما أن مثل هذا الإعلان يستدعي ردًا إيرانيًّا قويًا مقابل هذا الهجوم، وهو الرد الذي يجب أن يكون مباغتًا ولا يسبقه تحذير، ومن ثم فإن الجهة المحتملة والوحيدة التي يمكن أن تكشف لنا أن هذا الحريق سببه هجوم سيبراني هي منفذ هذا الهجوم نفسه، وذلك أيضًا سيخضع لحسابات المنفذين، وهل تبني هذا الهجوم في صالحهم أم لا ؟.