الشمال لن يكون للحوثيين والإخوان..

تقرير: "اتفاق الرياض".. استراتيجية استعادة "اليمن" وتحصين الجنوب

دفعت قطر باعتباها لافشال اتفاق الرياض واتفجير الوضع عسكريا في أبين - ارشيف

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن

يترقب اليمنيون والجنوبيون عصر الثلاثاء التوقيع رسميا على اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية المؤقتة والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو الاتفاق الذي جاء برعاية سعودية إماراتية، لإعادة تصويب المشهدين العسكري والسياسي، خاصة بعد التجاذبات الاقليمية وتمكن اطراف معادية للتحالف العربي من اختراق الحكومة اليمنية التي يتزعمها الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي.

ودفعت اطراف اقليمية معادية للتحالف العربي – وهي قطر وتركيا- ومن خلفهما إيران، بقوة سياسية تتحكم في الحكومة اليمنية الى انتهاج نهج يخالف التوجهات الاقليمية ويستهدف المشروع العربي، الذي جاء تلبية حاجة اقليمية لمحاربة التمدد الإيراني والاحتلال الحوثي للمدن اليمنية بقوة السلاح.

"اتفاق الرياض" المزعم الاعلان عنه عصراً، قوبل برفض واسع من حلفاء إيران وقطر في اليمن، وقد رمت الأخيرة بكل ثقلها السياسي والإعلامي لإفشال الاتفاق، وذهبت إلى تفجير الاوضاع عسكريا في أبين في أواخر الشهر المنصرم، الا ان التحالف العربي نجح في كبح جماح جنون ما باتوا يطلق عليهم الاعلام القطري بـ(صقور)، بعد ان هددوا بامتلاكهم جيش أوله في شقرة وأخره في سيئون ومأرب.

إن "المشروع العربي" الذي تقوده السعودية وبشراكة وثيقة من دولة الامارات العربية المتحدة وبقية الدول العربية التي وقفت في التصدي للمشروع الإيراني والتنظيمات الارهابية.

"اتفاق الرياض" مثل عاصفة حزم لصناعة سلام حقيقي يؤسس لمرحلة من الشراكة الوثيقة، ويحصن الانتصارات التي تحققت بتحرير الجنوب من مليشيات الحوثي والتنظيمات الارهابية.

جاء اتفاق الرياض ليؤكد على أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال مشروع التحالف العربي يمضيان بثبات نحو مستقبل مشرق وآمن للمنطقة، بعد ان حاولت بعض الاطراف الاقليمية زرع بذور الفوضى والعنف والإرهاب، الا ان التحالف العربي، استعاد زمام المبادرة، باتفاق الرياض الذي اعاد إلى الاذهان انطلاق عاصفة الحزم، بعد ان شعر الجنوبيون ان بلدهم قد سقطت في اتون الفوضى واحتلال جديد، توقعوا ان يكون أكثر جرماً وعنفا من الاجتياح الأول الذي حدث في منتصف تسعينات القرن الماضي، حين اجتاحت جحافل نظام صنعاء وحليفه تنظيم الإخوان الإرهابي بلادنا.

ليشكل اتفاق الرياض لبنة أولى في سبيل اعادة الأمن والاستقرار للمنطقة برمتها، واعادة الاستقرار لن يتم الا بمنح الجنوبيين حقهم في تقرير المصير، ويمنح الشمال لقادة وطنيين، يكون، لا يرتبطون باي اجندة اقليمية معادية.

يعتقد الإخوان الموالون لقطر ومعهم الحوثيون الموالون لإيران، انهم الهدف الرئيس للتحالف العربي بعد اتفاق الرياض، فالابتزاز الذي مارسه الإخوان كثيرا للتحالف، اصبح لدى التحالف العربي بقيادة السعودية قوى سياسية وعسكرية بديلة تستعيد الشمال وتحافظ عليه، وتتمثل هذه القوى في اتباع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وخاصة العميد طارق صالح الذي اصبحت لديه قوات عسكرية، ويحظى بشعبية كبيرة في شمال اليمن، كما انه يمتلك نزعة ثأرية من الحوثيين الذين قتلوا زعيم المؤتمر الشعبي العام والرئيس السابق علي عبدالله صالح في اواخر العام 2017م، على عكس التيارات الأخرى التي أصبحت على تحالفات كبيرة مع الحوثيين حلفاء ايران.

ان اتفاق الرياض يؤسس لقاعدة متينة من الشراكة والتأكيد ان الشمال لن يذهب الى قبضة الإخوان حلفاء قطر، والحوثيين حلفاء ايران، لما تحمله الجماعتين من مشاريع عدائية للتحالف العربي والسعودية.