مكافحة التهديدات الإرهابية..

تقرير: بين العاصفة والاتفاق.. الإمارات دور راسخ وإنسانية لا تغيب

(32) ألفا و(674) سلة غذائية للأسر المحتاجة والمتضررة بشبوة

عدن

عبّرت التصريحات التي أطلقها وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش، أمس الأول الأحد، وأفصح فيها عن استراتيجية بلاده في اليمن خلال الفترة المقبلة عن أن موقف الإمارات راسخ ولم يتغير منذ انطلاق عاصفة الحزم وحتى بعد توقيع اتفاق الرياض.

الوزير الإماراتي أكد على أن أولويات دولة الإمارات في التحالف العربي تتمثل في مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، ومكافحة التهديدات الإرهابية، وحماية الأمن البحري، ودعم سياسة الأمم المتحدة، وهي نفس ذات الأهداف التي انطلقت منها مشاركة الإمارات في عاصفة الحزم بالعام 2015، وهو ما يدحض أكاذيب الإصلاح التي روجت أن دولة الإمارات انسحبت من التحالف العربي.

الموقف الراسخ لدولة الإمارات في اليمن هو ما يجعلها صامدة في وجه مئات الشائعات التي تلاحقها يومياً من قبل الآلة الإعلامية التركية والإيرانية والقطرية، غير أن موقف البلد العربي العادل والقوي من الأزمة اليمنية يجعل تلك الأكاذيب تذهب مع الريح من دون أن يؤثر على صلابتها في مواجهة الإرهاب وتقديم كافة سبل الدعم للأبرياء الذين يعانون ويلات الانقلاب الحوثي على الشرعية.

إعادة تموضع القوات في العاصمة عدن يعبّر أيضاً عن قوة موقف الإمارات وليس ضعفها، لأنها استطاعت أن تدحر الانقلاب الحوثي في محافظات الجنوب بالتعاون مع أبناء الجنوب، وبالتالي فإن قيامها بإعادة ترتيب أوراقها العسكرية يأتي من منطلق القوة وليس الضعف كما يحاول الإصلاح تسويق ذلك.

ولعل حديث الوزير الإماراتي وضع العديد من النقاط فوق الحروف، إذ أكد على استمرارية العمل الإنساني بل أنه أفصح عن الأدوار البحرية العسكرية التي تقوم بها الإمارات لتأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر، بجانب أدوارها السياسية الفاعلة لحل الأزمة اليمنية سياسياً، في الوقت الذي توقع فيه تحقيق تقدم كبير خلال العام المقبل في حسم النزاعات بالمنطقة.

لم تحِد دولة الإمارات العربية المتحدة عن الأهداف المستقبلية التي أعلن عنها الوزير قرقاش، منذ أن دخلت كشريك أساسي للمملكة العربية السعودية في عاصفة الحزم، بل أنها شكلت - بالتعاون مع المملكة - ذراعاً لضمان نجاح مواجهة المليشيات الحوثية، لولا خيانة الإصلاح التي دفعت قوات الجيش لتوجيه سلاحها إلى الجنوب بدلاً من العناصر الانقلابية.

وتظل مواجهة الإرهاب بجميع أشكاله هدفاً إماراتياً أساسياً باعتبار أن ذلك يعد مقدمة لكثير من الحلول السياسية في المنطقة، وإدراكها أن الدول التي تمول تلك التنظيمات لن تسمح بأن يكون هناك حلول طالما أنها قادرة على إثارة الأزمات ونشر الفوضى هنا وهناك.

 

إنسانية الإمارات لا تغيب

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الإنسانية في اليمن، في وقت تحاول فيه مليشيات الإصلاح الإيهام بأن الدولة صاحبة المساعدات الإنسانية في اليمن قد تخلت عن أدوارها، في أعقاب إعادة تموضع قواتها، غير أن الحضور الإماراتي القوي من الناحية الإنسانية يبرهن على أن إنسانية الإمارات لا يمكن أن تغيب عن اليمن.

وقدمت دولة الإمارات مساعدات إغاثية عاجلة، عبر ذراعها الإنسانية (هيئة الهلال الأحمر)، إلى سكان محافظة شبوة، عقب الأحداث التي مرّت بها المحافظة في الأيام الماضية، وذلك في إطار جهودها الرامية لرفع المعاناة، وتطبيع حياة الأسر التي تعاني أوضاعاً صعبة، بسبب الظروف التي تمر بها محافظة شبوة.

وفي هذا الشأن، وزع فريق الهيئة - الجمعة الفائتة - 300 سلة غذائية، تزن 24 طناً، مستهدفة ذوي الدخل المحدود في منطقة عين بامعبد بمديرية رضوم، استفاد منها 1860 فرداً من الأسر معدومة الدخل، والأسر الأشد احتياجاً.

وأعرب المستفيدون، عقب تسلمهم المواد الإغاثية، عن شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، لوقفتها الأخوية إلى جانبهم في محنتهم، وجهود الإغاثة المتواصلة لأبناء شبوة.

فيما سارعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إغاثة أهالي مدينة المخا على الساحل الغربي اليمني إثر تعرّض مدينتهم لقصف نفذته ميليشيا الحوثي وأوقع خسائر بشرية ومادية بالمدينة، وأعلنت، الجمعة الفائتة، عن إرسالها عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر، مساعدات غذائية ودوائية عاجلة لإغاثة الأسر المتضررة من القصف الحوثي على المخا.

وانتشرت الفرق الإغاثية والطبية التابعة للهيئة في المدينة المنتمية إداريا لمحافظة تعز، حيث قدمت المساعدات للأسر المتضررة وقامت بإسعاف الجرحى، بعد أن علّقت منظمة “أطباء بلا حدود” العمل في المستشفى التابع لها في المخا إثر تضرّره من القصف.

وعلى مدار سنوات انخراطها في التحالف العربي الذي دخل في مواجهة ضد المتمرّدين الحوثيين ومقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن منذ أوائل سنة 2015، أرفقت دولة الإمارات جهدها العسكري بجهد إنساني وتنموي كانت له آثار ملموسة في تخفيف وقع الحرب على اليمنيين، وما تزال الإمارات تمارس الدور ذاته في العديد من مناطق اليمن، في وقت تسارعت فيه جهود البحث عن مخرج سلمي للأزمة اليمنية.

وتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تنفيذ التزامها بتنشيط التنمية في أرخبيل سقطرى، والعمل على تحسين ظروف سكّانه الذين واجهوا خلال السنوات الماضية كوارث طبيعية ومصاعب اقتصادية أثّرت على أحوالهم الاجتماعية ومستوى عيشهم، وذلك في ارتباط بالوضع العام باليمن.

وافتتحت هيئة الهلال الأحمر - الذراع الإنسانية لدولة الإمارات - مرحلة جديدة من مشاريعها التنموية في سقطرى تضمّنت 22 وحدة سكنية ومدرسة، وكانت الهيئة، قد بدأت بإنشاء عدد من المشاريع التنموية الحيوية، في أعقاب الأعاصير المتتالية التي ضربت الأرخبيل، خلال الأعوام الماضية.

وقام وفد من هيئة الهلال الأحمر يرافقه عدد من المسؤولين اليمنيين، بافتتاح جانب من المشاريع التنموية في سقطرى، والتي تضمّنت تدشين مرحلة جديدة من مدينة الشيخ زايد اشتملت على 22 وحدة سكنية، ليبلغ عدد الوحدات التي تم افتتاحها حتى الآن 183 وحدة، من أصل 361 وحدة تمثّل العدد الإجمالي للمساكن المزمع إنشاؤها في الأرخبيل.

وقال محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر إنّ الهيئة درست بعناية البرامج والمشاريع الحيوية التي تحتاجها سقطرى، وشرعت في تنفيذها عقب كارثة الإعصار الذي ضرب الأرخبيل لتخدم قطاعات واسعة من المتضررين من الأعاصير، مشيرًا إلى أن الهيئة عملت بالتعاون مع السلطات المحلية في سقطرى لتحقيق أهدافها التنموية.

يذكر أن هيئة الهلال الأحمر وزعت، منذ بداية «عام التسامح» 32 ألفاً و674 سلة غذائية، بمعدل 1860 طناً، استهدفت 154 ألفاً و990 فرداً من الأسر المحتاجة والمتضررة في محافظة شبوة.

كما قدمت الإمارات، عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر، أمس الأول السبت، مساعدات غذائية ودوائية عاجلة لإغاثة الأسر المتضررة من القصف الحوثي، الذي استهدف مدينة المخا غربي اليمن، وكانت الفرق الإغاثية والطبية للهلال سارعت بالنزول الميداني على مدينة المخا، التابعة لمحافظة تعز، وأسهمت بفاعلية في إغاثة الأسر المتضررة.