إخوان اليمن..

الانتهاكات الاخوانية المتلاحقة ضد التحالف واتفاق الرياض

الانتهاكات الاخوانية

جهاد الحجري

إن أكبر عائق يقف أمام اتفاق الرياض، هو استمرار وصاية الاخوان المسلمين على حكومة الشرعية وتوجيهها حسب مصالحها الفئوية الضيقة المخالفة لما تم الاجماع والتوقيع عليه في المملكة.

وباستمرار الانتهاكات الاخوانية، سواءً سياسية كانت أم ميدانية، فإن الأمور مستمرة في التعقيد إلى أن يتم الحد من هيمنة الجنرال وعصابته بحق الحكومة المغلوبة على أمرها.

وما يحدث لسجناء المقاومة الجنوبية من قتل وتعذيب على يد عناصر الإخوان في سجون عتق، يضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما.

إما أن يتدخل التحالف لإنهاء تلك الجرائم بحق سجناء الحرب الجنوبيين، أو أن الجنوبين أنفسهم سيقتصون لدماء إخوانهم الأسرى من تلك الميليشيات.

وكما يعلم الجميع، فإن قتل الأسرى وتعذيبهم، محرمً في كل المواثيق الدولية، ويتناقض مع مبادئ الدين الحنيف، الذي يدعي حزب الاصلاح أنه ينتمي إليه.

جريمة أسرى المقاومة في شبوة أدمت قلب كل جنوبي وكل حر شريف في هذا العالم، وقد أجبرت إخوانهم الأسرى على الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام حتى تنتهي معاناتهم، ويستعيدون حريتهم.

ونستغرب حتى اللحظة، صمت المجتمع الدولي ودعاة حماية حقوق الانسان، وغيابهم عن إدانة هذه الجريمة النكراء.

وفي حال استمر الصمت، فإن مثل هذه الجريمة ستتكرر، فالاخوان عصابة إرهابية، لا يردعها إلا الإرهاب المضاد، وقد اعتادوا على تنفيذ مثل هذه الجرائم خلال سنوات الاحتلال، نظراً لسياسة التعتيم المنتهجة خلال حقبة الوحدة.

إضافة إلى جريمة الأسرى، يستغل شياطين الإخوان بعض ثغرات الاتفاق، لتمرير أنشطتهم الاستفزازية، وأولها إقحام برلمانهم المنتهي الصلاحية إلى عدن في مخالفة صريحة لبنود الرياض.

كما أن دخول بعض القيادات العسكرية والسياسية المشبوهة في الشرعية إلى عدن، قد يفجر الأوضاع سياسياً وعسكرياً ويعيد المنطقة برمتها إلى منطقة الصفر.

فالجنرال الأحمر ومن شارك معه في الاعتداء على شعب الجنوب هم أعداء لنا ولا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بهم على أرض الجنوب، التي قدمت سيولاً من الدماء في سبيل تحريرها من رجسهم.

أما البرلمان الذي رفضنا انعقاده على عدن قبل أشهر، فلن نقبل به اليوم واتفاق الرياض لا ينص على ذلك، ويعي ما تعنيه تلك الخطوة من استفزاز لشعب الجنوب العربي.

إضافة إلى كل ما سبق من انتهاكات بحق اتفاق الرياض، فإن أعضاء في حكومة الشرعية وعلى رأسهم المدعو الميسري، يخططون لتأجيج الأوضاع الميدانية، ليس فقط ضد الانتقالي والجنوب، بل وحتى ضد قوات التحالف العربية ممثلة بالقوات السعودية المتواجدة في الجنوب.

فالإخوان اليوم، يعلنونها صراحة أنهم ضد التواجد العسكري للتحالف، وهذه مقدمة لتصعيد خطير، خاصة أنه يتزامن مع تحشيد الميسري في أكثر من منطقة، بحجة حماية المكتسبات الوطنية المزعومة.

ولا يخفى على أحد ما تروج له وسائل إعلام الإخوان من تحريض على العنف ضد التحالف، وقد أثمر ذلك في احراز تقدمات ميدانية لصالح الحوثي في أكثر من جبهة.

ولولا تآمر الإخوان على التحالف، لما نجح الحوثي في الصمود بوجه المملكة والإمارات لأيام، ولما كان اليوم يستعرض عضلاته الجماهيرية أمام عدسات الإعلام.

فحشود صنعاء بالأمس لم تكن رسالة حوثية بقدر ما كانت من الإخوان أنفسهم، تجاه التحالف. فالحوثي أصغر من أن يجمع ولو عشر تلك المجاميع، لولا مساندة الإخوان والعفافيش وغيرهم من أبناء الشمال الذين توحدوا تحت راية الحوثي نكاية بالمملكة والإمارات.