الجزء الثاني لـ "جان دو فلوريت"..

فيلم "مانون فتاة النبع".. راعية تنتقم من سيزار واوغلان

القصة تفضح حالات القسوة البشرية

وكالات

فيلم "مانون فتاة النبع" للمخرج كلود بيري هو الجزء الثاني من فيلم "جان دو فلوريت" الذي عرضته لجنة السينما في مؤسسة عبدالحميد شومان خلال الأسابيع الماضية.
الفيلمان حازا على جائزة أفضل اقتباس عن عمل أدبي هو رواية الكاتب الفرنسي مارسيل بانيول "فتاة التلال". وفي هذا الفيلم، الذي تعرضه المؤسسة عند السادسة والنصف من مساء الثلاثاء، نتابع قصة الراعية مانون ابنة جان دي فلوريت وهي تعيش على أطراف القرية وتعمل كراعية بعد أن كبرت وبدأت تسعى للانتقام من سيزار واوغلان اللذين تسببا في موت والدها ورحيل والدتها وخسارة الأرض.
في بداية الفيلم نتابع أوغلان وقد نجحت زراعته وصار يستثمر بستانه ويتاجر بالورود بعد أن قام بإعادة فتح النبع الذي أغلقه ليحرم جان دو فلوريت من الماء. وتشتد أزمة سيزار النفسية وحزنه وخشيته من توقف سلالة سوبيران العريقة لعدم وجود أولاد له.
يلتقي اوغلان مع الراعية الجميلة مانون ويقع في حبها ثم يبدأ في التودد اليها حسب نصيحة عمه سيزار. غير أن مانون تميل لمدرس القرية الجديد الذي التقته في المرعى وهو يجمع الأحجار ذات القيمة الجيولوجية.
وعندما تكتشف مانون أن عائلة سوبيران وراء موت والدها، تنتقم بواسطة قطع إمدادات المياه عن أرضهم، مما سبب أضرارا لزراعة الورود، وتشتد أزمة أوغلان النفسية ويعذبه تأنيب الضمير وفقدانه الأمل في حب مانون.
تنتهي هذه الحكاية نهاية أقرب إلى الميلودراما لكن معالجتها إخراجياً تمت بطريقة بعيدة عن الميلودراما التي تهدف إلى إثارة الأحاسيس والعواطف المباشرة من شفقة وحزن وغير ذلك.
استفاد المخرج من تصوير الخصوصية المحلية للأجواء الريفية والعلاقات الاجتماعية ليقدم تراجيديا محلية، لكنها ذات طابع عالمي، تفضح بقوة حالات القسوة البشرية وتدعو للأمل بالحياة النقية.
ويكشف الفيلم عن المتغيرات في الحياة الاجتماعية استناداً إلى تجربة الريف في جنوب فرنسا وتراجع القيم والتقاليد الريفية، التي لا يخفى الفيلم حنينه إليها.
إن العبرة الأخلاقية في الفيلم تتجاوز إدانة سيزار واوغلان إلى إدانة وفضح المؤامرة الصامتة والسلبية عند أهالي القرية والذين بسبب تعصبهم ضد كل غريب بقوا صامتين مع علمهم بتسبب سيزار وأوغلان بموت جان. ويقدم الفيلم هذه المأساة الإنسانية بطريقة لا تخلو من السخرية والمفارقة، حيث يتحول الجاني إلى ضحية، ويلقي الفيلم نظرة عميقة على الجوانب المظلمة في الطبيعة البشرية، ومع ذلك فإن النصر الأخير يعقد للعدالة.
وكما في الفيلم الأول، فإن جزءً كبيراً من نجاح الفيلم يعزى الى التمثيل المقنع لأبطاله الرئيسيين وإلى قوة الإخراج والموسيقى التي جمعت بين الرقة العنفوان.
حاز الفيلم على جائزة الأوسكار البريطانية لأفضل فيلم أجنبي.