من براثن العقوبات..

تقرير: هل ينجح الاتحاد الأوراسي من إنقاذ طهران؟

مشاركة بلاده في الاتحاد الأوراسي فرصة للحصول على مخرج من العقوبات

اسلام محمد

في ظل «حملة الضغط الأقصى» التي تشنها واشنطن على الاقتصاد إيران، واتهام الأخيرة للشركاء الأوروبيين بالتخاذل عن دعمها، وتركها في مواجهة العقوبات الأمريكية، يلوح الدور الروسي كطوق نجاة لدولة الملالي، التي باتت تخشى شبح الانهيار.

فبحسب الرئيس الإيراني حسن روحاني، فإن مشاركة بلاده في الاتحاد الأوراسي فرصة للحصول على مخرج من العقوبات، فالمنتدى الاقتصادي الذي تهيمن عليه روسيا يوفر لها ساحة خلفية للتبادل التجاري مع العالم، في الوقت الذي لم ينجح فيه الأوروبيون في إقناع طهران بالاعتماد على آلية انستكس للتبادل التجاري، وهي الآداة التي لم تعمل حتى الآن بالرغم من الاتفاق عليها منذ مطلع العام الحالي.

ويحاول الأوروبيون عدم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إيران؛ لعدم إلجائها إلى التطلع شرقا، وقد انضمت 6 دول أوروبية جديدة للآلية انستكس، مؤخرًا، لكن ذلك لم يستثر سوى استهجان إيران التي اعتبرت كل تلك الإجراءات شكلية، طالما لم يتبعها تنفيذ فعلي.

وفي المقابل، سجل حجم صادرات إيران لدول الاتحاد الأوراسي 490 مليون دولار بنمو 52 % في 7 شهور، منذ بداية العام المالي الإيراني في 21 مارس حتى 22 اكتوبر 2019، في مقابل استيراد 768 مليون دولار، كما خفض الاتحاد رسوم الاستيراد لإيران في 502 بندًا، مقابل خفض إيران الرسوم على 864 منتج، بحسب التقارير المعلنة.

هل ينجح الاتحاد الأوراسي
وأصبحت إيران مشاركة في منظمة التعاون الاقتصادي الأوراسي، منذ 27 من أكتوبر 2019، ومن المقرر أن يتمّ تمهيد الأرضية لبدء التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، بعد مضي سنة على تنفيذ اتفاق التجارة التفضيلية المؤقت.


جدير بالذكر، أن الاتحاد تأسس عام 2014، وأعضاؤه «روسيا البيضاء وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان».

وكان حسين مدرس خياباني، وكيل وزارة التجارة والصناعة والمعادن الإيراني، دعا الاتحاد الأوراسي لإلغاء الدولار الأمريكي من التبادل التجاري بين دول الاتحاد واعتماد العملات الوطنية بدلًا منه.

وأوضح خلال افتتاح منتدى تجارة إيران مع الاتحاد الأوراسي في طهران مطلع ديسمبر الحالي، بأن ايران بدأت عملية إلغاء الدولار بالفعل مع العديد من الدول بما فيها روسيا.

كما أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن انشاء منطقة تجارية بين الاتحاد وإيران ستترك أثرًا إيجابيًّا على الوضع الاقتصادي في إيران.

لكن حتى داخل الاتحاد الأوراسي لا تبدو طهران مرحبًا بها من جميع الأطراف، فكازاخستان تعارض انضمام إيران للمنظمة، فكازاخستان، تخشى من تسييس المنظمة في نظر المجتمع الدولي، ويحولها إلى نوع من التحالف المعادي للغرب، كما تتحفظ في التعاون مع بلد يخضع للعقوبات.

وتخطط طهران لتصبح عضوًا كامل العضوية فيها، بحسب إعلان المرشد الإيراني، علي خامنئي، وقد صرح وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان، بأن لدى إيران فرصة لمدة 3 أعوام لتحويل العضوية الموقتة إلى دائمة.

وتفتح الاتفاقية أمام منتجات إيران أسواقا ذات إمكانات كبيرة، في كل من روسيا، بيلاروسيا، وكازاخستان، وأرمينيا، وقرغيزستان، إلى جانب حرية تنقل الخدمات ورؤوس الأموال واليد العاملة وتوحيد الجهود في قطاعات التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل.